خبر عاجلسياسة

حسن مراد هزَّ شجرة البلديات ولم يُسقِط ثمارها ‏

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

حسن مراد هزَّ شجرة البلديات ولم يُسقِط ثمارها

 

 

مفيد سرحال

سجلت الوقائع الرقمية والحاصل الانتخابي للمجالس البلدية والاختيارية في البقاع الغربي معطى” جديرا بالقراءة والمعاينة العقلية وهو أن النائب والوزير الأسبق حسن عبد الرحيم مراد خرج من هذا الاستحقاق الحساس المحفوف بالتخندق العائلي والجبي في بعض الأحيان دون أن يتشظى بتداعيات تلك الشبكة العنقودية من العلائق المجتمعية المتشابكة التي يصعب معها تخطي الترددات السلبية المتمخضة عنها حتما ضدية سياسية واستقطابات تنابذية حادة تطال هذه الجهة أو تلك جراء الكيد المحلي الذي تتجذر عادة آثاره وتتناسل وتتكدس بفعل منظومة القيم السائدة الأقرب إلى القبلية .
فعلها حسن مراد بدهاء وتخطى الألغام وعلى قولة المصريين (داس على العجين وما لخبطوش) ولم يترك أثرًا لهوى ظاهر أو تزكية انحيازية معلنا منذ انطلاقة القطار البلدي أنه على مسافة واحدة من الجميع تاركا للعائلات خيار اختيار ممثليهم المحليين و(لتتحمل كل عائلة مسؤولية خياراتها) في هذا المضمار بحيث تأتي النتائج خاضعة لحكم العائلات التي بدورها ستتلقى عواقب أي خلل أو انتكاسة بلدية أو شطط بالسلوك الإداري .

بهذه الطريقة ثبَّت جمهوره وتمدد حسن مراد شعبيًا على مساحات كانت مقفلة متوسلاً خطابًا فعالاً بجديته ومؤثراته متجددًا بمراميه وأهدافه سيما وأن منافسيه في بيئته قوتان: الأولى وازنة وتتمثل بتيار المستقبل والثانية متحفزة وثبتت مشروعيتها المجتمعية وتتمثل بالجماعة الإسلامية المستفيدة من الأوضاع الإقليمية المحيطة بنا ومؤثراتها في غزة وسوريا لتتصدر اللوائح دعمًا وتأييدًا أو ترشيحًا.

لقد عبر حسن مراد بذكاء فوق التجاذبات السياسية الحزبية والعائلية وحيث فاز مؤيدوه سجل نقاطًا لصالحه وحيث البين بين أو الخسارة الكاملة رمى بثقله تنمويًا واعدًا بمشروع هدية للبلدية الفائزة أيا تكن هذه البلدية وموقفها السياسي منه فأمسك بالملف التنموي نظرًا لكون الصناديق البلدية تكاد تكون خاوية وإمكانيات الدولة ضعيفة جدًا وبالتوازي وضع مراد خطة تركن عمليًا الى شبكة علاقات مع الاغتراب لملء الفراغ الدولتي تنمويًا في خطوة استباقية لتسيير أمور البلديات واستنهاض دورها الإنمائي إلى جانب الدولة وليس بديلاً عنها .
في السياسة يمكن اختصار دينامية مراد وحنكته وبراعته السياسية في مقاربة الاستحقاق البلدي المدموغ بالعائلية والعصبيات المحلية في إجراء تبدى في كسر المنهج النمطي لهذا الاستحقاق والنزاعات التقليدية بين قوى سياسية وخزبية ناسبت بعضها التمايز والتنفس والخصومة بحيث بعد جمع الغلة في الصناديق تتسابق القوى السياسية للإعلان عن إنجازاتها البلدية بعد خوض غمارها بعناوين سياسية للإشارة إلى حجمها الجماهيري وقوتها الشعبية.

وأولى الإشارات فيما تقدم أن النائب حسن مراد فاز ببلدية غزة مسقط رأسه وبرئاسة اتحاد بلديات السهل ورأيه ودعمه مؤثران في اتحاد بلديات البحيرة واتحاد بلديات قلعة الاستقلال.

والحال فإن حسن مراد شكل استثناء تمظهر بتكريس حضوره السياسي الزعاماتي ليس في بيئته وحسب إنما على مستوى بقية المكونات في حين أن العديد من القوى السياسية أضرارها ليست جانبية وطالها من شظايا التكتلات العائلية والحراك المدني المنتشر في العديد من البيئات خدوشا متفاوتة العمق والكيفية.

لذا وعلى مرمى سنة من الاستحقاق النيابي رسَّخ حسن مراد زعامته السياسية وزوادته بالأرقام ممتلئة تجعل منه رقمًا صعبا وليس كحالة جاذبة للتحالفات فحسب بل صياغتها ورسم أطرها وتعيين فرسانها للسباق.

شاركها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى