كتب عيسى يحيى في نداء الوطن
عاد نبض الثورة يدقّ في بعلبك مُجدّداً، بعدما وصل المواطنون إلى ما دون خطّ الفقر، وكفروا بالعهد القوي وحكومته. بين خيار خطر الإصابة بفيروس “كورونا” الذي تُحذّر منه وزارة الصحة وتمنع التجمّعات، وانتشار الفقر والجوع بين الناس، يُفضّل هؤلاء النزول إلى الشارع والمُطالبة بحقوقهم. وعادت الثورة إلى ربوع بعلبك وساحة الشاعر خليل مطران، بعدما وجّه ثوار بعلبك دعوةً إلى جميع الثوار للمشاركة.
وعند الثالثة من عصر امس، بدأت طلائع الثوار من مختلف المناطق اللبنانية تصل إلى الساحة، بعدما غاب هدير الثورة عنها لأشهر بسبب “كورونا”، وإزالة الجيش الخيم التي كانت منصوبة فيها. ووصل اليها عشرات الباصات من مدينة النبطية ومناطق أخرى، بالاضافة الى سيارة ترفع الأعلام اللبنانية وتنشد الأغاني الوطنية، حيث كان في استقبالهم ثوار المدينة الذين لم تنطفئ شمعة مطالبهم يوماً، وإن كان يريد البعض لهذا الصوت أن يختفي.
“الشعب يريد إسقاط النظام”،”تسقط الأوليغارشية الحاكمة”،”ثورة شعبية ضد الحرامية”، “بدكن حسّان لا والله”، وغيرها من الشعارات والهتافات رفعها المشاركون في ساحة مطران، إضافة إلى رفع الأعلام اللبنانية والأغاني الوطنية التي هزّت أرجاء الساحة، وسط انتشار الجيش اللبناني وعناصر المخابرات وقوى الأمن الداخلي التي نظّمت وصول الباصات إلى بعلبك.
رئيسة التجمّع النسائي الديموقراطي زينب مروة، قالت لـ”نداء الوطن”: “إنّ لبنان يمرّ في أخطر مرحلة منذ تأسيسه، فالشعب دخل في مرحلة الجوع والبطالة وما ينتج عنها من مشاكل إجتماعية، أما الثورة فهي مستمرّة وإن خمدت في مكان ما، ولكن ستعود وتنطلق بوتيرةٍ أسرع، ولبنان سيكون أمام انفجار لأن الناس لديهم قدرةً معينة على تحمّل ما يعيشونه من أزمات، ونحن أمام وتيرة تصاعدية للثورة ستعمّ كل المناطق اللبنانية”. وأضافت: “بالرغم من الخوف المتجدّد من موجة “كورونا” ثانية وارتفاع عدد الإصابات والتوجّه إلى إجراءات عزل، لكنّ خطر الفقر والجوع أشدّ، وعلى الثوار أخذ كل الإحتياطات خلال المشاركة، أما في بعلبك وبالرغم من المشاركة الضعيفة التي تحصل خلال الدعوات إلى التظاهر لكنّ المطلوب هو التنسيق وتوحيد كافة المواقف كي يكون العمل مُجدياً، ولا بدّ من رؤية واضحة وبرنامج وخطّة وقيادة للثورة في لبنان لبلورة خطّتها خلال المرحلة المقبلة”.
وعلى الجهة المقابلة، نظّم أمس عدد من الشبان والشابات مسيرة جابت شوارع بعلبك وسوقها التجاري، إنطلقت من ساحة ناصر وصولاً إلى ساحة القلعة. وحملت المسيرة اسم “ثورتنا للوطن”، ورفع المشاركون يافطات تُطالب بتحسين الأوضاع المعيشية والإقتصادية.
وفي حين يسأل البعض عن الإنقسام في التحرّكات في مدينة بعلبك، أوضحت مصادر مشاركة في “ثورتنا للوطن” لـ”نداء الوطن” أن التحرّك في بعلبك ليس لشقّ صفّ الثورة أو لمصالح شخصية وسياسية، بل رفعنا شعارات مطلبية تُلامس هموم الناس، وتعكس النفس الثوري عبر أفكار جديدة بعيدة من التجاذبات”.