بلدياتخبر عاجلمقالات

صراع سياسي على رئاسة “اتحاد بلديات السهل” وانتقادات تطال مراد : انحياز مراد للمجذوب “ضيعوي غزاوي”

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365
صراع سياسي على رئاسة “اتحاد بلديات السهل” وانتقادات تطال مراد : انحياز مراد للمجذوب “ضيعوي غزاوي”
خاص مناشير

تشهد منطقة البقاع الغربي واحدة من أكثر المعارك السياسية احتدامًا، مع اقتراب انتخابات رئاسة اتحاد بلديات السهل، الذي يضم 12 بلدية، تسعٌ منها ذات غالبية سُنية، وثلاث مسيحية. وبحسب العُرف المحلي، تؤول الرئاسة إلى شخصية سنّية، ما يضفي بُعدًا سياسيًا على هذه الانتخابات في منطقة تُعدّ من أبرز المعاقل التقليدية لتيار “المستقبل”.

المعركة تكتسب طابعًا تغييريًا هذا العام، تفجّرت بعد تمسك رئيس بلدية غزة محمد المجذوب، المدعوم من النائب حسن مراد، بالاستمرار في موقعه كرئيس للاتحاد، الذي يتولاه منذ ثلاث دورات متتالية. وكثيراً ما تعرّض المجذوب إلى الانتقادات من عدة بلديات، متّهمين إياه بارتكاب مخالفات إدارية وحرمان عدد من البلدات من المشاريع الإنمائية، إضافة إلى عدم الالتزام بتوزيع المشاريع بشكل عادل وفقًا لحجم كل بلدية بحسب القانون. ومع انتهاء الانتخابات البلدية، انطلق حراك واسع لحشد الدعم لانتخابات الاتحاد، حيث برزت المنافسة بين المجذوب ورئيس بلدية المرج المنتخب عمر علي حرب، وسط اصطفافات سياسية حادة. فالمجذوب يستند إلى دعم مباشر من النائب مراد، الخصم التاريخي لعائلة حرب، نتيجة الخلافات القديمة حول إدارة “مؤسسات الغد الأفضل”، التي تعود ملكيتها لحزب الاتحاد، والتي فجّرت انقساماً حزبياً وسياسياً لا تزال تداعياته قائمة، يترجم ذلك في معركة الاتحاد، التي باتت تتجاوز مجرد منافسة بلدية إلى صراع على زعامة الساحة السنية في المنطقة، في ظل الغياب التنظيمي للتيار ” الازرق”.

وصف قيادي مستقبلي سابق طرح اعادة تسمية المجذوب والتحالف مع مراد بـ”الخطيئة السياسية”، معتبرًا أن نتائج الانتخابات الأخيرة في بلدة غزة أظهرت تراجع شعبية تحالف المجذوب مراد لصالح العائلات

من جهته، يحاول المجذوب تكريس دعمه من مراد كإمتداد لتحالف أوسع يربطه بالرئيس سعد الحريري مدعياً أنه أخذ موافقة أحمد الحريري، في محاولة لاستمالة جمهور “المستقبل”، إلا أن هذه المحاولة أثارت استياءً كبيرًا في صفوف مناصري التيار، ووصف قيادي مستقبلي سابق طرح اعادة تسمية المجذوب والتحالف مع مراد بـ”الخطيئة السياسية”، معتبرًا أن نتائج الانتخابات الأخيرة في بلدة غزة أظهرت تراجع شعبية تحالف المجذوب مراد لصالح العائلات. ومع احتدام المعركة، كشفت مصادر بلدية أن مراد كثّف اتصالاته لتأمين فوز المجذوب، عارضًا على رؤساء بلديات مشاريع إنمائية مقابل أصواتهم، حيث قُدّر أحد العروض بما لا يقل عن مئة ألف دولار لبلدية واحدة، كما أفادت مصادر مطلعة أن بلديتي عانا وعميق بدّلتا موقفيهما إثر وعود بمشاريع تصل قيمتها إلى مئتي ألف دولار.

وفي إطار التحالفات، اتفق المجذوب مع رئيس بلدية المنصورة داني الشاويش لتولي منصب نائب الرئيس، بينما عقد عمر حرب تفاهمًا مع بلديتي عانا وعميق على مداورة المنصب، وطرح اسم رئيس بلدية الخيارة قاسم المظلوم كمرشح توافقي لرئاسة الاتحاد من جميع البلديات. الطرح نال موافقة حرب، كما وافق على تولي رئيس بلدية عانا إميل عوّاد موقع نائب الرئيس. لكن المجذوب رفض هذا السيناريو، متمسكًا بترشّحه وبحصرية المنصب للمنصورة. مما يعني ان حرب مستمر بترشحه.

وسط هذه الاصطفافات، لا يُخفي عدد من الفعاليات البقاعية استياءهم من سلوك مراد، معتبرين أن دعمه للمجذوب نابع من منطق مناطقي ضيّق “غزّاوي ضيعاوي” أي بحكم أن المجذوب من بلدة غزة، مسقط رأس مراد. هؤلاء يعتبرون أن انحياز مراد في هذه المعركة غير مبرر وقد يُكلّفه سياسيًا في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يُنتظر من النائب أن يكون حكمًا لا طرفًا. وفيما تتكثف اللقاءات والضغوطات في الكواليس، تبدو معركة رئاسة الاتحاد مرشحة للتصعيد، وقد تفرز خريطة سياسية جديدة في البقاع الغربي، في لحظة فراغ قيادي تبحث فيها المنطقة عن بدائل لقوى فقدت بريقها أو تراجع تأثيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى