نظرة محددة لمقترح وقف اطلاق نارٍ مؤقت – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
بعدَ أن شهدت الأيام والأسابيع الماضية من احداث القصف والقتل في دراما التراجيديا “في المنطقة وارجائها البعيدة – القريبة” بما يصعب توصيفها , فليس مفاجئاً ولا غريباً أن تتصدّر نشرات الأخبار في كل وسائل الإعلام لخبر محاولة ايقاف اطلاق النار بين حماس واسرائيل بشكلٍ محتمل ومفترض الوقوع في القريب العاجل , وربما ليس جداً .!
أن يجري الإعلان عن هذا الخبر – المقترح من الرئيس السيسي تحديداً , وليس من الخارجية المصرية او الناطق بأسم الرئاسة المصرية , فهو أمرٌ له وزنه وثقله السياسي على صُعدٍ دولية واقليمية , وهذا ما يُعتبر محسومٌ مسبقاً “حتى من قبل الشروع بتنفيذ المقترح”.
ظاهريّاً وعلى الصعيد الخارجي والدعائي – الإعلامي , فإنّ تحديد يومان فقط لوقف اطلاق النار , فكأنّه أمر فاتح للشهية السياسية وهو شديد المفعول للتأثير على الداخل الأسرائيلي بمختلف محتوياته العليا والسفلى .! بما يصعب عليهم رفضه .! , على الرغم من التصورات المسبقة بأنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يبادر بالإعلان عن هذا المقترح لولا استحصاله على ضماناتٍ مسبقة من الجانب الأسرائيلي في الموافقه عليه , ولعلّ من المفارقات أنّ وزير الدفاع الأسرائيلي “يوآف غالانت” قد مهّد لقبول والموافقة على المقترح المصري من قبل الإعلان عنه رسمياً من القاهرة , بقوله أنّ عملية التفاوض حول الإفراج عن مخطوفين اسرائيليين لدى حماس تتطلّب تنازلات اسرائيلية مؤلمة وكأنّه يقول بصمتٍ صارخٍ “هيّا” .! … مِمّا يُلاحظ أنّ اختيار او تحديد عدد 4 – 5 من الرهائن لدى حماس , فهم من مزدوجي الجنسية الأمريكية – الأسرائيلية ولا نزعم بأنّ ذلك كأنّه دغدغة ومداعبة للمشاعر الرئاسية الأمريكية , التي يصعب على كابينة نتنياهو رفضها .! , انّما من المحزن “هو مُخزٍ” هو عدم تحديد عدد السجناء الفلسطينيين القابعين في السجون الأسرائيلية ,ومعظمهم قابعين منذ عشرات السنوات “مقابل ال 4 – 5 مّما يشترط الإفراج عنهم من آل صهيون , ومن متعددي الجنسية إلاّ من الجنسية الصهيونية وليس اليهودية . (من مفارقةٍ اخرى ففي كافة مطارات دول العالم فيجري التحديد والتركيز على جنسية المسافر – القادم اليها ومن أي دولة , وليس الى يهوديته وديانته في فقراتٍ ثانويةٍ اخرى في جواز السفر ) .!
المقترح المصري هذا , وبرغم صدق النوايا “او النيات” في افتراض قابلية – آليّة تنفيذه , فهو مُعرّض ايضاً لمطبّات اسرائيلية مفاجئة وفق العادة المعتادة من نتنياهو ومرادفاته من المتطرّفين في كابينة وزارته ومن حول حافّاتها الأخرى الملاصقة او نحوها .!
من زاويةٍ اخرى مغايرة او مقاربة فإنّ حضور رئيس CIA ومعه كلا رئيسي الموساد والشاباك الى “الدوحة” حيث تواجد معظم قيادات المكتب السياسي لحركة حماس هناك فله من الدلالات الشديدة الخصوصية والمبعدة عن اضواء الإعلام ! , بينما يجري اجتماع مشترك آخر في القاهرة بهذا الشأن وبحث تفاصيل جزئياته , لكنّه فإنّ توجيه بوصلة معظم وسائل اعلام الغرب نحو أنّ هذه الأجتماعات واللقاءات بين الأطراف ذات العلاقة , فإنها تتعلّق بالدرجة الأولى حول اختزال ٍ تقريبي لكلا ملف غزة ولبنان ولا يتعلّق ليس بنتائج الأنتخابات الرئاسية الأمريكية فحسب وانما لإفتتاح مرحلة الشروع الميداني للرئيس الأمريكي الجديد ومباشرته لأعماله الرئاسية في الخامس من الشهر الأول للسنة القادمة, كيما تبدأ من جديد عملية اللَّعب واعادة خلط الأوراق عبر انامل نتنياهو المدبّبة , وما ستؤول اليه الأوضاع .!