مرحلة جديدة في سوريا: تطبيع محتمل مع “إسرا۔ئيل” ولبنان في قلب المعادلة
خاص مناشير
مع صعود أحمد الشرع، المعروف بـ”الجولاني”، ورفاقه إلى سدة الحكم في سوريا، تتسارع التحليلات حول شكل العلاقة المقبلة بين دمشق و”تل أبيب”، وسط مؤشرات على تغيّرات جوهرية في المقاربة السورية حيال “إسرائيل”، تتراوح بين مهادنة سياسية، واتصالات محدودة، وحتى احتمالات تطبيع سريع على غرار “الاتفاقات الإبراهيمية”.
وفي هذا السياق، برزت ورقة بحثية صادرة عن “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، أعدّها الصحافي الإسرائيلي إيهود يعاري، وطرحت مجموعة من “التوصيات” بشأن العلاقة المستقبلية بين سوريا و”إسرائيل”. الورقة لا تخفي تبنيها للرؤية الإسرائيلية، خصوصًا في تبرير الغارات المتكررة على الأراضي السورية، والتي أدّت إلى تفكك الجيش السوري التقليدي، وفق توصيف الكاتب.
وتقترح الوثيقة بدء حوار مباشر بين الحكومة الانتقالية في سوريا بقيادة الشرع، و”إسرائيل”، مشيرة إلى أن الوساطة الأميركية قد تلعب دورًا شبيهًا بذلك الذي قامت به في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل”، رغم استمرار الاحتلال في بعض المناطق.
في ما يلي أبرز التوصيات التي وردت في التقرير:
ملف دروز الجنوب: تدعو الورقة إلى التزام “إسرائيل” بعدم تشجيع نزعات الانفصال، مقابل قبول الحكومة السورية بخصوصية العلاقة التي تربط دروز الجنوب بـ”إسرائيل”، وهو ما قد يُترجم بنوع من التطبيع المحدود.
اتفاق أمني جديد: استبدال اتفاق فصل القوات لعام 1974 باتفاق أحدث يعكس التغييرات الميدانية والسياسية.
تعاون في المناطق السنّية الحدودية: يشمل درعا والقنيطرة، حيث تملك “إسرائيل” قنوات اتصال مع بعض المجموعات المحلية، في وقت يُعدّ فيه الشرع لتشكيل “الفرقة 40″ بقيادة العقيد بنيان أحمد الحريري، من عناصر محلية ومقاتلين سابقين.
إقصاء النفوذ الإيراني: تشدد الوثيقة على ضرورة التعاون بين دمشق و”تل أبيب” لمنع عودة الحرس الثوري الإيراني وحـز ب الله إلى الجنوب السوري.
تبادل استخباراتي: بهدف تفكيك الخلايا الفلسطينية المسلحة الناشطة داخل الأراضي السورية.
تفعيل خطة هوكشتاين: لإيصال الغاز “الإسرائيلي” إلى سوريا عبر خط الغاز العربي، مرورًا بالأردن، وقد يشمل لاحقًا لبنان، في خطوة تعتبر تحوّلًا استراتيجيًا في المشهد الإقليمي.
تسوية مزارع شبعا: تقترح الوثيقة أن تعلن الحكومة السورية الجديدة أن المزارع كانت تخضع للسيادة السورية قبل عام 1967، ما من شأنه إسقاط الذريعة التي يستند إليها حــز ب الله في مواصلة العمل العسكري، ويمهد لمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان و”إسرائيل”.
هذه المقترحات، رغم طابعها غير الرسمي، تكشف عن توجّه لدى بعض الأوساط الغربية والإسرائيلية لدفع العلاقة السورية–الإسرائيلية نحو مسار جديد، ولو تحت عناوين أمنية واقتصادية.
ويبقى السؤال: هل تسير دمشق فعلًا نحو هذا السيناريو؟ وما انعكاساته على الداخل السوري واللبناني، في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والارتباطات السياسية والعقائدية المتداخلة؟