احتجاجات قانون التقاعد.. مظاهرات “الخميس الأسود” تشل فرنسا وترد على تحذيرات ماكرون
مناشير
بلغت الإضرابات والاحتجاجات ذروتها اليوم الخميس ضد تعديلات نظام التقاعد المزمع تطبيقها في فرنسا بحلول نهاية العام، مما تسبب بشلل لقطاعات النقل والطيران والطاقة.
وقدرت النقابات عدد المتظاهرين اليوم في أرجاء البلاد بنحو 3.5 ملايين، فيما ذكرت وزارة الداخلية أن عدد من شاركوا في المظاهرات بلغ نحو 1.08 مليون في يوم تاسع من التعبئة ضد تعديل نظام التقاعد.
ومنذ صباح اليوم انطلقت المظاهرات في كثير من المدن الفرنسية، صاحبتها إضرابات شاملة في قطاعات عدة، بينها الطيران والنقل والمحروقات، ضمن موجة الاحتجاجات المناهضة لقانون تعديل نظام التقاعد.
وقد أطلقت النقابات على حشد اليوم اسم “الخميس الأسود”، رفضا للقانون الذي مررته الحكومة دون تصويت برلماني، وتنظم هذه المظاهرات وسط تعبئة أمنية واسعة، يشارك فيها نحو 12 ألف رجل أمن في كامل فرنسا، بينهم 5 آلاف شرطي في العاصمة وحدها، لمواجهة المحتجين.
شلل في البلاد
وأغلق معارضو خطط الحكومة محطات السكك الحديدية والطرق وجزءا من مطار شارل ديغول الدولي في باريس، بينما استخدمت شرطة العاصمة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين واعتقلت أعدادا منهم.
وبسبب تراجع إمدادات وقود الطائرات الناتج عن الإضرابات، طلبت الإدارة العامة للطيران المدني من شركات الطيران إلغاء 30% من رحلاتها المبرمجة اليوم في مطار “باريس أورلي” و20% من رحلاتها في باقي المطارات.
وتلبية لنداء نقابة الكونفدرالية العامة للشغل، أغلق محتجون أمس موانئ مارسيليا (جنوب) وبريست (غرب).
كما قالت شركة السكك الحديدية إنها لن تكون قادرة اليوم على تسيير سوى نصف قطاراتها عالية السرعة، وثلث قطاراتها في خطوطها الإقليمية.
رد على ماكرون
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن أعمال عنف وقعت خلال مظاهرات اليوم، حيث قام مئات المحتجين الذين كانوا يرتدون اللون الأسود بتحطيم واجهات متاجر، في رد واضح على تحذيرات الرئيس إيمانويل ماكرون بعدم السماح بأي جنوح للعنف.
وأعلن الاتحاد العمالي العام (سي جي تي) مشاركة 800 ألف شخص في باريس وحدها، وسرعان ما سجّلت أعمال عنف لا سيما رشق الحجارة والقوارير وإطلاق المفرقعات على قوات الأمن، مع تحطيم للواجهات ومحطات ركاب الحافلات وإحراق لحاويات النفايات.
وتصدت الشرطة بالغاز المسيل للدموع للمحتجين في مدينة نانت في غرب البلاد، وأظهرت لقطات تلفزيونية استخدام الشرطة لمدافع المياه في مدينة رين، وفي الغرب أيضا في لوريان، قالت صحيفة ويست فرانس إن المقذوفات تسببت في حريق لفترة وجيزة في ساحة مركز للشرطة.
حيز التنفيذ
وظلت الإضرابات والاحتجاجات سلمية في معظمها لعدة أسابيع، بيد أن الأيام الأخيرة شهدت تزايد وتيرة العنف خلال المظاهرات التلقائية.
وكان ماكرون قد خرج عن صمته أمس الأربعاء، وقال إن الاصلاحات كانت ضرورية من أجل التمويل العام، وإن القانون سيدخل حيز التنفيذ بحلول نهاية العام.
وأثار الرئيس الفرنسي الغضب عندما شبه المتظاهرين بأولئك المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأميركي في يناير/كانون الثاني 2021.
وأظهرت استطلاعات للرأي منذ فترة طويلة أن غالبية الناخبين عارضوا تمديد سن التقاعد عامين إلى 64 عاما، وزاد غضب الناخبين بعد قرار الحكومة الأسبوع الماضي تمرير تعديلات التقاعد في البرلمان دون إجراء تصويت وبعد تعليقات لماكرون أدلى بها أمس الأربعاء.