دوليات

ندوة عن الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية قميحة: هل نقتدي بالتجربة الصينية الرائدة ونأخذ بالإصلاحات لتفادي الانهيار الكبير؟

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

ندوة عن الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية قميحة: هل نقتدي بالتجربة الصينية الرائدة ونأخذ بالإصلاحات لتفادي الانهيار الكبير؟


مناشير

نظمت مجلة “الصين اليوم”، ومعهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية ندوة بعنوان “واقع وآفاق الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد”، برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي وتنفيذ مجموعة “بيت الحكمة للثقافة”.

وتزامنت الندوة التي شارك فيها مسؤولون من مصر والصين وأكثر من عشر دول عربية، مع انعقاد الدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وناقشت كيفية تعزيز العلاقات الصينية العربية وتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين، بما يعود بالنفع على شعوب الدول العربية والصين، وخاصة بعد الانعقاد الناجح للقمة العربية الصينية الأولى في الرياض والقمة الصينية الخليجية، والتي شارك فيها رؤساء الدول العربية كافة والرئيس الصيني شي جين بينج.

أدار الندوة الرئيس التنفيذي لـ”بيت الحكمة” والخبير في الشأن الصيني الدكتور أحمد السعيد، وعرف نائب رئيس الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم حسين إسماعيل بالدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وأهميتهما للصين والعالم وخاصة الدول العربية وما يمكن أن يسفر عنهما من قرارات تدعم العلاقات العربية الصينية.

وأشار إسماعيل إلى أن “الصين أعلنت في ديسمبر الماضي تعديل إجراءات الاستجابة لكوفيد- 19، حيث خفضت الصين مستوى إدارة المرض من الفئة أ إلى الفئة ب”.

رشدي

ولفت ممثل جامعة الدول العربية المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة السفير جمال رشدي، الى أن “القمة العربية الصينية التي عقدت في المملكة العربية السعودية كانت قفزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين الجانبين، حيث أن الجانبين يتمتعان بجذور تعاون تاريخية”.

وأشار الى أن “حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في وقت سابق بلغ 36 مليار دولار، وهذا لا يليق بحجم الاقتصاد بين الجانبين، ولكن بالتدرج والتنشيط نما حجم التبادل التجاري ليصل إلى 330 مليار دولار، وهناك خطط ليتجاوز 400 مليار دولار”.

وأكد أن “التعاون الصيني العربي ليس موجها ضد أي طرف وهو نابع من المصلحة المشتركة بين الطرفين، ويركز على موضوعات لا تهم الجانبين فقط بل العالم أجمع”.

ليانج

من جهته، لفت الوزير المستشار في سفارة الصين لدى مصر تشاو ليانج على أن “الحضارتين الصينية والعربية تألقتا على طرفيْ قارة آسيا، وتعارفتا وتواصلتا عبر طريق الحرير القديم، وتشاركتا السراء والضراء في النضال، من أجل التحرر الوطني، وتعاونتا في عملية العولمة الاقتصادية والتزمتا بالحق والأخلاق في التقلبات الدولية وكتبتا قصة رائعة للتلاحم والتنافع والتآزر بين شرق آسيا وغربها”.

وقال: “الجانب الصيني يدعم الجانب العربي لاستخدام الحكمة العربية لإيجاد الحل السياسي للقضايا الساخنة والمستعصية وإقامة إطار الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام في الشرق الأوسط”.

أضاف: “الصين تدعم جهود الدول العربية للحفاظ على السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي، ولم يتغير يوما دعمها الثابت والدائم للدول العربية في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا”.

كمال

أما المدير العام لمعهد البحوث والدراسات العربية في جامعة الدول العربية الدكتور محمد كمال: “العالم يسعى لبناء نظام دولي جديد لأن النظام الدولي الحالي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد معبرا عن العالم الذي نعيش فيه الآن.

وأكد أنه “ليس من مصلحة الصين والعرب وأي دولة في العالم العودة للتنافس بين الكيانات الكبرى، ولا يجب وضع العالم في الاختيار بين القوى الكبرى بل يجب أن يكون للدول حق الاختيار”.

وذكر أن “القمة العربية الصينية الأخيرة أبرزت رفضها لفكرة من ليس حليفي فهو عدوى وترفض الحرب الباردة”.

مينج

ولفت نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي قاو آن مينج الى أن “الصين والدول العربية تعاونتا بشكل كبير في الآونة الأخيرة وحققتا إنجازات بارزة في العديد من المجالات كان أهمها بناء الملعب الرئيسي لنهائيات كأس العالم في قطر 2022، وبناء منطقة التعاون الاقتصادي “تيدا” السويس، بالإضافة إلى بناء مشروع مصفاة ينبع بين الصين والسعودية”.

وقال: “يجب على كل من الصين والدول العربية الإصرار على تحديد موقفها لكي يصبح الطرفان قوة إيجابية هائلة للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز الإنصاف والعدالة، التطوير الفعال للشراكة الإستراتيجية الصينية العربية”.

أومين

وأكد رئيس دار مجلة “الصين اليوم” هو ب أو مين أن “الصين والدول العربية لهما تاريخ طويل من الحضارة الرائعة، كما تسارعت وتيرة التعاون البراغماتي الصيني العربية، في إطار مبادرة الحزام والطريق”.

وشدد على أن “بكين تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الدول العربية، وعلى استعداد لبذل المزيد من الجهد لخلق مستقبل أفضل”.

قميحة

وقال رئيس جمعية “طريق الحوار اللبناني- الصيني” وارف قميحة: “إنه لأمر جدير بالتقدير ووافر الاحترام ان تبادر مجلة الصين اليوم ومعهد البحوث والدراسات العربية، وبرعاية كريمة من المجموعة الصينية للإعلام الدولي، بتسليط الأضواء على واقع وآفاق الشراكة الاستراتيجية الصينية -العربية في العصر الجديد باعتبار ان الصين ترغب في تعميم تجاربها وإنجازاتها التي وفرت الرفاهية والتقدم للشعب في جمهورية الصين الشعبية لعل الشركاء في مختلف انحاء العالم يقتدون بها ويستفيدون منها من اجل خدمة مصالح وتطلعات شعوبهم ومن اجل توفير وإرساء وتطوير دعائم التنمية على أكثر من صعيد”.

أضاف: “سأقدم في هذه اللمحة التاريخية عن العلاقات الصينية – اللبنانية الزاخرة في حسن التواصل والمفعمة بمنوعات العطاء والداعمة لتطوير وتعزيز العلاقات مع بلدنا الذي يعاني من الازمات والانهيار عى أكثر من صعيد. منذ القدم وعبر طريق الحرير، كانت القوافل التجارية الصينية تنطلق من مدينة شيآن، لتحط في مرفأ مدينة صور في جنوب لبنان، آخر مدينة آسيويّة لطريق الحرير، حيث كانت البضائع الصينية تحمل بالزوارق الفينيقية إلى البندقية في إيطاليا”.

وتابع: “تمثل تاريخ العلاقات الصينية اللبنانية في توقيع الاتفاق التجاري بين البلدين بتاريخ 31 كانون الأول من العام 1955، بغية المساهمة في تدعيم الصداقة بين شعبي لبنان والصين عن طريق العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين بلديهما، وذلك على أساس المساواة والمنافع المتبادلة. سبق هذا الاتفاق تواصل ثقافي تمثل في ترجمة أعمال جبران خليل جبران التي أصبحت الترجمة الرسمية الثانية في الصين لنتاج ثقافي عربي في الصين بعد “ألف ليلة وليلة” وقد تولى هذه الترجمة كل من الروائي الشهير “ما دون” ((Moa Dun والأديبة الصينية بينغ شين”.

وأشار إلى أن “هذه العلاقات كان رائدها جورج حاتم (ما هايدي) الطبيب اللبناني الأممي، باني المنظومة الصحية الصينية، والذي ناضل إلى جانب الزعيم ماو تسي تونغ في مسيرته الطويلة، وكانت لحاتم أعمال جبارة تمثلت في بحوثه العلميّة والطبية، وأصبح في العام 1949 مواطنا صينيا، وأول أجنبي يحصل على الجنسية. وقد اختير في العام 2009 من ضمن 100 شخصية أثرت في الصين الجديدة”.

وذكر أن “العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان اقيمت في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1971. وإداركا لأهمية هذه العلاقات، تمّ التوقيع في أيلول (سبتمبر) 2017 على مذكّرة تفاهم بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة الجمهورية اللبنانية حول “الترويج المشترك للتعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحرية للقرن الواحد والعشرين”. وتنص المذكرة على تعاون الجانبين في مجالات ذات اهتمام مشترك، منها النقل واللوجستيات والبنى التحتية والاستثمار والتجارة، والطاقة المتجددة والتبادل الثقافي بين الشعوب، والصحة والرياضة”.

وقال: “سبق هذه المذكرة التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين في شتى المجالات، من بينها اتفاقيات هبات قدمت إلى وزارة الخارجية اللبنانية، وزارة الصحة العامة، وزارة الاشغال العامة والجيش اللبناني، هي عبارة عن مسلتزمات طبية وتجيهزات ومعدات متخصصة لمواجهة جائحة كورونا. وفي إطار آخر ساهمت الصين بالتبرع بقيمة مليون يورو في المؤتمر الدولي الذي خصص لدعم لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت. كما شارك ضباط وجنود من الدفعة الـ19 لقوات حفظ السلام الصينية التابعة لليونيفيل في أعمال رفع الأنقاض وتنظيف في مرفأ بيروت وثلاثة شوارع ومبنى وزارة الخارجية اللبنانية (قصر بسترس) في فترة قياسية”.

اضاف: “أظهرت القيادة الصينية الحكيمة حرصها الشديد، إن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أو بالاستجابة لضرورات العزل وحصر الوباء، وعلى هذا المنوال، بادرت الحكومة المركزية والحكومات المحلية الصينية، وشركات صينية، والجالية الصينية في لبنان، منذ تفشي (كوفيد-19) بتقديم دفعات من المساعدات الطبية إلى الجانب اللبناني التي كان له الاثر الكبير في نفوسنا جميعا”.

وتابع: “تؤكد الصين عبر لسان سفيرها في لبنان السيد تشيان مين جيان، تعميق التعاون الثنائي مع لبنان وتعزيزه في مختلف المجالات تحقيقا لمزيد من الفوائد للبلدين والشعبين الصديقين. وقد أبدت بعض الشركات الصينية اهتماما كبيرا بالاستثمار في مشاريع واسعة النطاق في قطاعات الطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية والنقل والمياه وغيرها من مجالات البنية التحتية، وعلاوة على ذلك تساعد السفارة الصينية في لبنان مجتمعات الأعمال اللبنانية على المشاركة النشطة في منصات التبادل التجاري مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض الصين للاستيراد والتصدير (معرض كانتون)، ومعرض الصين والدول العربية، لتوسيع رقعة تصدير منتجاتهم”.

وقال: “إن مشروع بناء وتجهيز المعهد الوطنيّ العالي للموسيقى في لبنان (الكونسرفاتوار)، الذي تموله الحكومة الصينية بهبة قيمتها 62 مليون دولار، هو مشروع مبدع ونموذجي متكامل في إطار تعزيز التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التفاهم بين الشعبين وتجسيد الصداقة الصينية اللبنانية”.

اضاف: “من نافل القول ان جمهورية الصين الشعبية تلتزم دوما بمقاصد سياستها الخارجية المتمثلة في الحفاظ على السلام في العالم وتعزيز التنمية المشتركة، والعمل على الدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. كما تنتهج الصين السياسة الخارجية السلمية المستقلة، وتطوير التعاون الودي مع كافة الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتتمسك بالسياسة الوطنية الأساسية للانفتاح على الخارج، وتشارك بنشاط في إصلاح وبناء منظومة الحوكمة العالمية، وتكرس القيم المشتركة للبشرية، بما يوفر فرصا جديدة لدول العالم بما فيها لبنان بالتنمية الجديدة في الصين”.

وتابع: “كما لا بد من الـتأكيد إن الإنجازات التاريخية التي حققها الحزب الشيوعي الصيني والصين في السنوات العشر من العصر الجديد إنجازات شاملة ومبدعة، وإن التغيرات التاريخية التي حدثت في السنوات العشر من العصر الجديد تغيرات متجذرة وأساسية. يعتبر المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني نقطة انطلاق جديدة للصين لتجاوز الصعوبات وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، كما أنه نقطة انطلاق جديدة لتطور العلاقات الصينية العربية والعلاقة الصينية اللبنانية . نثق بأن الأمتين الصينية العربية اللتين خلقتا حضارات قديمة، ستكتبان بكل التأكيد فصلا جديدا وتقدمان مساهمات جديدة لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية في المستقبل”.

وأردف: “نتطلع وبكل صدق إلى تطوير وإرساء هذه العلاقات المتميزة بين لبنان والصين في العصر الجديد. وكلنا أمل أن يستفيد بلدنا الصغير لبنان من هذه التجربة الصينية الرائدة التي رعتها وطورتها القيادة الحكيمة. وللتأكيد، نحن بأشد الحاجة إليها، لأن الانهيار الكبير قد دق الأبواب جميعها على الصعد الاقتصادية والمالية والسياسية والمؤسساتية كافة”.

وختم: “هل نقتدي بالتجربة الصينية الرائدة ونأخذ بالإصلاحات لتفادي الانهيار الكبير؟ هذا السؤال برسم الممسكين بمقاليد السلطة، وهذا هو مفتاح المفاتيح للخروج من الازمات والمأزق”.

كلمات

كما تحدث في الندوة، رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية في تونس الدكتورة بدرة قعلول، السفير علي الشريف (السودان)، رئيس اتحاد جمعيات الصداقة العربية – الصينية الدكتور حسن عبد الله الدعجة (الأردن)، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسين بن طلال الدكتور قاسم المحبشي (اليمن) أستاذ فلسفة التاريخ والحضارة بجامعة عدن، الدكتور حسام الدين سالم جابر (البحرين) الباحث والمحاضر في العلاقات الدولية بالبحرين، الدكتور ما فو ده الأستاذ في جامعة شيآن للدراسات الدولية بالصين، الأستاذ أحمد سلام، المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر لدى الصين. وعلق على الندوة رئيس مركز التحرير للبحوث والدراسات الدولية عماد الأزرق، والدكتورة فاتن الدوسري من البحرين المتخصصة في العلاقات الدولية، أستاذة اللغة الصينية الدكتور شيماء كمال وغيرهم من الحضور الذين بلغوا 40 خبيرا ومتخصصا وباحثا في الشأن الصيني من أغلب الدول العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى