خبر عاجلسياسةمقالات

من يشوّه صورة غزة… ليس من ينقل الخبر، بل من يُطلق النار ويدّعي أنها “مفرقعات”!

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

من يشوّه صورة غزة… ليس من ينقل الخبر، بل من يُطلق النار ويدّعي أنها “مفرقعات”!

مناشير

ورد في إحدى الصفحات البقاعية خبر تحت عنوان “كفاكم افتراءات وأضاليل بحق غزة”، وجاء كأنّه ردّ على تقرير تناول ما جرى في بلدة غزة البقاعية قبل أيام.

يؤسفني أن أضطر للرد على من حوّل مهنة الإعلام من رسالة إلى وسيلة للابتزاز، ومن منصة للحقيقة إلى منبر للتضليل.

غزة – البقاع الغربي، بلدة أعتز بها، ولي فيها أهل وأصدقاء وأحبّة. لا تُشوَّه صورتها بخبر، بل تُشوَّه حين يُطلق الرصاص في شوارعها، ويُرهب سكانها، ويُستباح أمنها. من يشوّه صورتها هو من يعيث فيها فوضى لا من ينقل ما حدث.

وإن كان ما نُشر “مفبركًا”، كما ادّعى بعض المأجورين، فلِمَ أوقف الجيش خمسة أشخاص؟ ولماذا صادَر أسلحة وذخائر وجعبًا؟ ولماذا سلّم رئيس البلدية الحاج محمد المجذوب شخصين؟ ولماذا لا يزال الجيش يبحث عن أكثر من 25 مطلوبًا؟

العيب، كل العيب، والخزي، كل الخزي، لمن يتاجر بكرامات الناس، ويحوّل الإعلام إلى سلعة رخيصة لمن يدفع أكثر.

أما الردّ الذي نُشر، وجاء بلغة الواثق، مدّعيًا أن لا إطلاق نار حصل بل “مفرقعات نارية” فقط، فهو إهانة مباشرة لغزة ولرئيس بلديتها الذي كان حاضرًا في الاحتفال. فإذا لم يحدث إطلاق نار كما زعموا، لماذا لم يخرج رئيس البلدية ليفنّد الرواية؟ ولماذا يأتي الدفاع من أشخاص لا علاقة لهم بالمكان ولا بالمسؤولية، بل يكتبون كما “الأطرش بالزفّة”؟!

والأهم أن من كتب الردّ نسي أو تجاهل أن رئيس البلدية نفسه، وعبر مكبرات الصوت، طلب من الشباب وقف إطلاق النار، ولانهم لم يستجيبوا، طلب أحد الضباط الأمنيين من الريس وقف الاحتفال فورًا، وقد حصل.

هؤلاء تجاهلوا أيضًا عشرات المنشورات التي كتبها أبناء غزة، معترضين على ما جرى من إطلاق كثيف، ومعبّرين عن غضبهم واستيائهم وخوفهم مما حصل.

نعلم تمامًا من يقف خلف هذا التهجّم، ومن موّل وسوّق له، ومن استعان بصفحة باتت تمارس التمجيد والتكذيب بدلًا من إيصال صوت الناس.

وما يثير الشفقة فعلًا، أن من يقف وراء هذا الردّ نفسه، سبق واتهم مؤسسات “الغد الأفضل” بأنها مستودعات أسلحة لحزب الله وسرايا المقاومة، وحينها لم نرَ هذا الحماس في الدفاع عن غزة أو الخيارة أو البقاع الغربي. أين كانت غيرتهم يومها؟

ختامًا، لأن الإعلام رسالة، ولأن الكلمة مسؤولية، لن نسكت عن أي حدث، ولن نسمح لأحد بتزوير الواقع، ولا بالتشكيك بما نراه ونسمعه ونوثّقه.
المضللون لن يمنعونا من قول الحقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى