خبر عاجلدولياتسياسةمقالات

لعبة “الارقام الكورونية” بين اميركا والصين وحقيقة أعداد المتوفين / أسامة القادري

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365
لعبة “الارقام الكورونية” بين اميركا والصين وحقيقة أعداد المتوفين.. /
اسامة القادري
مناشير / أسامة القادري
هي لعبة الارقام “المخفية” تعتبر لعبة الكبار والاذكياء واذ بأمريكا توحي أن عدد المصابين والمتوفين في الصين المعلن عنه غير دقيق، لتوهم المراقبين أنها أرقام غير حقيقية وتقوم هي بكشفها محاولة منها لدفع الصيني بعيداً خطوة واحدة عن دائرة القطبية العالمية في ادارة الكرة الارضية.
 كثيرون سألوني عن مدى صدقية الحكومة الصينية في تصريحها وعن أعداد المصابين  المتوفين في الصين جراء وباء كورونا،؟ ربما سؤالهم لي جاء من اعتبارات اهتماماتي بهذه القارة الصفراء، وكيفية ادارة هذه البلاد بتعداد ثقافاتها واثنياتها وكثافتها البشرية. وكيفية تحويل نجاح العمل الجماعي المترابط بين المجموعة والسلطة؟ .
كما يسأل البعض انطلاقاً من أن الوباء بدأ في الصين، ولماذا لا يكون السؤال أن الوباء بدأ في امريكا، وان الصين أول من اكتشفته كوباء. ولأن هناك فرضيات مقنعة أن الوباء انتشر بداية في الولايات المتحدة الأمريكية ولهذا السبب بدأ ينتشر الأن بسرعة فائقة بعد مرور نحو اربعة اشهر على اكتشافه في ووهان الصينية.
وفي السياق نفسه تدور في أروقة الاستخبارات الامريكية ومراكز الدراسات تجييش خطة لقلب الموازين في لعبة الارقام بعدما أثبتت حكومة دونالد ترامب فشلها في احتواء “الوباء”، وارتفاع عدد المصابين بكافة الولايات بشكل ملحوظ ليرتفع معه بطبيعة الحال عدد الوفيات.
في المقابل كان واضحاً الانزعاج الامريكي من نجاح الصين رغم أن الوباء بحسب الرأي الأمريكي نفسه انطلق منها وتحديداً من مدينة ووهان، وبكلتا الحالتين تكون الصين السباقة في اكتشاف واحتواء “الوباء”، وقدرتها في تسخير التكنولوجيا في خدمة الانسان وصحته. هذا النجاح او الانتصار الصيني يفرض اعادة خلط الاوراق اللعبة الدولية وتثبيتها لاعباً دولياَ وازناً، وكذلك يسجل الفشل الامريكي تراجع في دورها ووزنها الدولي، وبالتالي تكون “القوة” الصينية طريقها سالك الى كسر القطبية الاحادية.
 ومن هذا المنطلق تحاول امريكا الدفع باتجاه لعبة “الأرقام” بعدد الوفيات، لإشاعة أن الصين “كاذبة”، وتخفي عدد الوفيات باصابة فيروس “كورونا”، لتخرج نفسها منتصرة، واذ بشائعات “الغرف السوداء” تعطي انطباعاً أن عدد المتوفين في الفيروس مليون ومئتي الف مواطن صيني توفوا، دليل الحجة بحسب الاشاعة يأتي من تراجع عدد مشتركي الخطوط الخليوية أكثر من مليون ومئتي ألف مشترك. لم يجددوا خطوطهم في شهر ٢ من العام الحالي. إضافة الى أن السلطات الصينية بدأت توزيع صناديق رماد الجثث في ووهان تستمر ٢٠ يوماً متتالياً في ووهان وكل يوم يوزع ٥٠٠ صندوق،
تأتي هذه الترويجات والتي ربما تعطي انطباعاً ان الصين تخفي الرقم الحقيقي، ثمة سؤال يبادر الى ذهن المراقب هل توقف الموت الطبيعي في الصين في فترة مكافحة وباء كورونا، وما هو مصير  نسبة المتوفين سنوياً والتي تبلغ بحسب الاحصاءات ما قبل “كورونا” 7 بالألف.
وخلال اتصال “مناشير” بمركز  الشرق الأوسط للدراسات والتنمية، أكدت الباحثة الصينية شيوي شوانغ شين المعروفة باسم ( نهى ) أنها أجرت بحثاً ودراسة معمقة وواضحة، حول صحة الارقام المتداولة، على قاعدة أن الحديث بالارقام يحتاج الى دقة، وقالت ” السلطات الصينية اعتمدت تسجيل الوفيات بالاصابة لمن تم فحصهم وتم التأكد من اصابته وتوفي في المستشفى، لا شك هناك بعض الحالات القليلة جداً توفوا قبل ان يتم اكتشاف الوباء خاصة لبعض المسنين، ولكن هذا لا يشكل ارقاماً وادلة تدين القيادة الصينية وتضعها موضع اتهام بالكذب”.
نسبة الوفياة في الصين ٧ بالألف سنويا في الحالة الطبيعية. وعدد سكان مقاطعة هوبي ٦٠ مليون. أي أن هناك ١١٥٠ شخص يموتون طبيعياً كل يوم في هذه المقاطعة لأسباب متعددة
ورداً على سؤال أعربت الباحثة شيوي ما يتم الحديث عنه ان عدد المتوفين مليون أو عشرات الألاف أمر مبالغ فيه، لأن نتيجة سرعة الفحص وعمليات الاستقصاء الشديدة، تؤكد أن ليس هناك فارق عن الرقم المعلن عنه رسمياً، وقالت” العدد المعلن ليس دقيقاً ١٠٠٪، وهذا أمر منطقي ومفهوم، انما ليس بهدف تغطية الحقيقة، لأن المجتمع الصيني لا يعمل كأفراد انما كجماعة لذلك التعاون كبير بين الحكومة والشعب ومنها في كشف أعداد المصابين ة بهدف السيطرة والاحتواء”، واستعرضت الباحثة أن الشعب الصيني تعامل مع الفيروس بكل وعي وانضباط، ولأن لديه الثقة بحكومته لم يخالف للتعليمات لذا كانت نسبة الاصبات قليلة، بل شكل الشعب الصيني جيش من الأطباء والممرضين، لذلك كل مواطن صيني رفع التحية لجهود الطاقم الطبي في مكافحة الفيروس. والقدرة الجبارة على استيعاب العدد في المستشفيات.
وأردفت لن يكون عدد المصابين دقيقاً في جميع الدول مائة بالمائة لأسباب عديدة، منها قلة الفحص والإمكانية وتشابك أسباب الموت.
أما عن عدد الجثث وقصة المحارق وتوزيع رماد المتوفين في ووهان ردت الباحثة شيوي بمقاربة دقيقة في الارقام، “لننطلق من أن نسبة الوفاة في الصين ٧ بالألف سنويا في الحالة الطبيعية. وعدد سكان مقاطعة هوبي ٦٠ مليون. أي أن هناك ١١٥٠ شخص يموتون طبيعياً كل يوم في هذه المقاطعة لأسباب متعددة”. وتابعت “نحن في هذه الفترة كنا في حالة حجر كلي، لم يسمح لأي شخص الحصول على رماد جثث اقاربهم المتوفين العاديين، وبالتالي تراكم العدد  طيلة الشهرين الماضيين، ووقد يكون بلغ العدد ٦٩ ألف شخص ماتوا من دون كورونا”، وقالت “هل تصدق أن كل سنة يموت ٩،٩ مليون شخص في الصين طبيعيا لأسباب متعددة”، لتعرج بشرحها الى أسباب تراجع عدد مشتركي الشبكات الخليوية، قالت من الطبيعي هذا التراجع في هذين الشهرين، اولاً لأن الوفيات الطبيعية في الصين خلال شهرين بلغت مليون وست مئة ألف ميت هذا رقم طبيعي نسبة لعدد سكان الصين. ومن الطبيعي أن ينعكس على تجديد الخط، بالاضافة إلى عدد كبير جدا من الأجانب سافروا وخرجوا من الصين بسبب كورونا، وقالت هل اشاعة عدم تجديد الخط، قال ان نحو مليار شخص ينتقلون من مكان عملهم الى قراهم أثناء عيد الربيع الصيني، عدا أن شبكات الخليوي الصينية تتنقل بين الولايات، فكل ولاية لها اشارة معينة، ومن لم يرجع إلى منطقة عمله خلال فترة الحجر لم يجدد الخط”.
لتختم الاشاعات لا تتوقف طالما الصين تعمل من الطبيعي ان تتعضض لمثل هذه الفبركات”.
وختمت بقول للرئيس الصيني شي جين بينغ، للدلالة على ثقافة الانفتاح التي تعتمدها القيادة في بكين”ليست هناك حضارة أحسن وأفضل وأرقى من الأخرى، شعوب العالم يجب أن يتعارف ويبني مستقبلا مشتركاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى