ومضات على حرب حزيران 1967 .! ؟
هل هي هزيمة أم نكسة.. او اكثر او أقل ؟!
كتب رائد عمر – العراق
تُسمّى ايضا بحرب الأيام السّتة , اذ ما يفوق تراجيديا الدراما , ودراما التراجيديا المظلمة أنْ تُهزم 3 دول عربية في 6 أيّام , دون حدوث معارك صميمية بالمعنى التقليدي للحرب النظامية , على الرغم من التضحيات الجسام من بعض هذه القوات العربية . ومن دون ادنى شك فقد كان وقع وتأثير هذه الهزيمة على كافة مواطني الأقطار العربية قاطبةً .
بجانب هذه التسميات , يمكن اعتبار هذه الحرب بأنها استخبارية بأمتياز جرّاء ما لعبته الموساد الأسرائيلية من ادوارٍ ستراتيجية في التمويه والتضليل , اذ نجح الأسرائيليون بالتمويه على مصر والدول العربية بأنّ النزاع قائم بأتجاه سوريا حول مسألة المياه وبحيرة طبريا , بينما كانوا يعدّون العدّة للهجوم على مصر .! , واذ الحديث هنا يتركز على الجبهة المصرية بالدرجة الأولى , فهنالك اسباب خارجية وداخلية متداخلة مع بعضها قادت لإندلاع هذه الحرب , احدى هذه الأسباب تكمن في قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإغلاق مضايق تيران أمام الملاحة البحرية الأسرائيلية وكان ذلك في في شهر أيار \ مايو 1967 , بالأضافة الى مطالبة القيادة المصرية بسحب قوات UN من سيناء وتحشيد الجيش المصري بكثافة أمام حدود ” اسرائيل ” . واذ كانت الأدارة الأمريكية منخرطة في الإعداد لهذه الحرب والمشاركة فيها بالتشويش والفانتوم والمعلومات المخابراتية والتجسسية , فإنّ نصيحة الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول لعبد الناصر بعدم اطلاق الرصاصة الأولى .! وكذلك السوفيت في ذات الأمر ” وبدا أنّ ذلك كان مقصودا الى حدٍ ما ! ” قد كان عاملاً مساعداً وحيوياً لفرض الهزيمة .! , ثمّ من الأخطاء المصرية الداخلية التي يصعب ان تغتفر, هي تسليم عبد الناصر لشؤون الجيش وعموم القوات المسلحة الى المشير عبد الحكيم عامر الذي كان موضع ثقة بالغة من ناصر , حيث أنّ عبد الحكيم كان زميله وصديقه منذ الدراسة في الكلية الحربية , وهو كان برتبة رائد في بداية الثورة وجرت ترقيته الى رتبة مشير وجعله القائد العام للقوات المسلحة , بينما أنّ النظام في مصر أن يكون رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى , ومعروفٌ أنّ عبد الحكيم عامر كان منغمساً في حياة اللهو ومشتقاته .! وكان الأمر الأكثر خطورة هو قيامه بجولة عسكرية بالطائرة لإستطلاع اوضاع الجبهة , وكان ذلك في ذات الوقت الذي انقضّت المقاتلات الأسرائيلية على الطائرات الحربية المصرية التي لم تكن في الأوكار وانما كانت مكشوفة قرب وحول مدارج المطارات والقواعد الجوية ( وكان ذلك ضربة مميتة وموجعة للطيران المصري ) , كما أن وجود المشير عامر في الجو منع الدفاعات الجوية المصرية للتصدي للمقاتلات الأسرائيلية خشيةً او تحسّباً استباقا من احتمال اصابة طائرة المشير .. إنّ ما حدث قد حدث لكنّ نقطتين غامضتين وغريبتين تتعلقان بالرئيس ناصر , فبعد انتهاء المعركة صرّحَ : < كُنّا ننتظر اونتوقع هجوم العدو من الشرق لكنه فاجأنا بالهجوم من الغرب – ويقصد اتجاه الطائرات الأسرائيلية > ولم تكن هذه العبارة او التصريح مقبولة عسكرياً على كافة الصُعد وبأي شكلٍ كان .! النقطة الأخرى أنّ الرئيس ناصر وفي اعلانه عن استقالته فور انتهاء المعركة ( والتي رفضتها جماهير مصر وزحفت من الصعيد الى القاهرة ) فقد ذكر : < أنه على استعداد لتحمّل مسؤولية الهزيمة – ولم يقل انه يتحمّلها >.! ولسنا هنا بصدد الإساءة الى الزعيم جمال ,ولكنه وللإنصاف فرّغ نفسه لإدارة المعارك والأوضاع السياسية مع الأمريكان والغرب واسرائيل منذ بداية ثورة عام 1952 , واكتشف ذاتياً مهارته في ذلك كما لاحظتها الدول الكبرى ودول العالم ..
في سقوط القدس والضفة الغربية فالحدود الأردنية مع العدو كانت من اطول الجبهات مساحةً وطولاً ولم يكن تعداد وتسليح الجيش الأردني ليسد متطلبات المعركة مع الصهاينة بأي شكلٍ كان , كما أنّ تعيين الفريق اول المصري ” علي علي عامر ” قائداً عاماً للجبهة الأردنية قبل المعركة بأيام معدودة , وهو لا يفقه بطبيعة الأرض وطبوغرافيتها ولا عن طبيعة تشكيلات الجيش الأردنى وقياداته وضباطه , قد كان عاملاً اضافياً لأحتلال اسرائيل للضفة الغربية , وان اسرائيل رمت كلّ ثقلها لأحتلال القدس لأسباب اكثر من ستراتيجية ومعروفة .
في الجبهة السورية التي شهدت نشاطاتٍ ضد المستعمرات الأسرائيلية المقابِلة , وعدم ادراك القيادتين السياسية والعسكرية لأهمية هضبة الجولان لأسرائيل .! كما دونما تطرّقٍ لما قيل في الإعلام عن دور حافظ الأسد حين كان وزيراً للدفاع في حينها , فذلك وسواه قد اضاع الجولان واوصلها الى المتاهات الحالية .!