هل لبنان أمام “اوسلو لبناني”… !
مناشير
لمن لا يهمّه الأمر في لبنان، فإنّ وزير ماليّة العـدوّ سموتريتش كشف للتوّ عن مشروعه، أيّ مشروع التيّار الصهـيوني الديني، حول “ابتلاع” الضفّة الغربيّة.
هذا شأن لبناني في الصميم. لماذا؟
يجاهر الوزير وتيّاره في حزب “البيت اليهودي” المتطرّف، المنادي بما يُسمّى “أرض إسرائيل الكاملة”، أنّه يريد توسيع “سيادة” الكيان الإسرائيلي لتشمل الضفّة الغربيّة في العام 2025، وتحديدًا لملاقاة دونالد ترامب في بداية عهده الرئاسي، والحصول على اعترافه بمثل هذه الخطوة.
في الوقت نفسه، وزير حرب العدو الجديد يسرائيل كاتس تحدّث عن الجبهة اللبنانيّة، وهذا ملخّص ما قاله:
– لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ولن تكون هناك فترة راحة حتّى تتحقّق أهداف الحرب.
– لن توافق إسرائيل على أيّ ترتيب لا يضمن حقّها في فرض ومنع “الإرهـاب ” حتّى “بمفردها”.
– نزع سلاح “الحزب” وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني وإعادة سكّان الشمال سالمين لمنازلهم.
ما يريده الاحتـلال هو نسخ التجربة الفلسطينيّة، لإقامة “اوسلو لبناني”، يجعل لبنان مستباحًا بالكامل، وبلا إرادة مقـاومة، مع حريّة تصرّف لـ”إسرائيل” اذا ارتأت ذلك ضروريًّا لأمنها.
30 عامًا على “اتفاق اوسلو” (المؤيّد عربيًّا وأوروبيًّا وأميركيًّا) ولم يمنح السلطة الفلسطينيّة سوى سيادة هزليّة على أراضي الضفّة الغربيّة، بل إنّ الكيان الإسرائيلي التهم أراضيها تدريجيًّا. هناك نحو 800 ألف مستوطن في الضفّة حاليًّا. والآن يريد سموتريتش الضفّة كلّها متسلّحًا كما يقول بـ”إجماع في إسرائيل” بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينيّة.
سموتريتش ليس شخصًا. سموتريتش يمثّل استمراريّة لنهج صهـيوني قائم منذ ما قبل احتـلال فلسطين، وخريطة هذه العقيدة الصهـيونيّة، تمتدّ بعيدًا نحو لبنان والأردن وأجزاء من سوريا والسعودية ومصر.
وهناك مستوطنون يهلّلون منذ الآن لمناطق استيطانيّة محتملة في الجنوب اللبناني. وابتلاع الضفّة يعني أيضًا السقوط النهائي لـ”حقّ العودة” وتوطين الفلسطينيّين أينما كانوا.
وبهذا المعنى، فإنّ كلام سموتريتش، الآن، وبهذا التوقيت وبالتزامن استهتار بالقمّة العربيّة-الإسلاميّة، وبهذه المرحلة، يجب أن تُقرع أجراس الخطر في بيروت وكلّ لبنان، لمن يشاء أن يسمع بوضوح.