منع دخول اللبنانيين الى سورية ردة فعل.. استكمال لنهج النظام البائد.. تصيب السوريين قبل اللبنانيين
خاص مناشير
أثار قرار السلطات السورية الجديدة بفرض شروط واجراءات تعجيزية لدخول اللبنانيين الى سورية بعد سقوط نظام الاسد حفيظة اللبنانيين المعارضين “للنظام السابق” التواقين لزيارة سورية الحرة، لتأتي هذه الاجراءات الجديدة بمثابة استكمال لألية وخيارات النظام السوري السابق بإطباق الخناق على المواطن السوري في سورية أولاً، وبإنتقامه من اللبنانيين الذين فتحوا منازلهم وقلوبهم للسوريين الهاربين من نظامه القمعي ثانياً.
هذا القرار المستجد يمنع دخول اللبنانيين المعارضين لنظام الأسد بسبب اجراءات ارتجالية غير متوازية لا ذنب لملايين من اللبنانيين من تصرفات فردية بمؤسسات امنية وعسكرية، ليكون الرد بإجراءات تعجيزية مستحدثة بحجة المعاملة بالمثل.
مصدر في “ادارة العمليات العسكرية في سوريا” قال لـ”مناشير” أن هذا الإجراء، أتى ردّاً على إجراءات لبنانية مماثلة تمنع دخول السوريين غير المستوفين للشروط اللبنانية، وأبرزها إقامة لبنانية سارية المفعول.
مصدر “ربما يكون هذا القرار مؤقت خلال يومين وتعود الامور الى السابق.. ولا يؤخذ فيه بشكل جدي، لكونه ينعكس على المواطن السوري مباشرة، لمدى الترابط الاسري بين البلدين ولمدى العلاقات التي تجمع بين المجتمعين السوري واللبناني
وتابع المصدر “ربما يكون هذا القرار مؤقت خلال يومين وتعود الامور الى السابق.. ولا يؤخذ فيه بشكل جدي، لكونه ينعكس على المواطن السوري مباشرة، لمدى الترابط الاسري بين البلدين ولمدى العلاقات التي تجمع بين المجتمعين السوري واللبناني خاصة بعد موجات النزوح من النظام المجرم”، واضاف لا يمكن ان نعود الى آلية النظام السابق، “اعتماد مهمات الخط العسكري وما شابه، ولا نريد اسلوب المنع لمواقف سياسية”.
يغيب عن اذهان حكومة تصريف الاعمال السورية الحالية ان الاجراءات اللبنانية بخصوص دخول المواطنين السوريين الى لبنان لم توضع بسبب ردة فعل او بإسلوب اعتباطي، انما اتت تدريجياً بعدما وصل عدد النازحين السوريين الهاربين من آلة القتل الى لبنان الى اكثر من 3 ملايين نازح، حينها بدأت السلطات اللبنانية بوضع اجراءات وشروط دخول السوري الى لبنان لتخفيف العبء، والاستمرار بهذه الاجراءات الى ما بعد الحرب الداخلية السورية، كانت ولا تزال نتيجة لتفاوت اجور العمال والموظفين اللبنانيين عن العمال السوريين وهذا ما يسبب مزيد من النزوح الى لبنان ما لم يتم احتواء الواقع المعيشي والاقتصادي السوري وتحسين دخل المواطن ورفع الحد الادنى للأجور، حينها تستطيع أي سلطة سورية أن تطالب المعاملة بالمثل.
وبحسب مصادر في “ادارة العمليات العسكرية” ان القرار جاء بعد احتجاز الجيش اللبناني لمجموعة من عناصر هيئة تحرير الشام التابعين للمعابر الحدودية لمدة خمس ساعات، اثر محاولة توصيل شخص الى نقطة المصنع، وبعد اتصالات بين قيادة الهيئة وبين القيادة العسكرية والسياسية اللبنانيتين تم الافراج عن المجموعة والعودة الى مركزها في معبر جديدة يابوس، على اثرها اصدر قائد العمليات عند نقطة جديدة يابوس هذا القرار.. ما اعتبره البعض ارتجالي مؤقت وليس دائم.
من جهته مصدر من السلطات اللبنانية أكد لـ”مناشير” أن القرارات الجديدة شأن يخص الادارة السورية، بل انه يخفف العبء على السلطات اللبنانية في عمليات نقل المازوت والغاز عبر المعابر الرسمية لتزويد الداخل السوري بهاتين المادتين الشحيحتين في الداخل السوري، ومن المرجح بعد هذا القرار ارتفاع اسعارهما الى ما كانتا عليه ابان النظام السابق.
وبخصوص المعاملة بالمثل، قال المصدر لا يعقل ان يسري هذا القانون في ظل تفاوت كبير في دخل الفرد بين لبنان وسوريا، وتابع “يوجد في لبنان اكثر من مليوني نازح يتخوفون من العودة الى سوريا بسبب الوضع الاقتصادي السيء، وقبل اصدار هكذا قرار على السلطات السورية تأمين عودة النازحين المتواجدين في لبنان الى بلدهم، حينها تقوم بوضع قرارتها بخصوص المعاملة بالمثل”، وأضاف “الكل يعلم ان اللبنانيون يزورون سوريا بهدف السياحة والزيارة والتواصل بين الاهل والاقرباء وليس بهدف العمل والاقامة. وغير ذلك لا مبرر لمثل هكذا قرارات”. وتابع المصدر “اما شروط الامن العام اللبناني بخصوص دخول المواطن السوري هي قرارات استثنائية ومؤقتة الى حين استقرار سورية وانتفاء اسباب النزوح، نعود الى القرارات السابقة القائمة وفق اتفاقيات رسمية حول المعابر الحدودية التي تسمح لأي مواطن سوري دخول لبنان دون شروط تعجيزية، وبالعكس كذلك”.
والرد الرسمي اللبناني، جاء على لسان وزير الداخلية، بسام المولوي، الذي قال، إن «العمل جارٍ على حل مسألة منع اللبنانيين من دخول سوريا بين الأمن العام اللبناني والجانب السوري».
وفيما يخص المناوشات، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، الجمعة، أنه «بتاريخ 3-1-2025، أثناء عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعي عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة معربون – بعلبك، حاول أشخاص سوريون فتح المعبر بواسطة جرافة، فأطلقت عناصر الجيش نيراناً تحذيرية في الهواء».
وأضاف أنه على أثر ذلك «عمد السوريون إلى إطلاق النار نحو عناصر الجيش، ما أدى إلى إصابة أحدهم، ووقوع اشتباك بين الجانبين»