“القوات” تصفع الضاهر وتُمسك بزمام القرار في زحلة.. والى المقعد الكاثوليكي الثاني در
أسامة القادري – مناشير
شكّلت نتائج الانتخابات البلدية في زحلة، عاصمة الكثلكة، نقطة تحوّل سياسية مفصلية، لم تكن مفاجئة بالكامل، لكنها جسّدت بوضوح انقلاباً في المزاج الشعبي الزحلي، وخصوصاً في الشارع المسيحي. فوز “القوات اللبنانية” الساحق، بانتزاعها مجلساً بلدياً كاملاً من دون أي حليف، وبنحو 14 ألف صوت، لم يكن مجرد انتصار بلدي، بل جاء بمثابة إعادة تموضع استراتيجي على الخريطة المسيحية في البقاع.
بعيداً عن قراءة الأرقام الباردة، حملت الانتخابات رسائل سياسية حاسمة: زحلة لم تعد “مقبرة الأحزاب” كما كان يُردّد، بل تحوّلت إلى ساحة إثبات قوة حزبية واضحة، لصالح “القوات”، التي نجحت في مخاطبة جيل شاب عطِش إلى مشروع سياسي جديد، متحرر من عباءة الزعامات التقليدية والعائلات المتعبة.
الهزيمة لم تُصَب رئيس البلدية السابق أسعد زغيب وحده، بل ارتدت على الداعم الأول له، النائب ميشال ضاهر. الأخير، الذي استهان بتقدير قوة القوات، عدا عن فشل ضاهر وزغيب في مخاطبة الشارعين الشيعي والسني الذين يشكلان قوة انتخابية وازنة، عبرت عن استياءها من اسلوب استقدامها الى المعركة بخجل، فترجم في صناديق الاقتراع عكس تقديرات ماكينة ضاهر الانتخابية.
وهذا ما يُضعف موقعه النيابي ويهشّم صورته كممثل فعلي عن المزاج الزحلي، لا سيما الكاثوليكي منه.
فنتائج زحلة كشفت أيضاً عجز القوى السياسية المنافسة عن التجيير في الشارع المسيحي، وخصوصاً “التيار الوطني الحر”، الذي لعب لعبة المساومة مقابل أصوات التيار بضمان المقعد الماروني النيابي الذي يشغله حالياً سليم عون، بعدما فشل في فرض نفسه لاعباً مؤثراً، وسط تنامي خطاب تعبوي حاد تبنّته “القوات”، يعيد إلى الأذهان أدبيات الحرب الاهلية والتمترس الطائفي، ولكنه أثبت فعاليته في شد العصب الطائفي والسياسي والمناطقي، فيما حزب الكتائب سرعان ما عادت قاعدته الشعبية الى التموضع في حضن القوات رغماً عن قرار الوزير السابق ايلي ماروني. اما الكتلة الشعبية والوزير نقولا فتوش لم يكن حالهما افضل بل انكشف واقهما ومدى تراجع حضورهما وتأثيرهما في الوسط الشعبي الزحلي.
من هذه النتيجة تكون “عروس البقاع” دخلت الى نهاية مرحلة وبداية أخرى جديدة، بناء على الرسالة الواضحة التي خرجت من صناديق الاقتراع في زحلة، مفادها : المزاج المسيحي في البقاع يتغيّر