أزمة خانقة في القطاع الزراعي اللبناني: الترشيشي يدق ناقوس الخطر
أزمة خانقة في القطاع الزراعي اللبناني: الترشيشي يدق ناقوس الخطر
مناشير
أطلق رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع، إبراهيم الترشيشي، صرخة تحذيرية من الواقع المأزوم الذي يعيشه القطاع الزراعي في لبنان، معلنًا أن أسعار الخضار والفواكه باتت أقل من كلفة الإنتاج بنسبة تتجاوز 30%، بل إن كلفة القطاف وحدها تفوق سعر البيع في العديد من الأصناف.
«المزارع بين نارين»
وأشار الترشيشي إلى أن المزارعين يقفون اليوم أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما ترك الحقول تتحول إلى مراعي للمواشي، أو الاستمرار في القطاف رغم الخسائر. وقال: “رغم قساوة الواقع، اعتاد المزارعون على بيع محاصيلهم بخسارة، لأن رؤية مئات الدونمات تذبل بلا حصاد أشدّ قسوة من الخسارة المادية”، وما زاد الطينة بلة الضريبة على المحروقات وخاصة المازوت الذي يشكل اساس لقيام الزراعة فبدلاً من ان تحمي الحكومة القطاع الزراعي المنتج بدعم المازوت ذهب لوضع ضريبة اشبه بالرصاصة القاضية على قطاع يعاني اساساً من ازمة تصريف الانتاج وكساد المحاصيل.
تراجع حاد في التصدير
وسلط الترشيشي الضوء على التراجع الكبير في عمليات تصدير المنتجات الزراعية، مشيرًا إلى أن النسبة الحالية لا تتجاوز 10% من الحجم المعتاد. وأوضح أن عدد الشاحنات اليومية التي تخرج من لبنان لا يتعدى عشر شاحنات، في حين كان يُصدر يوميًا نحو 100 شاحنة، تنقل ما يصل إلى 2500 طن من الخضار والفواكه. أما اليوم، فالإنتاج المُصدر لا يتجاوز 250 طنًا، وهو ما وصفه بـ”الرقم الهزيل”.
أمثلة صارخة على الخسارة
واستعرض الترشيشي أرقامًا تعكس حجم الكارثة:
أجرة قطاف كيلو اللوبياء تبلغ 30 ألف ليرة، ويُباع بنفس السعر.
قطاف البازلاء يكلف 20 ألف ليرة، ويباع بأقل.
كيلو البطاطا يُباع بـ20 ألف ليرة، في حين أن كلفته الحقيقية تصل إلى 28 ألفًا.
ثلاثة كيلو من المشمش لا يتجاوز سعرها 100 ألف ليرة.
البطيخ هبط سعره من 100 ألف إلى 30 ألف ليرة خلال أيام معدودة.
وأكد أن معظم المنتجات، من البصل والخيار والبندورة إلى الملفوف والباذنجان، تباع بأقل من 20% من كلفتها الفعلية.
دعوات إلى وقف الاستيراد والتصدي للتهريب
وفي ظل هذا الواقع، طالب الترشيشي وزير الزراعة بعدم منح أي أذونات لاستيراد الخضار والفواكه، لاسيما الأصناف غير الموسمية كـ”المانغا والأناناس”، مؤكدًا أن المنتجات المحلية تكفي لتلبية حاجات السوق اللبناني.
كما شدد على ضرورة تشديد الرقابة على المعابر والحد من التهريب، مع تطبيق أقصى العقوبات بحق المهربين والمتورطين في تسويق البضائع المهرّبة.
شكر وتفاؤل حذر
وأشاد الترشيشي بجهود وزير الزراعة، الدكتور نزار الهاني، في دعم القطاع، عبر تنظيم المؤتمرات التسويقية والمباحثات الرسمية مع وزراء الزراعة العرب، ولا سيما التنسيق الأخير مع الجانب السوري.
كما أعرب عن أمله في أن تؤدي هذه الجهود إلى إعادة فتح الطريق البرية عبر المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن رفع قرار تعليق الاستيراد من لبنان سيكون خطوة حاسمة لإنقاذ الزراعة اللبنانية.