الدين والقومية ادخلتا في عقيدة الجيش الاسرا…ئيلي
مناشير
لم يعد جيش الاحتلال كما قيل عنه في الـ 48 والـ67 والـ78 والـ 82، فبعد سبعة عقود من الاحتلال، يصح القول ان سبعة اجيال في المجتمع الاسرائيلي حموا الاحتلال، وانهم اليوم يدافعون عن وطن ذو قومية وليس مستوطنة بالنسبة اليهم، اضافة الى المواطنة ادخل الى عقيدة جيش الاحتلال الدين وبوجهه البشع.
وان يخوض “الجيش الإسرائيلي” أطول حـرب في تاريخ صراعه مع المنطقة العربيّة والفلسطينيّين ليس صدفة ولا بالأمر البسيط، فالحـرب التي بدأت منذ عام كبّدت العــدوّ الإسرائيلي خسائر عديدة على المستويَين البشري والمادي، وهو ما دفع لتصاعد دور الدين في تعزيز القــتال لدى الجنود من أجل استمرارهم في جبهات القــتال.
تنتشر داخل بنية “الجيش الإسرائيلي” عقيدة دينيّة تعمل على صهر وعي المنتسبين للجيش ضمن فكر قومي- ديني قائم على أساس القـتال من أجل “أرض إسرائيل الكُبرى” وحدودها تمتدّ من القدس حتّى دمشق ولا تتوقّف عند حدود رأس الناقورة -شمال فلسطين جغرافيًّا- ولا وفق القانون الدولي -ما وراء الليطاني فقط-.
أصبح العامل الديني جزءًا من التركيبة التي يحاول اليمين المتطرّف في “إسرائيل” من زيادة تأثيرها في بنية الجيش؛ وهو ما يقدّم بعض التفسيرات لسبب استمراريّة الجيش في القــتال منذ عام على جبهتين وهما: جبهة لبنان وجبهة غزّة، ورغم الخسائر التي يتعرّض لها إلّا أنّه مصمّم على البقاء، فكيف عمل المتديّنون على زيادة دفع الجنود للاستمرار في القـ ـتال ومحاولة تغيير علمنة الجيش؟
1. زيادة عدد المنتسبين من الحردليم (وهي اختصار للحريديم المتديّنين القوميّين) بعد السابع من أكتوبر، فقد تطوّع أكثر من 2000 للقـ ـتال وهذا أمر لافت بسبب رفض الحريديم للتجنيد.
2. قناعة الحردليم بأنّ تفكيك المستوطنات في قطاع غزّة خطيئة دينيّة ويجب استغلال الحـ ـرب لإعادة تأسيسها مرّة أخرى.
3. زيادة دور كتيبة نيتسح يهودا في الجيش التي ينتمي جنودها للمستوطنات المقامة في الضفّة الغربيّة وهي الكتيبة التي أُسّست في الجيش لاستيعاب المتديّنين سابقًا وتعزيز انخراطهم؛ واليوم أصبحت الكتيبة تحمي المستوطنين وتساعدهم في الاعتداء على الفلسطينيّين في الضفّة.
4. قبل أيّام صرّح عميت سيچال الصحفي المتديّن بأنّ ما مجموعة 60% من قتـ ـلى الجيش من تيّار الصهـ ـيونيّة الدينيّة وقد أشار إلى ذلك من أجل إسكات العلمانيّين واليساريّين الذين يهاجمون المتديّنين.
إنّ التغيير الحاصل في عقيدة “الجيش الإسرائيلي” خلال الحـ ـرب الحاليّة هو تغيير مرتبط بعوامل عديدة أهمّها التغيير بالعلاقة مع دور المعنى الديني في وعي الجنود من ناحية، والتغيّر في الظروف التاريخيّة التي شكّلت العقيدة الأمنيّة السابقة للجيش، فلم تعد ظروف اليوم تحاكي ما قبلها، ما يفرض على الجيش بدء تغيير عقيدته العسكريّة وفقًا لمتغيّرات المنطقة ككّل.