خبر عاجلسياسةمقالات

فوز الجمل الكاسح: جس نبض لعودة “المستقبل” من بوابة بيروت؟

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

فوز الجمل الكاسح: جس نبض لعودة “المستقبل” من بوابة بيروت؟

اسامة القادري / مناشير

في انتخابات شهدت تراجعًا عامًا في الحماسة السياسية، برز اسم محمود الجمل، منسق تيار المستقبل الأسبق، كحدث انتخابي لافت في بيروت، فالرجل الذي خاض المعركة كـ”مرشح مستقل”، استطاع أن يحصد نحو 40 ألف صوت، متقدمًا على مرشحي عدد من القوى السياسية المتحالفة، ما فتح الباب واسعًا أمام أسئلة جدية حول حقيقة حضور تيار المستقبل في العاصمة، وموقعه في المشهد السياسي المقبل.

الرقم الذي حصده الجمل ليس تفصيلاً عابرًا. فـ40 ألف صوت في ظل غياب التعبئة المركزية، ووسط ضبابية موقف القيادة العليا للتيار، تكشف عن حقيقة سياسية لا يمكن إنكارها: “المستقبل” لم يمت، بل هو في طور إعادة التموضع

 

لم يكن ترشح الجمل مجرّد مغامرة انتخابية فردية، كما حاول بعض خصومه الترويج، بل بدا أنه جزء من مسار مدروس ضمن تيار المستقبل، وإن لم يُعلن عنه رسميًا. فالمعطيات تشير إلى أن الجمل لم يدخل المعركة ليخسر، بل ليثبت حجم التراجع الذي أصاب بعض القوى بعد انسحاب سعد الحريري، وليظهر بالمقابل أن قواعد “المستقبل” لا تزال فاعلة ومتماسكة في بيروت.

الرقم الذي حصده الجمل ليس تفصيلاً عابرًا. فـ40 ألف صوت في ظل غياب التعبئة المركزية، ووسط ضبابية موقف القيادة العليا للتيار، تكشف عن حقيقة سياسية لا يمكن إنكارها: “المستقبل” لم يمت، بل هو في طور إعادة التموضع.

أحمد الحريري و”اختبار بيروت”
القراءة السياسية لنتائج الجمل لا تكتمل من دون التوقف عند موقع أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، فقد وُضع الرجل تحت مجهر التشكيك منذ تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي، وراجت تحليلات تقول إنه لا يمتلك القدرة على قيادة الشارع المستقبلي، غير أن ما جرى في بيروت، بترشح الجمل ودعم ضمني واضح من أحمد الحريري، قلب هذه المعادلة ومعها احدث خلالاً في موازين القوى السياسية في الضفة الاخرى.

فالجمل نجح في تقديم نفسه كواجهة مقبولة وقادرة على خوض الانتخابات، لكنه كان أيضًا بمثابة “بالون اختبار” حقيقي لقياس مدى الجهوزية الشعبية لدى “المستقبل” في بيروت، ونتائجه قد تفتح الطريق أمام أحمد الحريري شخصيًا للعودة إلى الواجهة النيابية، خصوصًا إذا ما استُكمل هذا الزخم بتنظيم حزبي وشعبي ممنهج، وخرج من حالة الانتظارية لموافقة سعودية بالعودة الى السياسة.

من الزاوية الوطنية، تؤكد نتائج الجمل أن “تيار المستقبل” لا يزال يلعب دور الضامن للتوازن الديموغرافي والسياسي في العاصمة، فبينما تنقسم القوى الأخرى بين حسابات مناطقية وطائفية، يقدّم “المستقبل” نفسه كممثل فعلي للهوية البيروتية الجامعة، التي لطالما جمعت بين الطوائف والمذاهب.
نجاح الجمل في خرق تحالفات كبرى، وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات، يشير إلى أن من أراد تجاوز “المستقبل” في بيروت ارتكب خطأً استراتيجيًا، فالعاصمة لا تزال متمسكة بالتيار الذي نشأ من رحمها، والذي كان على الدوام جزءًا من نبضها وتوازنها السياسي.

وإن كانت تجربة محمود الجمل مقدّمة لعودة تيار المستقبل إلى الساحة النيابية، فإن هذه العودة تتطلب اليوم إعادة تنظيم الصفوف، وإنتاج خطاب سياسي جديد، يتجاوز خطاب المظلومية، ويعكس ديناميكية المرحلة المقبلة.
الجمل لم يفز بمقعد، لكنه فاز برسالة سياسية مدوية: المستقبل لا يزال حاضرًا، ليس فقط كرمز، بل كقوة انتخابية حقيقية.والابن والسؤال الآن لم يعد عن إذا ما كان التيار سيعود، بل كيف ومتى، ومن سيكون على رأس هذا المشروع في مرحلة ما بعد الحريري الأب والابن.

محمود الجمل يلوح بعلم المستقبل خلال احتفاله بالفوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى