ما هي تداعيات اغتيال نائب رئيس إدارة العمليات الروسية ؟
عمر معربوني – باحث في الشؤون السياسية والعسكرية – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية
ان اغتيال اللواء ياروسلاف موسكاليك، نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة الروسية ليس الإغتيال الأول لضباط رفيعي المستوى في القوات المسلحة الروسية وهو اغتيال يندرج ضمن العمليات الأمنية الإرهابية .
في وقت سابق من اليوم الجمعة، انفجرت سيارة من نوع “فولكسفاغن غولف” بالقرب من المنزل رقم 2 في شارع نيستيروف بمدينة بالاشيخا بمقاطعة موسكو وهي سيارة اللواء موسكاليك .
في التفاصيل :
أشارت المعلومات الأولية إلى أن الانفجار نجم عن تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع محشوة بشظايا قاتلة.
وقدّر المحققون بأن قوة انفجار العبوة الناسفة المزروعة في السيارة تزيد عن 300 غرام مكافئ لمادة “تي إن تي”.
وفي مقاربة لعمليات الإغتيال المتواصلة ترتبط هذه العمليات بالمخابرات الأوكرانية التي تم الكشف عن ضلوعها في عمليات مماثلة سابقة إضافة الى كون المخابرات الأوكرانية صاحبة مصلحة في تنفيذ هذا النوع من العمليات .
في التداعيات :
1- من المؤكد ان السلطات الروسية تعتبر هذا الإغتيال خرقاً أمنياً وستتعامل معه على انه عملية إرهابية وهو ما سيؤدي الى فتح تحقيق جنائي بناءً على دلائل جرائم منصوص عليها في المادة 105 والمادة 222.1 من القانون الجنائي الروسي (القتل، الاتجار غير المشروع بالمواد المتفجرة).
2- نجاح هذا النوع من العمليات يرتبط بكون روسيا بشكل عام وموسكو بشكل خاص مدينة مفتوحة وليست مغلقة إضافة الى وجود عناصر معادية لروسيا قد تكون من جنسيات مختلفة يتم الإستعانة بها من قبل المخابرات الأوكرانية على غرار ما حصل في عملية المجمع التجاري كروكوس في مدينة كراسنوغورسك في ضواحي موسكو حيث قام خمسة إرهابيين باطلاق النار على المتواجدين في المجمع وتبين لاحقاً انهم من مواطني جمهوريات اسيا الوسطى ويرتبطون بعلاقة وثيقة مع المخابرات الأوكرانية .
3- انطلاقاً من عمليات سابقة تبين خلالها ضلوع أجهزة مخابرات أوروبية ستؤدي هذه العملية الى مزيد من التوتر بين روسيا وأوروبا خصوصاً ان حدّة التوتر ترتفع يوماً بعد يوم .
خاتمة : قد يعتبر البعض ان ما حصل هو فشل في إجراءات الأمن الروسية ، ولكن المتخصصين في المجال الأمني يعلمون انه لا يوجد شيء اسمه امن 100 بالمئة وهو ما ينطبق على كل الدول مع الإقرار بأن إجراءات الأمن المرتبطة بقادة الجيش الروسي والمسؤولين الكبار يجب ان تذهب الى مزيد من الحيطة والتشدد في الحراسات والدوريات في محيط سكن هؤلاء القادة .