خبر عاجلمجتمع

بين أن تعيش وحيداً وأن تعيش الوحدة ..مش ذات الشي!

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

بين أن تعيش وحيداً وأن تعيش الوحدة ..مش ذات الشي!

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6

نقولا ابو فيصل / مناشير

ليس كل من يحيا وحيداً يعيش الوحدة ، فأن يعيش الانسان وحيداً يعني أن يعيش وحده في المنزل ولا يعيش معه احدٌ، لكن ذلك لا يعني أبداً أنه يشعر بالوحدة فقد يكون محاطاً بأصدقاء وأقارب كثر ، في حين أن الوحدة هي شعور داخلي قد يحدث للانسان وهو وسط عائلة كبيرة وهي نتيجة لشعوره بعدم التوافق مع محيطه وبلا أصدقاء ، وأظن أن بعض الاشخاص قد يجمعون بين الوحدة والعيش وحيدين .وقد يعيش الانسان وحيداً لاسباب عديدة منها ضرورات الانتقال الى مكان قريب من مكان عمله سواء في لبنان أو في الخارج ، أو نتيجة لوفاة شريك حياته أو انفصاله عنه أو إنتقال ابنائه للعمل في اماكن بعيدة عنه ،الى العديد من الاسباب التي لا مجال لذكرها هنا . وقد أصاب دوستويفسكي في قوله “أن في مخيلة كل إنسان حياة أخرى جميلة قد صنعها لنفسه لكنه لا يعرف الطريق إليها أبداً ..”

 

الى ذلك فأن الاختلاط بالناس والعلاقات الاجتماعية هما ضرورة في المجتمعات ولا يمكن لشخص ما أن يعيش حياته وحيداً، ولا يستطيع إنسان مهما بلغت مكانته الاجتماعية أن يعيش منبوذاً في مجتمعه ، وبالطبع لا يوجد أي شخص طبيعي في هذه الحياة يُحب الوحدة . وأسوأ ما قد يكون في علاقات البشر هو تعلق إنسان بإنسان أخر لا يحمل تجاهه نفس المشاعر مما يجعل هذا المتعلق يعيش حياة الوحدة حتى يصل لمرحلة انه قد يَظلم نفسه ، وهنا نصيحتي للجميع لا تتعلقوا بمن لا يحسبكم جزءاً من حياته ولا تعلقوا بكم من تعرفون انكم قد تستغنون عنه يوماً لان القلوب كسرها لا يجبر ، وهكذا نرى الشخص الذي يحب الوحدة لا ينام كثيراً ، قليل الكلام وعلى إتصال دائم بالإنترنت دون أن يحادث أحداً ويحاول أن ينهي يومه بسرعة رغم أنه ليس شخصاً كسولاً ولا مهملاً ولا معقداً ، بل هو حنون وطيب جداً ،لكنه يحمل هموماً تفوق مقدرته على تحملها ، ونراه ايضاً بات يعشق حياة الوحدة من كثرة الصدمات في الحياة.

 

وفي المحصلة وجدت أن الشخص الإنطوائي هو الشخص الذي يرتاح في علاقات التواصل الإجتماعي مع المقربين منه فقط ، ويفضّل قضاء الوقت بمفرده للاهتمام بتطوير وتنمية قدراته الذاتية حتى لو أدى الأمر للإبتعاد قليلاً وهذا أمر غير مزعج بالنسبة له فهو إختار ذلك بملء إرادته وليس إنزعاجاً من الآخرين ، حتى أن “الخلوة” مع النفس باتت تعني له الكثير وبات يسعد بها ، أما الشخص المنعزل فهو الذي يُفضّل الإبتعاد الجسدي عن الآخرين لأسباب عديدة منها إضطرابات نفسية أو تجارب فاشلة تركت أثراً سلبياً في حياته وإنعكست قلة ثقة بالآخرين مما جعلته “ينفر”ويعيش بعيداً عن الجميع ويقتصر علاقاته على عدد ضئيل من الأشخاص . أو قد ينعزل بمحض إرادته من أجل راحته دون أن يكون هناك أي خلل نفسي في شخصيته ويكون سعيداً بذلك . أما الشخص الوحيد فهو الشخص الذي قد يتواجد مع الآخرين جسدياً ولكنه يعيش بعيداً عنهم فكرياً وفعلياً لعدة أسباب أيضاً ،وقد يمارس الشخص الوحيد الواجبات الإجتماعية ولكنها لا تعني له شيئاً ! لأن سبب وحدته هو الفراغ العاطفي الداخلي وعدم الرضا ، وبالتالي هو إنسان سعيد على طريقته ، والعيش وحيداً هو مصير كل الأرواح العظيمة!

إعــــــلان Simplify card | Digital Business Cards

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى