بالوثائق ـ مشروع عراقي لإنشاء مصفاة نفط في طرابلس!
كشفت معلومات خاصة بموقع “الجريدة” أن الحكومة العراقية الحالية، تتجه لنقل النفط العراقي إلى خارج العراق عبر الأنابيب، في استعادة لدور العراق تاريخياً بتصدير النفط عبر البحر المتوسّط، وأنها بدأت بدراسة فعلية لاستعادة موقع العراق نفطياً في مدينة طرابلس، وذلك عبر تمديد خط أنابيب إلى مصفاة طرابلس الحالية التي كانت أنشأتها “شركة نفظ العراق” ـ “I.P.C.”، وإعادة إنشاء مصفاة جديدة بدل المصفاة القائمة حالياً والتي أصبحت منشأة غير صالحة.
ويبدو أن التوجّه العراقي الجديد ما زال في بداياته، لكنه يعبّر عن استراتيجية عراقية لتصدير النفط عبر لبنان.
وقد كشفت وثيقة من وزارة النفط العراقية تحت عنوان “دعم وإسناد شعب لبنان”، عن التوجّه لإنشاء مصفاة نفط في طرابلس، بطاقة إنتاج 70 ألف برميل يومياً، يتم تغذيتها عن طريق ناقلات النفط أو الحوضيات، لحين إنشاء أنبوب مقترح.
الأنبوب النفطي المقترح وطاقته 1 مليون برميل يومياً، يمتد من البصرة جنوب العراق إلى حديثة غرباً، باتجاه بانياس السوري، ومنه إلى حمص ثم طرابلس لتغذية المصفاة الجديدة، بحسب الوثيقة الرسمية التي نشرها النائب العراقي وتاريخها 27 نيسان/ أبريل الماضي.
ويشكل طرح إقامة مصفاة للعراق في طرابلس إعادة لمسار تاريخي، عندما كانت تمتلك “شركة نفط العراق” ـ “Iraq Petrolium Compagny” الإنكليزية ـ الفرنسية “I.P.C.” مصفاة طرابلس التي تأسست سنة 1931، وبقيت إدارتها إنكليزية حتى تاريخ وضع الدولة اللبنانية يدها عليها في العام 1973، حيث كان النفط الخام يُنقل إليها من حقول كركوك في العراق إلى طرابلس بواسطة خط أنابيب يمر في سوريا بطول 532 ميلًا (856 كيلومترًا)، مما يجعل كلفة نقل النفط الخام متدنية جداً بالنسبة إلى كلفة نقله بواسطة البواخر (فقط حوالي خمسة بالمئة).
كان يعمل في الشركة، في ذروة طاقتها، حوالى 4000 عامل وموظف وفني ومهندس، وكانت رواتبها هي الأعلى في لبنان، حيث يبلغ متوسط تعويض نهاية الخدمة حوالي 500 ألف دولار أميركي، وكانت تملك أكبر ميناء نفطي في البحر المتوسط، إذ يستطيع أن يستوعب ناقلات نفط عملاقة بحمولة 200 الف طن من النفط الخام.
وكان العراق يصدّر حوالي 120 ألف طن يومياً من نفطه الخام عن طريق هذا الميناء، مقابل رسوم تستوفيها الدولة اللبنانية.
وساهمت شركة نفط العراق في إنشاء “المستشفى الإسلامي الخيري” في طرابلس قبل أن تتبرع بهذه المستشفى إلى جمعية خيرية سميت “لجنة المستشفى الإسلامي الخيري”. كما أن ثكنات الجيش الحالية في منطقة عرمان ـ المنية كانت تشكل المستودعات المركزية لقطع الغيار للمصافي في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وقد تبرعت بمباني المستودعات إلى الجيش اللبناني الذي حولها إلى تكنات عسكرية.
كما أن شركة “I.P.C.” هي التي أنشأت مطار القليعات لنقل قطع الغيار إلى منطقة الخليج بدلاً من نقلها من لندن توفيراً للوقت.
كما كانت الشركة تمتلك ثكنات الجيش الحالية في القبة حيث كانت تستخدمها كمساكن للعمال والموظفين والمهندسين. وأيضاً كانت تملك منطقة الهيكلية جنوب طرابلس، حيث كانت فيلا المدير العام، وقد تبرعت بهذه الممتلكات للجيش اللبناني أيضاً.
وكانت “I.P.C.” تملك أيضاً ملاعب للغولف، حيث أُنشئت محطة ديرعمار الحالية لتوليد الكهرباء، كما كانت مطعماً خاصاً للموظفين وعائلاتهم، وكذلك مسبحاً خاصاً ونادياً اجتماعياً.
وقد تعرّضت منشآت مصفاة طرابلس في العام 1983 للتدمير واحتراق عدد كبير من خزاناتها، خلال ما سمّي آنذاك “حرب عرفات” عندما اندلعت معارك بين حركة “فتح” بقيادة ياسر عرافت وبين المنشقين عنها بقيادة “أبو موسى” مدعوماً من القوات السورية.
المصدر : الجريدة