قالت وزارة الصحة في قطاع غزة الجمعة، أن 37 فلسطينياً استشهدوا في الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 45 ألفاً و436 شخصاً منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، قبل نحو خمسة عشر شهراً.
مستشفى كمال عدوان
واليوم الجمعة، عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى إحراق مبانٍ من مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، تحديداً في محافظة شمال غزة، بعدما اقتحمته وأجبرت الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على إخلائه والتوجّه إلى ساحته الخارجية.
وأدى الحريق إلى استشهاد عدد من كوادر المستشفى حرقاً نتيجة امتداد النيران إلى أقسام واسعة من المستشفى.
وأعلنت وزارة الصحة ان قوات الاحتلال، اعتقلت مدير المستشفى حسام أبو صفية وعدد كبير من كوادر المستشفى، واقتادتهم إلى مركز التحقيق.
وأفاد مصدر طبي وكالة “الأناضول”، بأن الاحتلال اقتحم أقسام المستشفى بعدما أجبر جميع من في داخله على الخروج. وأضاف أن القوات الإسرائيلية أخضعت الجرحى والمرضى بعد توجّههم إلى الساحات الخارجية إلى عمليات تفتيش.
وتحدّث أكثر من شاهد عيان، اليوم، عن اقتياد قوات الاحتلال أفراد طواقم مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة من نساء ورجال، إلى جانب المرضى والجرحى فيه وكذلك المواطنين الفلسطينيين المقيمين في محيطه، إلى ساحة مدرسة الفاخورة الواقعة على مقربة منه.
وفي وقت سابق، قال مصدر طبي للوكالة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاصرت مستشفى كمال عدوان وأمرت مديره حسام أبو صفية وكل الموجودين في داخله بالتوجّه إلى الخارج، ولم يمهلهم إلا 15 دقيقة قبل اقتحام أقسام المستشفى.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، “خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة جراء غارة صباح اليوم”. وقالت إن “التقارير الأولية تشير إلى إحراق وتدمير كبير لبعض الأقسام الرئيسية في مستشفى كمال عدوان”. وتابعت أن “التفكيك الممنهج للنظام الصحي في غزة يشكل حكماً بالإعدام على عشرات الآلاف من الفلسطينيين”.
وتحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، أكبر مستشفيات محافظة شمال غزة، منذ بدء العملية العسكرية في شمال القطاع المعزول عن الوسط والجنوب، بالنيران عبر طائرات “كواد كابتر”، فيما راحت تعمد آلياته إلى التقدّم في محيط المستشفى قبل أن تتراجع بعد ساعات إلى أماكن تموضعها.
كما، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، عمليات نسف كبيرة لما تبقى من مبان شمالي قطاع غزة.
صفقة الأسرى
سياسياً، نقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إنه لا يمكن التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى دون الحصول من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قائمة بأسماء الأحياء منهم.
وأضاف الموقع أن نتنياهو قال خلال اجتماع إن إسرائيل لا تنجح في الحصول من حماس على أسماء، وإنه غير مستعد لإبرام صفقة دون أن يعرف من الذي سيعود من غزة.
كما نقل موقع “والا” أيضاً عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه لا تزال هناك فجوات كبيرة رغم إحراز بعض التقدم في الدوحة.
من جهتها، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين إن فرص التوصل لاتفاق في غزة قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ضئيلة، وإن المفاوضات لم تنهر لكنها عالقة.
ويأتي ذلك في حين يواصل نتنياهو الدعوة لتكثيف العمليات العسكرية كوسيلة لاستعادة الأسرى، لكنه يواجه انتقادات متزايدة من المعارضة وعائلات الأسرى الذين يتهمونه بعرقلة المفاوضات للحفاظ على دعم وزرائه المتطرفين.
ورغم ما رشح في وسائل الإعلام من قرب عقد اتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال، فإن المسار التفاوضي تعثّر.