هل تفتح الحكومة اللبنانية الأبواب لمشروع الحلم “ربط الشرق بالغرب” ؟
اسامة القادري
على أثر انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية وتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة اللبنانية، عاد الى الواجهة الحديث عن “الطريق الحلم”، ليعود يخطي خطوته والبحث عن دراسة ذات جدوى فنية اقتصادية ومالية موسعة. وعن امكانية تنفيذ مشروع قانون إنشاء نفق البقاع – ضهر البيدر، الذي اقرّ في الحكومات السابقة كي لا يبقى نفق حبر على ورق، لكونه يعتبره البقاعيون حلمهم في تخفيف معاناة البقاعيين اليومية. ولأنه سيكون طريقًا استراتيجيًا يربط عاصمة لبنان ومرفأها بالعمق العربي وسيتأتى منه عائدات اقتصادية كبيرة تضع لبنان على مسار النهوض.
فالمشروع الذي يحمل رقم 174، يُجيز للحكومة إنشاء نفق لطريق بيروت البقاع على طريقة الـBOT أو بالشراكة مع القطاع الخاص. النفق سيكون بطول 25 كيلومترًا، فأهمية هذا المشروع ان انعكاساته الاقتصادية كبيرة على لبنان لأنه يرتبط ارتباط وثيق بمشروع الصين الكبير “الحزام الواحد والطريق الواحد”، وبقدر ما تولي أهمية لمحطته في باكستان في الشرق الأدنى، وأكثر تحديداً ’’ميناء غوادار’’ على بحر العرب في جوادر في مقاطعة بالوشيستان في باكستان. لما لهذا الميناء دور مهم في خطة الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، أيضاً تولي الإهتمام البارز لأن تكون محطته في الشرق الأوسط هي لبنان، ليكون الممر الى دول سوريا واعادة اعمارها، والعراق والاردن والخليج العربي، عبر ميناء طرابلس والذي يرى الصينيون أن هذا الميناء أكثر ملائمة من غيره من الموانئ الأسيوية على البحر المتوسط، وبدى واضحاً ان أكثر المنافسين للبنان في هذا المشروع والدور هو الكيان الاسرائيلي عبر ميناء حيفا، الا أن لبنان بعلاقاته مع الدول العربية والاسلامية تعطيه الحظ الاوفر لأن يلعب هذا الدور بحال قفزت الحكومة فوق لعبة المحاصصات التي كانت سبباً رئيساً في منع اطلاقه.
ومع انتخاب رئيس واعادة الحياة السياسية اللبنانية الى الحركة بحثاً عن حراك اقتصادي من شأنه اخراج لبنان من مستنقع الازمات، ومع سقوط النظام السوري والمتغيرات الحاصلة في المنطقة، بدأت حرارة الحراك الصيني في الارتفاع انطلاقاً من عدم معاداتها لشعوب المنطقة، ولأنها تريد الخروج الى أبعد من القارة الصفراء بدأ مركز الشرق الاوسط للدراسات والتنمية التحضيرات في قاعات الصين المخصصة للمؤتمرات من بكين باتجاه الشمال، ومنها الى شنغهاي، لإقامة مؤتمرات تدعو اليها غرف التجارة ومراكز الدراسات في الشرقين الأدنى والأوسط، ومستثمرون صينيون وأجانب، ورؤساء اتحادات بلديات من جميع الدول التي يمر فيها “الحزام والطريق”.
بهدف البحث والتداول في مجالات التعاون وخلق شراكات تساهم في انجاح المشروع بسرعة دون تأجيل، كما يتم البحث ودراسة الانعكاسات الإيجابية والسلبية التي تنتج عن هذا المشروع.
وائل ياسين : الصين تهتم بموضوع لبنان وبالانتاج الزراعي اللبناني، عرضنا في العديد من المؤتمرات ضرورة فتح الاسواق الصينية أمام الانتاج اللبناني وتحديداً الزراعة، والانتاج الزراعي من خلال وضع روؤية لسلة زراعية كاملة متكاملة
وبحسب قيادات اقتصادية وسياسية صينية لفتت الى “مناشير” أن الهدف ليس فقط تصدير الإنتاج الصناعي الصيني كما يحاول البعض إيهام الرأي العام في الشرق الأوسط، انما الهدف هو التبادل الصناعي والتجاري والزراعي والثقافي، هذا ما تم الحديث عنه في مؤاتمرات سابقة وعديدة، وفي هذا السياق يؤكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية اللبناني وائل خليل ياسين، الذي شارك في غالبية هذه المؤاتمرات وله دور في تقديم دراسات حول العديد من المشاريع، قال “أن الصين تهتم بموضوع لبنان وبالانتاج الزراعي اللبناني، عرضنا في العديد من المؤتمرات ضرورة فتح الاسواق الصينية أمام الانتاج اللبناني وتحديداً الزراعة، والانتاج الزراعي من خلال وضع روؤية لسلة زراعية كاملة متكاملة. وتابع أنه من خلال العشرات من المؤتمرات واللقاءات كان للبنان أولوية كبيرة، بجعل من ميناء طرابلس هو نقطة الوصل التجاري بين الصين ومنطقة الشرق الاوسط، كما تولي اهمية لمعرض رشيد كرامي لأن يكون معرضاً تجارياً بمواصفات عالمية للانتاج اللبناني والصيني وغيره، وبهذا القدر يولي أهمية لمنطقة البقاع شرق لبنان، لأن يكون فيها أيضاً ميناء جاف مرتبط بميناء بيروت عبر نفق سكة حديد لنقل البضائع من ميناء بيروت الى البقاع بحسب الرؤية والدراسة، وإقامة معرض تجاري يساهم في اعادة اعمار سَوريا”، وقال” الا ان هذه المشاريع توقف الحديث عنها لعدم انتظام الحياة السياسية اللبنانية نتيجة لسياسة تعطيل المؤسسات التي اعتمدها فرقاء لبنانيين مما ساهم في مزيد من الانهيار الاقتصاد الوطني اللبناني، وتابع”في مرحلة ما قبل 2020 ربما لم يمر اسبوع الا وكان يعقد مؤتمر بهذا الخصوص في العديد من المدن الصينية، وحضور شخصيات لبنانية “تحت عنوان” الحزام والطريق والرؤية الاقتصادية”.
وختم كلنا أمل ان تولي حكومة نواف سلام الاهتمام الكافي لهذه المشاريع التي من شأنها ان تضع لبنان في دائرة الاهتمام الاقتصادي العالمي وتعطيه دور فعال في منطقة الشرق الاوسط لتعيد دوره في حوض البحر المتوسط ليكون محطة اساسية في الشرق.