ملك الاردن.. سقطات فنية مراعاة لخاطر اسرائيل..!
مناشير
سقطتان فنّيتان سمح بهما الملك الأردني عبد الله الثاني، وكان بمقدوره ألّا يسمح بهما.
حاول الرسّام التشكيلي خليل غيث رسم جداريّة كبيرة تكريمًا ليحـيى السنـوار على أحد الجدران في مخيّم البقعة للاجئين، حيث جرى منعه، واستدعي للتحقيق، بل وجرى اعتقاله في سجن الجويدة في 25 تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي لمدّة 10 أيّام.
عاش غيث تجربة اللجوء منذ طفولته، ووثّقها في رسوماته في شوارع المخيّم، مساهمًا بذلك بتشكيل هويّة المخيّمات في الأردن. هذا جزء من جهد في التربية الوطنيّة لأطفال المخيّمات وتشكيل وعيهم حول قضيّتهم. “أنا أناضل بريشتي، وهذا أضعف الإيمان” كما يقول.
لكن لسلطات الملك، رأي آخر على ما يبدو.
توجّس السلطة الملكيّة من الفنّ، امتدّ الآن ليطال فيلمًا وثائقيًّا يحمل اسم “حلوة يا أرضي” للمخرجة الأردنيّة سارين هايربديان، حيث تراجعت عمّان عن ترشيحها للفيلم من المنافسة على جوائز الأوسكار للعام 2025، وذلك استجابة لـ”ضغوط دبلوماسيّة” يعتقد أنّ مصدرها…… “أذربيجان” التي لم يكن الملك مستعدًّا لتحمّل “زعلها”.
الفيلم مستمرّ في الترشّح للمنافسة على جوائز الأوسكار بكلّ الأحوال. لكنّ التراجع الملكي هو المثير للتساؤل والحيرة. الفيلم يتناول تجربة طفل أرمني نازح خلال حـرب إقليم ناغورنو كاراباخ، ويتجنّب بدرجة كبيرة التطرّق الى الخلفيّات السياسيّة أو التاريخيّة للنزاع الذي يبدو أنّ أذربيجان حسمته لمصلحتها بمعركة خاطفة في العام 2023.
ومع ذلك، هناك ما يثير حساسيّة ملكيّة في عمان من هذا الفيلم إنساني الأهداف. فالفيلم يتضمّن إسقاطات على الوضع الفلسطيني وقضيّة اللجوء الفلسطيني حيث يعاني الفلسطينيّون من فقدان الأرض والهويّة والبحث عن مكان آمن يعوّضهم عن وطنهم المفقود، مثلما يعاني سكّان ناغورنو كاراباخ من شعور مماثل بالتهجير والاغتراب في وطنهم. والطفل الأرمني في الفيلم، مثله مثل كلّ طفل فلسطيني يعيش حياة اللجوء، ومخيّمات نزوح الأرمن تحمل تذكيرًا بالمخيّمات الفلسطينيّة. والطفل الأرمني يجد نفسه في نهاية المطاف منضويًا بمعسكر للتدريب على المقـاومة.
السؤال، هل أذربيجان التي احتجّت فعلًا؟ أم أنّ الملك راعى “خاطر إسرائيل” حتى لا تتحسّس؟