صراع مبكر على المقعد السني في زحلة: تفكيك الصفّ وتشتيت الصوت.. و”القوات” تنفتح على محمد شفيق حمود
أسامة القادري – مناشير
بدأت إحدى الشخصيات السياسية المسيحية في البقاع الأوسط – والتي لم ترسّخ بعد موقعها ضمن بيوت الزعامة التقليدية – بتحريك مياه الحراك النيابي مبكراً بلقاءات واجتماعات سرية، والايعاز لأدواتها داخل الشارع السنّي، في محاولة واضحة لرفع عدد المرشحين السنّة في دائرة زحلة للانتخابات النيابية المقبلة، ما يُفسَّر كخطوة تهدف إلى تشتيت الصوت السني وتقزيم وزن المقعد النيابي السني الوحيد في الدائرة.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن هذا التحرك لا يقتصر على التنافس الطبيعي، بل يأتي في سياق منع أي شخصية سنية وازنة من تشكيل لائحة مستقلة قادرة على خوض معركة جدية، وذلك عبر الإغراق بالمرشحين وتفتيت القواعد، بما يحول دون بروز قيادة موحدة أو خطاب جامع، ويجعل المبادرات السياسية مجرد مكونات تابعة ضمن لوائح كبرى، بدل أن تكون رأس حربة في السباق النيابي.
وفي ظل التقديرات التي تشير إلى أن عدد الأصوات السنية في البقاع الأوسط قد يتجاوز 60 ألف صوت في انتخابات 2026 – أي ما يمثل الكتلة الناخبة الأكبر رغم تمثيلها بمقعد واحد – يُطرح سؤال جدي حول أسباب الإصرار على تقزيم الحضور السني بدل توحيده.
استغلت إحدى الشخصيات المسيحية هذا الفراغ بدفع منسّق تيار المستقبل السابق إلى الواجهة مجدداً، بعد غياب استمر منذ انتخابات 2018 اثر نتائج الانتخابات النيابية المخيبة للمستقبل، والتي جاء على اثرها قرار الرئيس سعد الحريري بحل المنسقية وتشكيل لجنة تحقيق في حينه، في محاولة لإعادة تفعيل دوره، لكن من بوابة تفكيك المشهد السني لا توحيده، بما يخدم مصالح شخصية وأهداف سلطوية محلية
من جهة أخرى، وفي ظل انكفاء تيار “المستقبل”، يتزاحم الطامحون إلى وراثة جزء من “الصحن الشعبي الأزرق”. وقد استغلت إحدى الشخصيات المسيحية هذا الفراغ بدفع منسّق تيار المستقبل السابق إلى الواجهة مجدداً، بعد غياب استمر منذ انتخابات 2018 اثر نتائج الانتخابات النيابية المخيبة للمستقبل، والتي جاء على اثرها قرار الرئيس سعد الحريري بحل المنسقية وتشكيل لجنة تحقيق في حينه، في محاولة لإعادة تفعيل دوره، لكن من بوابة تفكيك المشهد السني لا توحيده، بما يخدم مصالح شخصية وأهداف سلطوية محلية.
وتشير المعطيات إلى أن هذه الشخصية المسيحية تسعى جاهدة إلى الارتكاز على المال الانتخابي والصوت السني في معركتها ضد القوات والثنائي الشيعي نحو الزعامة، وسط تسريبات عن تصريحات نُسبت إليها في مجالس ضيقة، وصفت فيها السنّة بأنهم “في الجيب”، ما أثار استياء عدد من الفعاليات والكوادر السنية المستقلة، التي تعتبر أن ما يجري هو إهانة مبطّنة ومحاولة وصاية مرفوضة.
في هذا السياق، تتقاطع التطورات مع توجهات حزب القوات اللبنانية، الذي تشير مصادر قريبة منه إلى أنه ينوي اعتماد آلية جديدة لاختيار مرشحين غير حزبيين في بعض الدوائر، وفق سياسة “تحديد الأحجام” التي اعتمدها في انتخابات 2022. وفي هذا الإطار، برز اسم السيد محمد شفيق حمود كمرشح محتمل على لائحة “القوات” في انتخابات 2026، بعد فتح قنوات تواصل رسمية معه من قبل معراب، وذلك لأن حمود المرشح الابرز وانه استطاع كمرشح سني ان ينال اكبر عدد من الاصوات والتي ناهزت الـ6000 فيما فاز النائب بلال الحشيمي بالمقعد بكسور الحاصل الذي امنته القوات، هذا ما يعكس تحولاً في استراتيجية القوات نحو الانفتاح على الكفاءات السنّية المستقلة.
وفيما يسود الغموض مستقبل تيار المستقبل، أكدت مصادر قيادية في التيار لـ”مناشير” أن “خيار المشاركة في الانتخابات النيابية غير مستبعد إطلاقاً”، مشيرة إلى أن القرار النهائي لن يُرحّل إلى اللحظة الأخيرة. ولفت المصدر إلى أن الخيارات ستكون واضحة بين منتصف آب ومنتصف أيلول المقبلين، وعندها فقط “ستُحسم الكلمة الفصل بشأن المشاركة أو التوجه نحو حل التيار”.