الحريري بين حلّ التيار او عودته الى السياسة… لا مانع سعودي..
أسامة القادري امسى واضحاً مدى التبدل المناخي السياسي على الساحة الدولية والاقليمية وبالتالي انعكاسها على الداخل اللبناني. خصوصاً بعد سقوط النظام السوري وقطع حبل السرة بين حزب الله وايران، ما يفتح الحديث عن عودة الرئيس سعد الحريري وتياره الى السياسة بعد ثلاث سنوات على تعليقه العمل السياسي، حيث تنصب الأنظار على الذكرى العشرين على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما جرت العادة منذ 2005 . وما يتوقع ان تحمل كلمته في المناسبة من تطورات بشأن تعليق قراره السابق.
فأي مراقب عن كثب يدرك ان تيار “المستقبل” تجري المنسقيات الاستعدادات بزخم عالي خلافاً للذكرى السابقة، تحت شعار ذيل على جميع الصور واللوحات الاعلانية بعبارة “بالعشرين عساحتنا راجعين”.ما يفسر العودة الى العمل السياسي. وهذا ما يؤكد قياديون في التيار “الأزرق” لـ”جريدة مناشير” ان الاستعدادات تسير وفق اشارات واضحة أن الرئيس الحريري عائد الى العمل السياسي، ولن تمر هذه الذكرى كما سابقاتها، بعد سقوط محور 8 اذار مع سقوط النظام السوري المتهم الأول بإغتيال الرئيس رفيق الحريري وبسلسلة اغتيالات لشخصيات لبنانية سيادية. وأكدت مصادر مستقبلية رفيعة لـ”مناشير” أن أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري زار الرئيس سعد الحريري منتصف الشهر الجاري في مقر اقامته في الامارات العربية، وأطلعه على واقع التيار وحاجته لمؤتمر حزبي عام لإعادة هيكلته وصياغة نظامه الداخلي ونقل اليه مطالبات اللبنانيين لحاجتهم لخطاب سياسي معتدل وموزون بعيداً عن أي اصطفاف طائفي موتور، كما نقل اليه تمنيات الفاعليات السنية حاجة الشارع السني الى قيادة سنية بعد حالة التهميش والاقصاء والفراغ في الوظائف بجميع الفئات.
نقل أحمد الحريري للرئيس الحريري هواجس جمهور “التيار”، ومطالباتهم إما بإعلان حل التيار او عودته الى الساحة
كما نقل أحمد الحريري للرئيس الحريري هواجس جمهور “التيار”، ومطالباتهم إما بإعلان حل التيار او عودته الى الساحة، وخوض الاستحقاقات الانتخابية بلديات ونيابية، لينكب بعدها على صياغة خطاب يناسب الواقعين السياسي العام والحزبي الداخلي.
وعن دور السعودية في عودة او عدم عودة الحريري قال المصدر، “المملكة السعودية همها وهدفها خروج لبنان من شرنقة الأزمات ومن مستنقع المحاور، وأن لا يكون لبنان مصدر قلق للجوار، وكما لم تطلب من الحريري تعليق عمله السياسي كان القرار خاص بالرئيس، ايضاً لن تطلب منه العودة لأن ذلك شأن معني بالتيار، ما يؤكد انها تترك له الخيار، وكل المؤشرات تقول ان السعودية لا مانع لديها من أي خيار يتخذه الحريري، خاصة بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون، وتكليف الرئيس نواف سلام لرئاسة الحكومة، وفقاً لخيار تيار “المستقبل” قبيل تعليق عمله السياسي، الذي طرحه يومذاك لأجل انتظام عمل المؤسسات والخلاص من سياسة التعطيل ومن هيمنة حزب الله والمحور بفائض القوة على مسار السياسة اللبنانية وانعكاسها على الجوار والأشقاء”. وتشير المعلومات ان الرئيس الحريري يتحضر لإقامة طويلة في بيروت يركز فيها على ترتيب “البيت الداخلي”، وانجاز مؤتمرات للتيار في المناطق، ولقاء الحزبيين والمناصرين، وكشفت المصادر ان كلمة الحريري في ذكرى اغتيال والده ستكون كلمة مقدمتها وجدانية وصلبها سياسية يؤكد فيها على الثوابت وعلى اهمية العلاقات بين لبنان والاشقاء العرب، بعد سقوط الطاغية بشار الاسد، وأن التيار سيخوض الاستحقاقات الانتخابية ولن يترك ناسه وأهله. وهذا يعتبر بمثابة اعلان عودته للعمل السياسي وتعليق قراره الذي اتخذه منذ ثلاثة سنوات.