30 طائرة إسرائيلية… الرسالة تتجاوز صنعاء: “نحن هنا”

مناشير – سياسية
لم تكن مجرّد غارة جوّية. ثلاثون طائرة حربيّة إسرائيلية أقلعت دفعة واحدة باتجاه اليمن. مشهد بهذا الحجم لا يُقرأ في الإطار العسكري الضيّق، بل في عمقه السياسي والاستراتيجي الأوسع. في لحظة واحدة، دوّت رسالة “تل أبيب” في أجواء الشرق الأوسط: نحن هنا، وجاهزون لأيّ مواجهة على امتداد الإقليم.
كلّ رادار رُفع، كلّ منظومة إنذار التقطت الإشارة. ومن الرياض إلى طهران، ومن أنقرة إلى القاهرة، وصل التحذير: من لا يتموضع وفق شروط المرحلة، سيُواجَه بلا إنذار مسبق.
اليمن هدف… والإقليم هو الرسالة
الضربة الإسرائيلية لم تكن معنية بالحوثيين فحسب. هي أقرب إلى عرض نار مباشر، لا رسالة دبلوماسية مغلّفة. إنزال هذا الحجم من القوة الجوية في مسرح بعيد جغرافياً، يُظهر ليس فقط القدرة، بل النية الواضحة بإعادة ضبط قواعد الاشتباك في المنطقة.
هذا النوع من العمليات يحمل في طيّاته إعلاناً استراتيجياً: لا أحد بعيد عن متناول الردع الإسرائيلي، ولا أحد في منأى عن خطوط النار.
في العلن، تقول إسرائيل إنّ الضربة ردّ على تهديدات محددة. لكن في العمق، هي محاولة لتثبيت معادلة جديدة في الإقليم. مفادها: “إذا لم تنسجم مع خريطة القوى الصاعدة، فانتظر الطائرات.”
الدول المحوريّة في المنطقة أمام خيار واضح: إما إعادة التموضع ضمن سقف التوازنات الجديدة التي تُفرض بقوة السلاح والجوّ، أو الاستعداد للمواجهة.