مقابلات

مراد : نقول لا حيث يجب أن نقول، ونقول نعم حيث يستأهل القول

مراد : مستعدون لأي إقتراح مشروع للبقاعيين يساهم في تأمين فرص العمل ويكون هدفه إجتماعي

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

مراد : مسيرة بناء المؤسسات مستمرة، نعد أبنائنا في البقاع الغربي ببناء كل عام مشروع

خلال زيارة رئيس مجلس إدارة مؤسسات الغد الأفضل ورئيس حزب الإتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد في دارته في الخيارة البقاع الغربي الواقعة عند أطراف “إمبراطوريته التعليمية”، والتي تزدحم بالزائرين من كافة القرى البقاعية، والذي يصّر أن لا يضع عند طرف بابه جرساً يُقرع، “البيت دائما أبوابه مفتوحة لكافة المواطنين من أينما أتوا، لذا لا يسع القول لدى أي زائر في أي وقت، إلا ان يسجل له صفة رجل المؤسسات بما للكلمة من معنى، والذي يعترف له أخصامه قبل مؤيديه أنه إستطاع أن يضيف للبقاع مساحة واسعة، وإستطاع بمؤسساته أن ينشيئ جيشاً من الموظفين معلمين وإداريين وعمال يتجاوز عددهم 4000 آلاف موظف، عدا عن آلاف المنح التعليمية لطلاب الجامعات لمساعدة ذويهم على تعليم أبنائهم، فشكل زعامة لها حيثية ليس سهلاً منافستها خدماتياً أو سياسياً، يدرك الزائر على الفور أن “أبو حسين” هو مرجعية بقاعية في دائرته فلا يرد طالباً خدمة أو مساعدة، لا هم لأي جهة ينتمي طالب الخدمة سياسياً أو طائفياً أو مناطقياً، لذا إستحق لقب “أبو الفقراء”.

كثيرة هي الألقاب التي أطلقت كصفة له، إنما أحب الألقاب إلى قلب الوزير مراد لقب “أبو حسين”، كون اللقب يكسر الفوارق مع أبناء منطقته التي ولد ونشأ بسهلها الممتنع عن الإنكسار، والمرن في إستقطاب الخطاب الوطني الجامع.

منذ نحو أربعون عاماً يستمر وزير التربية السابق، في بناء المؤسسات التربوية والإجتماعية في لبنان، لم تتوقف رحلته التربوية من البقاع الغربي التي أنشأ فيها مركز عمر المختار التربوي، وعاماً بعد عام إلى أن أنشأ الجامعة اللبنانية الدولية لتتوسع دائرة انتشاره إلى بيروت ثم الجنوب، مروراً بالجبل ووصولاً إلى أقصى الشمال، حيث وصل إلى محافظة عكار، أكثر المناطق اللبنانية فقراً وحرماناً، والتي يطلق عليها البعض تسمية “محافظة الفقراء والمحرومين”. وبعدها انطلق الى الجزء الأكبر من الدول العربية.

