ماذا قصد الشرع من عدم ذكر لبنان في خطاب شكر الدول التي احتضنت السوريين؟
مناشير
في كلمته بمناسبة إعلان واشنطن رفع العقوبات عن سوريا، وفي معرض حديثه عن لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، وجّه الرئيس السوري المؤقّت الشرع/الجولاني تحية إلى زعماء الدول التي دعمت الانفتاح على الحكم الجديد في دمشق وساهمت في احتضان السوريين في السنوات العصيبة.
لكنّه “نسي” – أو تناسى – أن يذكر لبنان.
لبنان، البلد الذي تحمل أكثر من غيره من تبعات الحرب السوريّة، أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا وديموغرافيًا، لم يجد لنفسه مكانًا في خطاب الشكر والمصافحة. مع أن مسؤولين لبنانيين بادروا إلى كسر الجليد مبكرًا:
الرئيس نجيب ميقاتي زار دمشق منذ الأشهر الأولى.
الزعيم وليد جنبلاط قدّم دعمه في مرحلة حرجة.
الرئيس نواف سلام قام بزيارة رسميّة.
رئيس الجمهورية جوزاف عون التقى الشرع في القاهرة.
بل أكثر من ذلك، انضمّ لبنان إلى آليّة إقليميّة تضمّ تركيا، الأردن، العراق وسوريا/الجولاني، بهدف مكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني.
كل ذلك، ورغم رمزيّته السياسيّة والدبلوماسيّة، لم يشفع للبنان بأن يُذكر اسمه في خطاب متلفز احتفى فيه الشرع/الجولاني بجميع الأشقّاء العرب تقريبًا.
قال الرئيس السوري المؤقّت: زرت الرياض قبل أشهر والتقيت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ثم الرئيس التركي أردوغان، ثم الشيخ تميم بن حمد، فالشيخ محمد بن زايد، والملك حمد بن عيسى، وأبناء الخليج، ثم العاهل الأردني، والرئيس عبد الفتاح السيسي، وقادة ليبيا، الجزائر، المغرب، السودان، اليمن، ورئيس الوزراء العراقي، وحتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من قادة أوروبا…
لكن لم يأتِ على ذكر لبنان.
ربما لم تعد قائمة، في نظره، تلك المقولة التي طالما ردّدها القوميون: “شعب واحد في بلدين”.
ربما لم ينتبه إلى أن التداخل الشعبي والعائلي بين اللبنانيين والسوريين لا مثيل له في الوطن العربي كلّه.
وربما نسي – وسط ضجيج السياسة والتحالفات – أن لبنان بقي دومًا بابًا مشرّعًا لسوريا، رغم كل شيء.