محمد شفيق حمود : قبل التنافس… لننظر إلى وجع الناس ونتأمل أفعال البعض!
كتب محمد شفيق حمود على صفحته فايسبوك:
من الطبيعي أن نتنافس على موقع بلدي، نيابي، أو إداري. التنافس حق مشروع، بل هو من طبيعة الإنسان الطامح لخدمة مجتمعه. لكن دعونا نسأل أنفسنا بصدق: على ماذا نتنافس؟ وما هو شكل الواقع الذي نحاول إدارته أو تمثيله؟
ننظر إلى بلداتنا فنرى بيوتًا فخمة وسيارات فارهة، ونظن أننا بخير. لكن الحقيقة مختلفة تماماً. نحن نعيش وسط كذبة جماعية. بلداتنا أقرب إلى مخيمات إسمنتية: لا طرقات، لا شبكات مياه، لا صرف صحي، لا بيئة سليمة، ولا حتى أدنى مقومات التخطيط العمراني.
نزرع أرضنا بماء الصرف الصحي، ونستورد الماء من الخارج. نستهلك أكثر مما ننتج، ونعيش في بلد أصبح كل شيء فيه خاضعاً للتجارة – حتى الأرواح.
في القرى والأطراف، هناك أهالٍ لا يستطيعون تأمين علاج لأطفالهم، ولا دفع أقساط المدارس. مرضى يموتون بصمت، لا يجدون ثمن دواء ولا ثمن سريرًا في مستشفى. وهناك قرى كاملة لا يوجد فيها مدارس، ولا مراكز صحية، ولا حتى وسيلة نقل لطلابها أو مرضاها.
فأي بلد هذا؟ وأي مستقبل نعد به أبناءنا وسط هذا الخراب؟
قبل أن نتحدث عن التنافس والمناصب، لننظر إلى وجع الناس، إلى الفقر الحقيقي المتغلغل خلف الواجهات المزخرفة. لنسأل أنفسنا: هل ننافس من أجل سلطة جوفاء؟ أم من أجل انتشال هذا البلد من مستنقع الإهمال والتجويع والقهر ؟
التغيير الحقيقي يبدأ بالصدق مع الذات، وبالاعتراف أن بلدنا لا يمكن أن يستمر على هذا النحو. لا يكفي أن نُجمّل الواجهة… نحن بحاجة إلى إعادة بناء من الجذور.