مفارقات عربية – عربية .! – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
في البدءِ “بدايات المعركة” لم تكن من المفارقات أنْ جرى تسمية احدى المطاعم الصغيرة في احدى بلدات جنوب الأردن بأسم “7 اكتوبر” تيمّناً بيوم الشروع بـ “بطوفان الأقصى” الذي اجتازوا وخرقوا فيه مقاتلو حماس وكتائب القسّام الجدار الإسمنتي – الفولاذي المزوّد بالتقنيات الألكترونية المعقّدة “الأصعب كثيراً من حاجز بارليف الذي تفتّت في حرب تشرين لعام 1973″، بل كان أمراً طبيعياً ومتوقّعاً حدوثه في الأردن او سواه، وإذ المصلحة العليا للمملكة الأردنية فرضت على ذلك المطعم لإزالة هذه التسمية، كتحسّباتٍ استباقية لمديات الإنتشار والتأويل وولوج حلبة الأستفزاز مع الحكومة الأسرائيلية “في معركةٍ شرسة كانت للتوّ”، استجابت حينها ادارة المطعم الصغير , وغيّرت التسمية الى : “ما قبل 7 أكتوبر بيوم واحد”، ولعلّه أشدّ تعبيراً من التسمية الأولى ومن اكثر من زاوية كما انّه تعبيرٌ ذكي يتحدى نتنياهو ومشتقاته .! وتساهلت المملكة مع ذلك وتجاوزته وأبقت عليه كما هو وكما أبعاده.
لسنا هنا بصدد اعادة أرشفة للأحداث الماضية القريبة والتذكير واعادة التذكير بها (وهي ليست بذكرى طالما اجساد واشلاء جموع العوائل الفلسطينية في عموم مدن وبلدات قطاع غزة تتناثر وتتطاير ليس في هذه الدقيقة فحسب، انّما الى قادم الأيام وربما أسابيعٍ وشهور).
المفارقات ذات العلامة الفارقة – الحادّة والجّادة، أنّ لا أحدَ ولا أيّ إمرءٍ صاحب كوفي شوب ولا نادٍ ليلي، ولا حتى بائع خضراوات، وحتى من اصحاب اكشاك بيع الفلافل ومرادفات ذلك، على امتداد اقطار الوطن العربي “في كلا الجزئين الآسيوي والأفريقي، قد تملّكتهُ الجرأة والإقدام أن يُسمّي محلّه بِـ “7 اكتوبر”، وبِجُبنٍ مشهودٍ للأسف لأن يتجرّأ بتسميته بِـ”السينوار” ولو ليومٍ واحدٍ فقط، قبل او انتظاراً أن تقوم حكومة بلده بغلقه وختمه بالشمع الأحمر.!
إفتونا وَفقّهونا عن ماذا تبقّى من الشعور القومي والعروبة المعتقلة حتى داخل الصدور .!