مفاوضات القاهرة: أميركا تستعجل صفقة!
مناشير
كما كان متوقّعاً، قرّر الوسطاء في الدوحة تمديد العملية التفاوضية، التي بدأت على وقع الضغوط والخشية من التصعيد الإقليمي، ونقلها إلى القاهرة، حيث يُنتظر عقد جولات جديدة لا يُعلم إلى أين ستصل، بعدما قرّر الوسطاء أنفسهم أن المسار التفاوضي الحالي “بنّاء” ويستأهل المتابعة، وأن على حركة “حماس” أن تُذعن للتعديلات التي أُدخلت على اقتراح التسوية الأول، والذي تراجعت عنه “تل أبيب”.
وفي المقابل، يشير الواقع إلى نيّات تسويفية، بعد أن تبيّن أن أهم الخلافات التي حالت دون الاتفاق في الأشهر الأخيرة، لم تسلك طريق التسوية، وفي المقدّمة انسحاب الاحتلال من ممر “نتساريم” في وسط قطاع غزة، ومحور “فيلادلفيا” على الحدود مع مصر، في حين أن مسألة الامتناع عن العودة إلى الحرب، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المؤّقت، ما زالت بلا التزام فعلي يمكّن الجانب الفلسطيني من القبول بتسويات.
“الكلام عن المفاوضات شيء، وكلام المفاوضات شيء آخر”. هذا التوصيف لمرجعية معنية بالمحادثات الجارية منذ نحو أسبوعين، تحت عنوان “البحث عن صفقة قابلة للحياة” في غزة.
وتعتقد المرجعية نفسها بأن التحفّظ الظاهر في مواقف حركة “حماس”، حتى قبل اجتماع الدوحة الأخير، مردّه إلى نتائج المشاورات والأفكار التي أظهرت أنّه ليس هناك من جديد، سوى تغييرات لمصلحة العدو، وهو ما كشفته الأوراق الأولى التي أعدّها وقدّمها الجانب الأميركي، علماً أن الجانبين المصري والقطري لا يخفيان أنهما يواجهان ضغوطاً كبيرة من الولايات المتحدة والدول الغربية لإلزام “حماس”، لا إقناعها، بالورقة الأميركية المقترحة.