السيدة رولا إبراهيم التوم تطلق “بيلبقلنا الفرح”.. تحدي لابراز دور المرأة : أتابع كل شاردة وواردة بأي نشاط ليأتي متكاملاً ناجحاً
مناشير
مقابلة مع السيدة رولا إبراهيم التوم، زوجة النائب الدكتور سامر التوم، للإحاطة بنشاطية ودورها في الحياة الاجتماعية والنشاطات، “بيلبقلنا الفرح”..
فشكلت عنوان المرأة المقاومة في المهمات الصعبة على الأصعدة الإنسانية والإجتماعية والتربوية والصحية والترفيهية، وكانت عنواناً واضحاً للعطاء والخير والحب والإنسانية، فتحمل على كاهلها هم الوطن والمواطن الذي يختزن قلبها وفكرها وتحمل كل معاني الإنسانية لتنبت سنابل معطاءة، وتسعى بكل جهد وطاقة لتحقيق أقصى السعادة لأكبر عدد من المواطنين المعوزين تحديداً، تعمل بصمت ما هو مناسباً. لتكتمل صورة المرأة الصالحة، متأهبة دائماً لتلبية النداء بعدة أعمال خيرية، هذا النداء الذي أصبح هاجسها الأول وتترجم كل ذلك على أرض الواقع إلى جانب فريق عمل آمن بأفكارها وصوابية الرأي وشفافية أعمالها إلى أن شكلت وترأست لجنة تحت تسمية “بيلبقلنا الفرح”.
كيف لا تتمتع بتلك الخصائص، وهي التي ولدت وترعرعت في بيئىة ريفية، جلها التواضع والعمل الإنساني والإنفتاح على الآخرين دون تفرقة أو تمييز.
“موقع مجلة كواليس” الذي تنامى إليه حضور السيدة التوم على الساحة اللبنانية وأعمالها الإنسانية والإجتماعية، أراد أن يلتقي معها بهذا الحوار..
نود تعريف عن شخصكم الكريم باديء الأمر، ولا شك كل إنسان يخلق وبداخله ميول وأهواء وأحاسيس معينة متعددة،
ما الذي شدك إلى الأعمال الخيرية، ومن أي توجه كان؟
أولاً نرحب بكم أجمل ترحيب مع الشكر الجزيل لهذه المبادرة الإعلامية للتعرف وتسليط الضوء على شخصي وما أقوم به على الصعد الاجتماعية والانسانية
أنا من بلدة عين الدلب شرقي صيدا، نشأت وعشت طفولتي في بلدتي من أسرة محافظة تربت على عمل الخير بكل معانيه . ملتزمين بالتقاليد والأعراف الموروثة، لا سيما الألفة والمحبة والتعاون على الخير والمصلحة العامة، إلى أن أنتقلت إلى بيروت لمتابعة تخصصي الجامعي في حقل التمريض، مارست هذا الإختصاص في مستشفى أوتيل ديو، بعد ذلك إنتقلت بعملي هذا إلى فرنسا وهناك شاءت الصدف أن أتعرف إلى زوجي طبيب القلب سامر التوم، وتزوجنا هناك وتابعت دراستي للحصول على دبلوم في مجال التمريض، وبعد مرور سبع سنوات وفي العام 2008 قررنا العودة إلى لبنان لتأسيس عائلة وأعمال حيث أنجبنا ثلاثة أولاد “جوي، رودي وسيرينا ا” هم زينة حياتنا، بعد تركي لعمل التمريض الذي كان يأخذ الكثير من وقتي وعائلتي، دخلت بعمل جديد في مجال الأدوية والتأمينات.
عندما تكاثرت مسؤولياتي العائلية تجاه التربية والتعليم بالوقوف معهم لمتابعة دروسهم وحياتهم التي باتت من أولوياتي دون منازع تركت كافة الأعمال التي كنت أتولاها منصرفة إلى المنزل والأولاد سيما الزوج سامر منشغل بمرضاه على مدار الساعة تقريباً، إنما بقيت تراودني أفكار شتى وعدم الإستسلام سيما وأملك طاقة من الخطط والمشاريع بإمكاني تسخيرها في بعض الأنشطة الإجتماعية وسواها. وكون زوجي طبيب قلب معروف في كافة الأوساط خاصة البقاعية منها، بدءاً من بلدتنا القاع إلى كافة المناطق البقاعية وله خدمات إنسانية وخدماتية كبرى، قرر الترشح للإنتخابات النيابية في دورة العام 2022
وهنا أختلطت كافة الأوراق وكبرت المسؤوليات بوجوب فتح أبواب المنزل على مدار الساعة والقيام بما يتوجب عليّ من واجبات متعددة حتى وصل بي الأمر للقيام بحملات إنتخابية نيابية عنه في بلدة القاع بعد توزيع الأدوار وبرنامج الزيارات بيننا وضحيّت كثيراً إلى حدٍ ما على حساب الأولاد لناحية التربية والتدريس، نزولاً عند رغبة الزوج سامر الذي يحب العمل بالشأن العام وقرر الترشح لدخول الندوة البرلمانية، والحمدلله كان نصيبه الفوز مع اللائحة المنضوي إليها في دائرة بعلبك – الهرمل، عن المقعد الكاثوليك في تلك الدائرة، وها هو عضو في البرلمان اللبناني يمارس نشاطه ودوره السياسي والتشريعي على أكمل وجه.
*لننتقل معك إلى توجهك للعمل الخيري تحت عنوان رنان ملفت للغاية: ” بيلبقلنا الفرح”؟
حصل ذلك بطريقة الصدفة عبر زيارة لنا في منزلنا بالقاع من قبل شباب وصبايا طلاب جامعات، طالبين منا الوقوف معهم وإلى جانبهم في بعض المشاريع القائمين بها، بما يتعلق بدراساتهم الجامعية والأفكار التي يحملونها، فقلت لهم: “نحن حدكم “ليش” ما بيلبقلنا الفرح”، خاصة ونحن نمر بأزمات الثورة والكورونا والأوضاع الإقتصادية الصعبة والضغط النفسي الذي ينتاب معظم شرائح البشر، فأقترحت عليهم تأسيس تجمع شباب وصبايا في منطقة البقاع، ننطلق منه إلى بقية المناطق اللبنانية للقيام بأنشطة ثقافية وإنسانية وخدمات إجتماعية ومساعدات طبية وأدوية وبشكل عفوي جرى تأسيس هذا التجمع الذي أعطيناه إسم لجنة “بيلبقلنا الفرح” أتولى رئاستها وفعلاً أقمنا العديد من الإحتفاليات خاصة بالأعياد لكافة الطوائف وعشاء قروي وبرامج فنية منوعة، ولا ننكر أصحاب الأيادي البيضاء من المحبين والأصدقاء وأهل البلدات الذين ساهموا مساهمة فعالة في تقديم يد العون ومواد عينية وأصناف متنوعة، للمناسبة وندعو إلى كل إحتفال كافة الأهالي دون تفرقة أو تمييز متنقلين من بلدة إلى أخرى: بدءا” من بلدة القاع الى رأس بعلبك، الفاكهة، إيعات، شليفا. دورس. سرعين وبعلبك
طبعاً بالتنسيق والتعاون مع مسؤول كل بلدة أكان رجل دين أو بلدية أو نادي. ومما عزز موقعي كزوجة النائب الدكتور سامر التوم، إضافة إلى الثقة التي أولوني إياها والمحبة التي غمروني بها بكل صدق واخلاص، بحيث لمسوا بشخصي الحماس والشفافية في التعاطي معهم والكل يعتبر نفسه مُعني وصاحب رأي وقرار بأي مشروع نطرحه عليهم.
*هل ببالك من قوننة اللجنة بحيث تأخذ علم وخبر من وزارة الداخلية والإقتصاد، ويصبح لها طابع رسمي؟
طبعاً، كل شيء وارد وقريباً سنسعى له، وهناك نشاط مميز للغاية في مدينة بعلبك تحديداً نعلن عنه في حينه مع فريق العمل الخاص لتنظيم أي حفل أو مناسبة، إنما أكون أنا على الأرض بالأشراف على كل شاردة وواردة ليأتي العمل متكاملاً مكللاً بالنجاح.
*كيف تقيمين دور المرأة حقوقاً وواجبات، وإلى ما هنالك من تهميش لدورها والتعنيف وعدم إعطائها هوية لأبناء المتزوجة من أجنبي؟
بعد الخبرة التي أمتلكتها، كما التجارب على الأرض والحياة التي أعيشها وإنخراطي في العمل الإجتماعي كما السياسي من خلال زوجي، أقول: ” لا شيء ينجح دون حضور ودور المرأة، هذا بإختصار”. وقد نجحت في عدة ميادين، وأثبتت كفاءة وجدارة ولم نسمع يوماً أن المرأة تسببت بإفلاس مصرف أو شركة أو مؤسسة ومعظم السيدات تدير مصارف ومدارس ويمتهن المحاماة والطب والقضاء والهندسة وإدارة جمعيات بكفاءة عالية والرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض، ولا يجب أن يكون هناك أي إنتقاص من حقوق المرأة ودورها في المجتمع بدءاً من اسرتها،د في التربية الصالحة والتعليم ولا شك هناك تهميش ومشاكل في الأرياف لدور المرأة، ومن تعنيف لها بعكس المرأة في المدينة التي تخرج إلى حقل العمل والإحتكاك بالمجتمعات ومواكبة الحضارة وبالمطلق على المرأة أن تضع هدفاً لمسيرتها في الحياة، لا أن تسيرعشوائياً دون معرفة الطريق.
*السيدة رولا التوم، هل لديك حب المنافسة، ومن تنافسين
؟
المنافسة جميلة ومشروعة شرط أن تكون شريفة، وأنا أنافس نفسي لأترك بصمة في المجتمع.
*الغيرة السائدة بين النساء وهل أصابك شيء منها؟
طبعاً ٠٠حدث ولا حراج، البعض يظهر لك المحبة والغيرة وفي المقلب الآخر يحاولون وضع العصى في دواليب مسيرتك، وأنا أفهم من الإشارة، وأكتشف ذلك من العيون، أقفل الباب ولا أعيّر أي إهتمام، مستمرة في مسيرتي العملية والوقوف إلى جانب زوجي والعطاء دون مقابل يعطيك شعوراً ولا أجمل لأن هدفي وغايتي جمع ما أمكن من البشر إلى مائدة واحدة دون تفرقة، وأتمسك بالقول المأثور: “من طلب العلا سهر الليالي”، وبعد كل نشاط أجري تقييماً ذاتياً لمحاسبة الذات مع فريق العمل، أين أخطأنا وأين أصبنا والهفوات التي حصلت لتداركها لاحقاً وتصحيح ما يلزم.
*وفي ختام اللقاء من كلمة؟
الشكر لكم على الجهود التي يقوم بها الإعلام لإيصال الكلمة الحلوة وتسليط الضوء على جمعيتنا وما نقوم به من أنشطة متعددة والصدفة الجميلة التي جمعتنا.
فؤاد رمضان