سوريا في حلة جديدة وبرئيس جديد قاد ثورتها بنجاح فهل سيكون أهلاً لهذه المهمة أم تسرق ثورته ؟
بقلم الصحافي حسن الخباز
رسميا ، تم تعيين أحمد الشرع الملقب بابي محمد الجولاني رئيساً مؤقتا للحمهورية السورية في المرحلة الانتقالية ، وبذلك سيتولى مهام رئاسة البلاد خلال الفترة القادمة .
وفي إطار التغييرات التي تشهدها سوريا فقد تم حل الجيش وستتم إعادة بناء قوات مسلحة على أسس وطنية تراعي الواقع الجديد بعد اندحار نظام الأسد وحزب البعث بثورة استمرت منذ عام 2011 .
وفي نفس السياق تقرر إلغاء العمل بدستور 2012 ، كما تم حل حزب البعث العربي الاشتراكي فضلا عن مجلس الشعب والجيش وباقي الأجهزة الأمنية والعسكرية السابقة .
وقد تم بالمقابل تأسيس أجهزة أمنية جديدة لحفظ أمن المواطنين داخل البلاد ، مؤسسة امنية جديدة تناسب المرحلة الجديدة التي تعيشها سوريا بعد التخلص من النظام الديكتاتوري السابق الذي استغل قواته الأمنية لقمع المواطنين وبث الرعب في قلوبهم .
وقد تم اتخاذ كل هذه القرارات المصيرية خلال احتماع موسع ترأسه الشرع وحضرته الفصائل العسكرية والثورية بقصر الشعب في العاصمة دمشق .
وقد خلص هذا الاجتماع بإصدار بيان ناري اطلق عليه إسم : “بيان إعلان انتصار الثورة السورية ” والذي ألقاه جسن عبد الغني بوصفه ناطقا رسميا باسم إدارة العمليات العسكرية .
ومن تداعيات هذا الحدث الهام الذي شهدته سوريا ، اعلن تنظيم حراس الدين بصفته فرع تنظيم القاعدة بسوريا عن حل نفسه ، مؤكدا ان التطورات الأخيرة التي تشهدها الشام فرضت عليه اتخاذ هذا القرار .
قرارات هامة كثيرة انبثقت عن الاجتماع الموسع للشرع بالفصائل العسكرية والثورية من بينها أيضا تعويض الشرع بوصفه رئيسا للبلاد بمجلس تشريعي مؤقت لتسيير المرحلة الانتقالية ريثما يتم إعداد دستور قار للجمهوية السورية.
بكل تأكيد سيلمس المواطن السوري الفرق الكبير بين المرحلة السابقة التي قاربت 53 سنة في ظل حكم حافظ وابنه بشار الأسد ، وخطوة تعيين رئيس مؤقت لها إيجابيات أقلها الفتنة والصراعات الطائفية .
وتعيين الشرع بالذات هو عين العقل فقد كان العقل المدبر للثورة على النظام السابق وقام بمجهودات جبارة لتحقيق هذا الحلم الذي كان بعيد المنال منذ 2011
بل وكان شبه مستحيل في ظل الدولة المخابراتية التي أنشأها بشار ووالده حيث جعلا كل المواطنين يتجسسون على كل المواطنين وكل الأجهزة الامنية والعسكرية تتجسس على بعضها البعض .
سوريا الٱن في حلة جديدة وبقيادة جديدة وعليها ان تستفيذ من تجربتها السابقة في ظل الحكم العسكري الانقلابي الذي جثم على صدر شعبها ومارس ضده كل أنواع القمع الذي لا يتخيله عقل بشري .
سوريا تنتظرها مرحلة حاسمة وأيام صعبة في المستقبل القريب وعليها أن تحافظ على تماسكها حتى لا تسرق منها الثورة كما سبق للشهيد الدكتور محمد مرسي الشعب المصري .
امام أبي محمد الجولاني كذلك مهمة صعبة وعليه ان يكون قائدا بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، قائد ذو كاريزما خاصة ، قائد قوي الشخصية ، صارم ، وجاد وجدي ولا يتساهل او يستهين ببعض القضايا الجوهرية التي تحدد مصير سوريا ، فهل سيكون أهلا للمنصب الذي تولاه هذا الشعب الرئيس المواطن .
الشرع له تجربة لا يستهان بها كقائد ومفاوض ناجح وتعيينه هذا لم يأت من فراغ ، لذلك أرى شخصيا انه سينجح في مهمته خاصة وأنه يجمع بين العسكري الناجح والديبلوماسي البراكماتي والقائد المحنك .