لا يخفي مراد شاردة وواردة منذ نشأته، وكيف بدأت إنطلاقته؟

يستهل “أبو حسين” القول أن الانطلاقة بدأت بحملة تبرعات تم جمعها من المغتربين المتمولين، وصلت الى 2 مليون دولار، وقدمت يومها ليبيا مليون دولار، إشترينا الأراضي التي عليها اليوم مؤسسات الغد وأسسنا مركز عمر المختار التربوي، وفي اجتياح 1982، تعرض المركز إلى القصف المباشر إعتبارناه حينها أن اسرائيل تريد أستهداف سلاح العصر ألا وهو العلم، مما جعلتنا نضاعف الهمة في بناء المؤسسات لأن تكون نموذجاً تغييرياً نحو الأفضل، بعدها أسسنا دار الحنان للأيتام لأبناء الشهداء وللعائلات الفقيرة جداً، ودار الأمان ومركز صلاح الدين في مذوخا لم نميز هذه المؤسسات عن مركز عمر المختار بل كانت تفوقه اهتماماً، كان حرصنا أن ننطلق تدريجياً كل عام نبني مركزاً إلى أن بدأنا ببناء الجامعة، وهكذا هي اليوم يدخل الطالب من الروضة ينتقل تدريجياً من مبنى إلى آخر. يوضح أن مؤسساته العليمية ابوابها مفتوحة أمام جميع طلاب المدارس الرسمية والخاصة للتدريب على امتحانات الشهادات الرسمية. تابع صمّمنا منذ ذلك الوقت أن نبني مدارس ومهنيات وتوّجناها في الجامعات. وأردنا أن نضيف نوعية لا كمية إلى المؤسسات التربوية الموجودة، خصوصاً عندما افتتحنا الجامعة اللبنانية الدولية، ركزنا على أن تكون إضافة نوعية إلى الجامعات في لبنان والعالم العربي أيضاً. وبالتالي أن ننافس أعرق الجامعات، قناعة منّا بأنهم رجال وأننا رجال أيضاً، واستفدنا من الخبرة التربوية على مدى أربعة عقود وكرّسناها في الجامعة وبدأنا بمنطقة معينة وحققنا النجاح في المدارس والمهنيات، وحققنا نجاحاً كبيراً أيضاً في الجامعة، وإحدى أهم الإنجازات أن جامعتنا في البقاع تحديداً فسحت المجال أمام بناتنا الواتي حزنا الثانوية العامة أن يكملن تعليمهن الجامعي الذي كنّ يحرمن منه نظراً للعادات التي تتحفظ أن تسكن البنت خارج منزلها العائلي هذا مننذ عقدين من الزمن، كما قصدنا أن تكون نتائجنا في امتحانات الكولوكيوم التي تجريها وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة أن يكون طلابنا هم الأوائل وأن نقدّم أفضل مستوى من التعليم لأفقر طبقة لا للاغنياء فقط، لأنّ الفقراء في امتحان الكولوكيوم يغلبون الأغنياء، وأيضاً قلنا ليس فقط في البقاع، إنما يجب أن نخرج إلى منطقة أخرى. قناعة منّا بأنّ الإنماء المتوازن يقتضي ألّا يتركز في المدن، إنما في الأرياف… بحسب الدستور”

وعن دور مؤسسات الغد الأفضل الإجتماعية وإنجازاتها ومشاريعها للمنطقة ؟

رسالتنا إتجاه البقاع لم تتوقف عند مؤسسات تعليم أبنائنا وبناتنا فقط، إنما إنتقلنا إلى الخدمات الإجتماعية لكافة قرى البقاع الغربي وراشيا، وقرى قريبة في البقاع الأوسط، إستقدمنا جرافات لجرف الثلوج وأنشأنا فوج بكامل الجهوزية في فصل الشتاء وأثناء العواصف، لمنع وفاة أي بقاعي أو حجز وحصار القرى الجبلية عن محيطها، كما إستقدمنا إسعافات وسيارات إطفاء وكلها جاهزة مع فريق عمل كامل متكامل. وكذلك أنشأنا مسابح للرجال، وأخرى للنساء والأطفال، وأنشأنا ديوان القصر بأهم المواصفات العالمية لإقامة أفراح أبناء المنطقة بأسعار رمزية تكاد تغطي الكلفة. وأيضاً كان للبلديات حصتها من الزفت على حسابنا حتى أننا إستقدمنا جرافات ومحادل ساعدت البلديات على شق وتعبيد طرقات زراعية تخفيفاً للأعباء عنهم. وأيضاً ساعدنا في تأمين التيار الكهربائي لبعض القرى، حتى أن جمعيات الغد الأفضل الإجتماعية أقامت حيطان دعم في الكثير من القرى.

وأوضح مراد لم يتوقف البناء عند هذا الحد أيضاً هناك مشاريع قادمة “بيت جدي” سيكون منتجع سياحي مميز للمنطقة، وأيضا مشروع “المدينة المائية”، كل هذه المشاريع تزيد من فرص العمل لأبناء منطقة محرومة من خدمات الدولة.

يتنهد وزير الدفاع الأسبق مراد تنهيدة طويلة ليردف “المشكلة أن القيادات السياسية في البلد لازالت تنظر للبقاع نظرة دونية، لذلك التلوث إستمر على عين الدولة وبرعايتها، ولذلك حال الواقع الزراعي المذري والذي مهدد بالإندثار قال “البقاع الذي يشكل نحو 70 % من نسبة الزراعة في لبنان كل عام تتراجع نسبة المساحات المزروعة في سهله، لأن الدولة لا تعتمد رزنامة دعم مباشرة للمزارع، لعدم إنشاء تسهيل إستثمار معامل للانتاج الزراعي، ولعدم وضع رؤية واضحة لتصدير الإنتاج”، يضيف “هذا التقصد في الإهمال يضيق مساحات الزراعة، فبدلاً من التوسع العمراني الافقي الذي يحصل بسبب ألية القوانين، يجب على الدولة أن تشجع في التوسع العمراني العامودي، أي استثمار المناطق الجبلية الغير صالحة للزراعة، وأن تسمح ببناء أكثر من ثلاثة طوابق، هذا يخفف من إستهلاك الأراضي الزراعية للعمران”.

يجلس «أبو حسين» في منزله يتابع شؤوناً تربوية وحزبية وسياسية وخدماتية مع مستشاريه ومعاونيه، يستقبل مواطنين ويودّع آخرين، ويحرص أن لا يرد طالباً موعد قاقزا فوق البرتوكولات الأمنية التي يضعها مرافقوه، إذ تحوّل منزله إلى خلية عمل، يؤكد مرافقوه أنهم يتعبون ويتناوبون في ساعات النهار أما “أبو حسين” لا يكل ولا يمل من نشاط إلى آخر ومن دعوة إلى زيارة، يبدأ عمله من السابعة صباحا إلى أخر ساعات الليل

يؤكد الوزير مراد أن منطقة البقاع الغربي ما زالت على خريطة الحرمان. بل تكاد لولا إمبراطوريته التعليمية، أن تكون أرضاً صفصفاً، تحولت بفعل هذه المؤسسات إلى أشبه بمحجة لدى العشرات من السفراء العرب والأجانب والبعثات العلمية والتعليمية إلى المنطقة، ومن بقي فيه من أبناء البقاع الغربي “حيث سهل البقاع “أهراءات روما”، يتخبط مزارعوه بين الأزمات المتتالية نتيجة لغايب أجندة دعم فعلية لقطاع الزراعة، يستطرد قائلاً: “المعيشة صعبة، الغلاء كبير والبطالة تزداد. الزراعة تعاني، وبدلاً من دعمها جرى وقف 21 مليون دولار مخصصة لدعم الشمندر السكري يستفيد منها آلاف المزارعين. من هنا، زيادة الضرائب على الشعب البسيط بعد هذه المآسي التي يعيشها في مناطق البقاع والجنوب وعكار هو كفر. أؤيد الضرائب التي لا تطاول الفقراء، بل يمكن فرضها على المصارف والشركات.
وبالنسبة إلى أزمة نهر الليطاني، يؤكّد مراد أنّ أصحاب المصانع يعرقلون إيقاف مصادر تلوثه، لافتاً إلى إمكانية «أن ينظف النهر نفسه بسنة واحدة عبر المطر والثلج ودون الميزانيات الكبيرة المطروحة التي لامست 860 مليون دولار. ويجب حثّ أصحاب المعامل على التكرير وإقفال المعمل الذي يمتنع، كذلك يجب تشجيع القرى المحيطة على إنشاء مصافٍ لتكرير المياه الآسنة”.

وفي الحديث عن السياسة يبدل رئيس حزب الإتحاد جلوسه، ليستهل الحديث السياسي من إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب أن القدس عاصمة إسرائيل، يتنهد مراد ويردف “للأسف أتى هذا الإعلان ليؤكد مدى غياب الوزن العربي، ونتيجة لما يحصل في الدول العربية من أزمات “بفعل ما سمي بالربيع العربي، كما قلنا أنه خريف عربي لا يخدم سوى العدو الإسرائيلي، قضية القدس تحتاج إلى حراك شعبي عربي وفلسطيني في الداخل وتحفيز الدول العربية والأوروبية وأميركا اللاتينية وروسيا لرفض هذا القرار الإلغائي”، أما عن السياسة المحلية قال :”القانون الإنتخابي الجديد ونسبيته الضئيلة في النسبية، لا يعتبر قانوناً مثاليّاً بالنسبة إلى الوزير السابق عبد الرحيم مراد، إنما يفوز بـ 1% عن القانون الأكثري السابق، إلّا أن مراد المرشّح عن أحد مقعدي دائرة البقاع الغربي ــ راشيّا، يتفاءل بالخير ويهيّئ نفسه للانتخابات النيابية المقبلة. القانون المثالي بالنسبة إلى وزير الدفاع السابق، هو القانون النسبي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، و«على أمل أن يتطوّر القانون الحالي في ما بعد، ليجمع 128 نائباً في لائحة واحدة باعتبار لبنان دائرة واحدة مع المحافظة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين”.

أما عن تفاصيل كيف يمكن أن تكون المعركة الإنتخابية المقبلة، يقول مراد إن «التحالفات لم تحسم بعد، حالنا كحال غالبية القوى السياسية». برأيه، غالبية القوى ستعمل على تجزئة التحالفات تبعاً للدائرة والمصلحة، وهو يؤكّد أن «الجميع الآن منهمكون في تزييت الماكينة الإنتخابية ويتركون التحالفات للمرحلة المقبلة مع الدخول في المهل الدستورية”.

تجربة انتخابات عام 2009 تترك أثرها في آلية عمل ماكينة مراد الإنتخابية، وهو يؤكّد لـ«مناشير» أن ماكينته الانتخابية لم تتوقف حتى تنطلق، دائما موجودون وجديون في التعاطي مع الناس وخدمتهم، ولفت أنه من الطبيعي أن يستفيد من أخطاء الإنتخابات الماضية، «هذه المرّة الحظوظ مرتفعة، وأملنا بأبناء البقاع كبير فهم يرون ويلمسون من يقف إلى جانبهم، ويقرأون السياسة، نحن أول من دعا وسعى لترتيب البيت الداخلي ومددنا اليد على مبدأ أن يكون الحوار والمصالحة السنية السنية وجوبهنا بحملة شعواء لطرحنا، تابع الوزير مراد موقفنا لم نغيره في عروبتنا ووطنيتنا، والآخرون هم من يتبدلون حسب الظروف، نقول لا حيث يجب أن نقول، ونقول نعم حيث يستأهل القول، لسنا تبعاية لأحد ولا من الذين يتلقون الإملاءات، ما نمارسه هو قناعتنا السياسية أن لبنان لا يمكن سلخه عن محيطه العربي وعن القضية الفلسطينية الأم، نحن مع المقاومة لأننا ناصريون عروبيون على مبدأ “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”.

لا يخاف مراد من الوضع الأمني يقول بفعل انتصار الجيش على داعش في جرود عرسال والقاع بمعاونة المقاومة أصبح الوضع الأمني أكثر إستقراراً.

وعن الوضع الاقتصادي قال: “الوضع لا يطمئن ما لم يتم إستخراج البترول بأسرع وقت، سنواجه أزمات في غالبية القطاعات الإنتاجية، يكفي اللبنانيين ما يعانونه من بطالة وغلاء معيشة وضرائب متزايدة، والدين العام الى تزايد حتى وصل الى 125 مليار دولار.

وختم مراد حديثه عن ضرورة “تحقيق اللحمة في الأمة العربية”، من خلال “معادلة السين ــ سين ــ ميم (سوريا السعودية ومصر)، إذ سيرتاح لبنان عندما تتوافق السعودية مع سوريا، كذلك لمصر دور أساسي في المنطقة، فعند اتفاق هذه الدول، ستحل مشكلة اليمن والعراق مع تركيا وإيران ومشكلة ليبيا وغيرها من المعضلات. وسيساعد ذلك القضية الفلسطينية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى