خبر عاجلسياسة

نتنياهو يعلن الحرب على السعودية – نبيه البرجي

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

نتنياهو يعلن الحرب على السعودية – نبيه البرجي

كتب نبيه البرجي

اثر اعلان التشكيلة الحكومية , اتصل بي وزير سابق قائلاً “كتبت كثيراً عن الحاجة الى وزراء من المريخ لاخراج البلاد من الأوضاع العفنة التي قادت البلاد الى الخراب” , وكادت تودي بها الى الزوال , وهو ما كان يراهن عليه الاسرائيليون منذ مراسلات دافيد بن غوريون وموشى شاريت , في الخمسينات من القرن الفائت , وحتى الحرب الأخيرة , كونه النموذج المضاد (النموذج القاتل ) للنموذج التوراتي في الدولة العبرية .
الوزير أضاف “ها أننا أمام وزراء غالبيتهم من المريخ , وهبطوا بمركبة أميركية , على أمل التفاعل مع أزمات اللبنانيين وقضاياهم , حتى أن سفير احدى دول اللجنة الخماسية التي ستكون بمثابة لجنة الرقابة على المسار الاصلاحي للعهد , لم يتورع عن القول في جلسة مقفلة ان مهمة االسلطة الآن , وبدفع من دول اللجنة , تنفيذ السيناريو الخاص بالتصفية التدريجية للمنظومة الراهنة . بالتالي لن نكون فقط أمام الجمهورية الثالثة , وانما أمام لبنان الثالث , بأقل كمية ممكنة من الفساد , وبأقل كمية ممكنة من الطائفية” .
ولكن , هل يمكن لبنيامين نتياهو أن يترك لبنان يعيد تشكيل نفسه بقواعد , وبمفاهيم , الدولة , لا بقواعد , ومفاهيم , المغارة , ليخلو من عوامل الموت التي تم تتويجها بقانون انتخاب لا يليق حتى بالقردة , بتكريس أبشع أنواع الطائفية ؟
لا من القصر , ولا من السراي . لا من واشنطن , ولا من باريس أو الرياض , يولد ذلك اللبنان , بألق المستقبل , لا بثقافة الكهوف أو بثقافة الأقبية . الولادة في الجنوب الذي مثلما هو نقطة الضعف نقطة القوة في مواجهة تلك الثلة من الذئاب المجنونة على رأس السلطة في اسرائيل . 18 شباط هو يوم الاختبار الكبير , الا اذا أراد دونالد ترامب أن يبيعنا الى أولئك البرابرة ، بعدما أعلن رغبته في شراء غزة “… وربما لاعطاء أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبنائها” .
امبراطور أم سمسار عقارات ؟ حقاً لم نر في التاريخ أمبراطوراً يزهو بقرني الشيطان , حتى أن كاليغولا الذي عيّن حصانه كاهناً , ثم وزيراً , وكاد يعينه ولياً للعهد , لم يفعل ما يفعله ترامب حين لا يرى في مليوني فلسطيني كائنات بشرية , وانما بضاعة تنقل بالحاويات من مكان الى مكان آخر . هل أعدّ القطارات مثلما فعل أدولف هتلر باليهود ؟
ثمة مسلسل أميركي قديم , اي قبل ترامب بعقود , تظهر فيه ثلاث نساء . احداهن تعثر على حل سحري لأزمة الشرق الأوسط بنقل الفلسطينيين من فلسطين الى غرينلاند . امرأة اخرى اعترضت لأن الفلسطينيين يعيشون في مناطق دافئة . نقلهم الى مناطق جليدية قد يعرضهم للفناء , المرأة الثالثة أطلقت ضحكة مجلجلة لأن هذا الـمـطلوب . ربما شاهد الرئيس الأميركي المسلسل . لذا قال بشراء غرينلاند وتوطين الفلسطينيين فيها للقضاء عليهم . هكذا يقول القضاء والقدر بالنسخة الأميركية .
المفاجأة الكبرى كانت على لسان نتنياهو , العائد للتو من البيت الأبيض . دعا الى اقامة الدولة الفلسطينية في المملكة العربية السعودية التي كان رد فعلها عاصفاً , باعتبار أن ذلك قد يكون بحث خلال لقاء الثلاثاء الفائت في المكتب البيضاوي . أكثر من ذلك , زملاء سعوديون قالوا لنا أن هناك في قصر اليمامة من يجد في ذلك الكلام اعلان الحرب على المملكة . ما زاد في قناعة السعوديين بأن ثمة بحثاً جرى في المسألة , تصريح وزير الخارجية السابق ووزير الطاقة الحالي , ايلي كوهين “من يريد انشاء دولة فلسطينية , ليفعل ذلك على أرضه” . كان واضحاً أن الكلام موجه الى السعوديين الذين اشترطوا الدولة الفلسطينية مقابل التطبيع .
لكن دونالد ترامب ما زال على اصراره حول التطبيع بين المملكة واسرائيل . ولكن هل بتلك الطريقة التي أثارت الكثير من الهواجس , والكثير من الشكوك , لدى الأمير محمد بن سلمان الذي لا ريب أن معلومات كثيرة قد بلغت أذنيه حول رغبة المؤسسة اليهودية القديمة في تغيير خريطة المملكة .
في السياق اياه , وبالتواطؤ مع رجب طيب اردوغان , جرى تسليم سوريا الى “هيئة تحرير الشام” , بعدما كانت “الفايننشال تايمز” قد توقعت أن تكون “نمر غرب آسيا” , دون أن يعنينا النظام السابق في حال من الأحوال . عودة بسوريا الى القرون الوسطى لتوزيعها بين القوى الاقليمية والدولية (بلقنة سوريا) . نتوقف عند الممثل المعارض ـ وبشدة ـ مكسيم خليل (أب علوي وأم مسيحية) , بطل مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” , وفيه يجسد شخصية بشار الأسد , الذي اذ عاد الى بلاده فوجئ بأنه عاد الى تورا بورا . لاحظوا أي نهاية مأساوية للدراما السورية .
نتنياهو لا يزال على اصراره اقامة منطقة عازلة في لبنان على شاكلة المنطقة العازلة في سوريا . من يتابع ما يحدث في شمال البقاع لا بد أن يلاحظ أن بنيامين نتنياهو السوري (أحمد الشرع) يريد اقامة منطقة عازلة مع لبنان بعدما ضرب البلدات المتاخمة بالصواريخ , والمسيرات , وهو الذي لم ينبس بكلمة (معقول ؟؟؟) على الغارة الاسرائيلية على المزة وكفرسوسة أول أمس . يا رجل أنت رجل دولة أم رئيس عصابة ؟
الاسرائيليون كانوا يضربون دمشق بحجة استهداف قيادات ايرانية أو قيادات من “حزب الله” . الآن يضربون ماذا , ومن ؟ يضربون سوريا التي بات جلياً أنه أتي بالشرع ليكون “الشاهد اللي ما شافش حاجة” على تقطيع أوصال سوريا . وقد تقطعت ..
هل هو السيناريو الأميركي (الاسرائيلي) لتغييرالشرق الأوسط بالتفجير الداخلي , وبالتهجير وبتغيير هوية الأرض ؟ ماذا عن لبنان ؟ علمنا ما يعنيه خاتم مورغان تورغاس . وعلمنا أن وزراءنا في أكثريتهم خيار أميركي , وسيتولون ادارة الجمهورية اللبنانية كما تدار الشركات الأميركية . لا اعتراض , ولكن شرط ألاّ تدار كما قرى الهنود الحمر …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى