على الهامش؛ زحلة والقوات اللبنانية – عفيف دياب
كتب الزميل عفيف دياب على صفحته فايسبوك
لم تكن نتائج انتخابات بلدية #زحلة مفاجئة؛ اقله لمن عاش في المدينة ومنطقتها عقدا ونيف متابعاً تفاصيل تطريز فستان العروس وطرحتها.
اخفق ساسة زحلة في تثبيت صدق مقولتهم المتوارثة اباً عن جد من أن المدينة مقبرة للاحزاب. وصف لم يكن دقيقاً إن قرأنا تاريخ الحراك السياسي الزحلي وما انتجه للبنان من نخب وقادة في السياسة والفكر والأدب والفن وفي تولي قيادة الأحزاب على المستوى العام.
فوز حزب القوات اللبنانية في انتخابات بلدية زحلة، ليس وليد ساعته. فمذ فك أسر #سمير_جعجع في العام 2005، وهو يخطط كيف تكون لحزبه الكلمة الفصل والفيصل في المدينة وما بعد بعدها. وضع الرجل حجر الاساس لمشروعه في #عاصمة_الكثلكة بهدوء وبلا ضجيج. لم يكترث للاتهامات من انه يريد “مورنة” المدينة، كما مازحه يوماً المطران الراحل اندريه حداد في جلسة اعتذار (جعجع) منه على متفجرة كنيسة سيدة النجاة اواسط ثمانينيات القرن الماضي.
بعد انتخابات العام 2005 وخسارة 14 آذار في دائرة زحلة، اكتشف #جعجع الثغرة. طلب من ممثلي حزبه بالمدينة أن يكون أعضاء الحزب من عمر 15 وما فوق :”ما بدي ولا ختيار بالحزب. بدي شباب والعجزة منستفيد منن بشغلات تانية” قال لهم في اجتماع حزبي، فكان له ما اراد وحقق أولى نتائج فكرته في انتخابات 2009 وما بعدها.
استفاد حزب القوات اللبنانية من أخطاء وخطايا البيوتات السياسية في زحلة، وايضا من تراكم أخطاء الأحزاب الاخرى كالتيار الوطني الحر وحزب الكتائب. فالتيار الذي منحته المدينة ثقتها سرعان ما سحبتها منه بعد وصوله إلى قيادة السلطة في البلاد. و #الكتائب يعتبر وجوده التاريخي بالمدينة يمنحه البقاء في “بيت الحزب” متكئاً وما على الزحليين الا أن يأتوا إليه. أما تيار آل سكاف فحدث ولا حرج عما آل اليه حاله منذ أن ارتمى في حضن 8 آذار في العام 2005 وفاته القطار بعد أن حاول العودة إلى وجدان المدينة، وها هو يتخبط اليوم منذ أن رحل زعيمه الياس سكاف.
أظهرت نتائج بلدية زحلة أن المدينة تدعو من كان يتولى زمام أمورها، أو يفتخر بأنه كان المتحدث الأول باسمها على صعيد البلاد ويريد أن يبقي هذا المجد ابدياً له لوحدها؛ إلى قراءة نتائج الاقتراع بهدوء، وأن يحدّ من جموح غروره وفوقية التحدث مع الزحليين، وأن يغلّب مصلحة زحلة على مصلحته الشخصية والا يبكي على مجد لم يحافظ عليه.
من حق #حزب_القوات_اللبنانية أن يحتفل بنصره الانتخابي الجديد في زحلة.. ومن حق المدينة عليه أن يبقيها عروس البقاع
