“عانا” أمام معركة ثلاثية محتدمة.. السياسة والعائلات في سباق مفتوح
خاص مناشير
تستعد بلدة عانا في قضاء البقاع الغربي لخوض واحدة من أكثر المعارك البلدية تعقيداً، مع دخول ثلاث لوائح انتخابية السباق نحو المجلس البلدي المؤلف من تسعة (9) أعضاء. وتشير المعطيات إلى أن تعدّد المرشحين لمنصب رئيس المجلس البلدي من شأنه أن يوزّع الأصوات ويشتّتها، خصوصاً مع تداخل العوامل السياسية والعائلية في مشهد انتخابي متشابك يعكس واقع البلدة الاجتماعي والسياسي.
وفيما تُعتبر عائلة نخلة من كبرى العائلات في البلدة تشكل عنصراً مشتركاً في جميع اللوائح، تتعزّز القناعة بأن المعركة لا يمكن حصرها في خطاب حزبي أو عائلي صلب، بل يُتوقع أن تكون العلاقات الفردية والروابط الشخصية العامل الفاصل في نتائج الاقتراع.
ثلاث لوائح… وثلاثة مشاهد
اللائحة الأولى: “وعد وعهد” برئاسة إميل عوّاد، ونيابة ميشال نخلة (نجل رئيس البلدية الأسبق أنطوان نخلة)، وتضم في صفوفها شخصيات ذات تجربة إنمائية بلدية. تستند إلى مزيج من الكفاءات والتحالفات العائلية الواسعة، وتحاول تقديم خطاب متوازن يجمع بين الخبرة والانفتاح.
اللائحة الثانية: “أمل التغيير” تحالف عائلي واسع يسعى إلى تجاوز الاصطفافات الحزبية. يرأسها مناصفة المصرفي كابي وهبة والمحامية سيلفي نخلة، مع عيد نخلة نائباً للرئيس، واعضاء الشباب ذوي الكفاءة المساعدة في نهضة عانا، ترفع شعار الانفتاح الاجتماعي والوحدة، وتراهن على قاعدة شعبية متجذّرة في النسيج العائلي للبلدة.
اللائحة الثالثة: “نبض عانا” برئاسة مشتركة بين جورج مخايل نخلة وجوزيف مخايل نخلة، المحسوبَين على التيار الوطني الحر، وتضم خمسة أعضاء من حزب القوات اللبنانية. هذا التباين السياسي داخل اللائحة يطرح إشارة واضحة إلى رفض الأهالي لهيمنة أي حزب على القرار البلدي، والتوجه نحو بلدية تمثّل نبض الناس لا الاصطفافات.
مع هذا التداخل الكبير بين الانتماء العائلي والانفتاح السياسي، تبقى نسبة الاقتراع وقدرة كل لائحة على تحريك قاعدتها الشعبية العامل الحاسم.