صراع تركي روسي على شمال افريقيا.. بين النفوذالسياسي والمصالح الاقتصادية..!
مناشير
شمال إفريقيا اليوم أصبح ساحة صراع مفتوحة بين تركيا وروسيا، اللتين تسعيان لفرض نفوذهما بطرق تتجاوز المصالح المحليّة للمنطقة. كلّ دولة تنفّذ أجندة استراتيجيّة خاصّة بها، ممّا يعمّق التوتّرات ويهدّد استقرار شعوب المنطقة، التي تتحوّل إلى مجرد رهينة لأطماع إقليميّة ودوليّة.
في ليبيا، تحوّل الصراع إلى مواجهة مباشرة بين تركيا وروسيا. تركيا دعمت حكومة الوفاق في طرابلس، بينما ساندت روسيا قوّات حفتر في محاولة للسيطرة على حقول النفط وتعزيز وجودها في البحر المتوسّط. هذا التنافس لم يقتصر على الساحة العسكريّة وحسب، بل عزّز الفوضى السياسيّة والداخليّة في ليبيا، وجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
أمّا تونس، فهي تعاني تبعات هذا الصراع القريب. رغم عدم تدخّلهما المباشر، إلّا أنّ تركيا وروسيا تتنافسان في التأثير على تونس عبر مشاريع اقتصاديّة وتحالفات سياسيّة، مُستغلَّتَين الوضع الداخلي الهشّ للبلاد في سبيل توسّع نفوذهما.
كما أنّ النزاع حول الصحراء الغربيّة يشعل المنافسة بينهما أيضًا، حيث تتسابق الدولتان لفرض علاقاتهما مع الجزائر والمغرب. الجزائر، الحليف التقليدي لروسيا، تدعم موسكو، بينما المغرب يعزّز علاقاته الاقتصاديّة مع تركيا. هذا الصراع يعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة، ويغيّر بشكل متسارع المعادلات الجيوسياسيّة التي كانت قائمة لعقود.
في ظلّ هذه التنافسات الإقليميّة والدوليّة المتزايدة، يبقى مستقبل شمال إفريقيا مرهونًا بالقدرة على الحفاظ على استقلاله وموارده بعيدًا عن أطماع القوى الكبرى التي لا تعير استقرار شعوبه أي اعتبار.