خبر عاجلدولياتسياسةمقالات

عن المشكلة التجارية بين الصين والولايات المتحدة

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

كتب وانغ كيجيان سفير الصين في لبنانالمصدر جريدة النهار

أصبح الاحتكاك التجاري بين الصين والولايات المتجدة في بؤرة اهتمام مختلف الأطراف في الفترة الأخيرة، ودائما ما يسألني الأصدقاء اللبنانيون عن رأيي في هذه المشكلة.منذ تولي الحكومة الأميركية الجديدة مهماتها، هددت بزيادة التعرفة الجمركية وغيرها من التدابير وأثارت احتكاكات اقتصادية وتجارية متكررة مع شركائها التجاريين الرئيسية بمن فيهم الصين. واستجابة للاحتكاكات الاقتصادية والتجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة من جانب واحد والتي تتصاعد باستمرار، ليس أمام الصين خيار آخر سوى اتخاذ تدابير قوية للدفاع عن مصالحها الشرعية. وفي الوقت نفسه، التزمت الصين حل النزاعات من خلال الحوار والتشاور وقامت بجولات عدة من المشاورات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة، وذلك في محاولة لتحقيق الاستقرار في العلاقات التجارية الثنائية.

إن الولايات المتحدة أكبر دولة صناعية في العالم والصين أكبر دولة نامية، وتعد الولايات المتحدة والصين أكبر وثاني أكبر اقتصادين عالميين على التوالي من حيث حجم الاقتصاد الكلي. وأثبتت تجارب التجارة الدولية مراراً وتكراراً أن لا فائز في الحرب التجارية، وهي لا تضرّ بالطرفين فحسب بل تسبّب تشويشاً وحتى أذى لاقتصاد العالم أيضاً.
إن التعاون بين الصين والولايات المتحدة يخدم مصالح الجانبين، بينما النزاع والمواجهة يلحقان ضرراً بهما، لذلك فإن التعاون والفوز المشترك على أساس الاحترام المتبادل هما الخيار الصحيح الوحيد. وطوال 40 سنة من العلاقات الديبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين تطوراً كبيراً، وفي عام 2018 بلغ حجم التبادل التجاري في البضائع بين الصين والولايات المتحدة 633.5 مليار دولار أميركي وتجاوز حجم التجارة البينية في الخدمات 125 مليار دولار واقترب الاستثمار المباشر في الاتجاهين من 160 مليار دولار، وذلك بفضل مجاراة الدولتين الاتجاه التاريخي ومشاركتهما النشيطة في العولمة الاقتصادية وتعزيز التعاون المتبادل المنفعة، فتأمل الصين في الحفاظ على هذه الإنجازات التي لم تتحقق الا بصعوبة.
نعم للسلام والتنمية ولا للصراع والمواجهة، نعم للتعاون والفوز المشترك ولا للعبة محصلتها صفر، نعم للانفتاح والتسامح ولا للانغلاق والانعزال، نعم للتبادل الإنساني ولا للصراع الحضاري، هذا هو الموقف الصيني الدائم. كما اتخذت الصين اجراءات عملية تأكيداً للعالم أنها ستواصل توسيع الانفتاح وتقدم مزيداً من المساهمات في الحفاظ على النظام التجاري المتعدد الطرف والتجارة الدولية الحرة.
وطوال 48 سنة من العلاقات الديبلوماسية بين الصين ولبنان، تتطور العلاقات الثنائية بشكل مستمر ومتزن. يهتم الجانب الصيني بالبناء الوطني ومشاريع التنمية وعمليات الإصلاح في لبنان ويشجع الشركات الصينية ذات القدرة والسمعة الجيدة على استكشاف فرص التعاون مع الجانب اللبناني. لقد قامت بعض الشركات الصينية المشهورة بزيارات استطلاعية للبنان. ونتطلع إلى مزيد من الانجازات للتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين. يعمل الجانبان الصيني واللبناني الآن على المضي قدماً بمشروع المعهد الوطني العالي للموسيقى في إطار المساعدات التي تقدمها الحكومة الصينية للحكومة اللبنانية ونأمل أن يكون هذا المشروع رمزاً للصداقة الصينية – اللبنانية ونموذجاً للعمل المشترك للبلدين في اطار “مبادرة الحزام والطريق”.
في ضوء الوضع الدولي المعقد الراهن، تحدوني الثقة بأن الصين ولبنان سيتمسكان بمبادئ التعددية في العلاقات الدولية ويسعيان الى نمو مشترك من خلال التشاور والتعاون ويعملان على دفع التعاون على أساس المنفعة المتبادلة من أجل آفاق أفضل للعلاقات الصينية – اللبنانية تعود بمزيد من الخير على الشعبين الصيني واللبناني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى