“خلاف راشيا” يكشف التخبط في الشارع “السني”.. وتباين المفتين يؤجل الحل
أسامة القادري – مناشير
بعد مرور نحو 10 ايام على حادثتين فرديتين منفصلتين وقعتا في قضاء راشيا، رافقهما توتر وتصعيد على المستوى الشعبي واتخذت في بادئ الأمر شكلاً طائفياً بين “السنة والدروز”، اربكت المنطقة وشغلت قياداتها الامنية والحزبية والسياسية والدينية واحدثت تخبطا لما تعانيه المنطقة من فراغ.
فالحادثة الاولى حصلت في منطقة البيرة بين راعي ماعز (محسوب على مراد) وعسكري في الجيش اللبناني يرتدي زي شيخ (محسوب على طارق الداوود) على اثرها تم مداهمة منزل الراعي ومصادرة اسلحة فردية وتوقيف الراعي.
والحادثة الثانية حصلت في الرفيد بسبب حادث سير بين شخصين واحد من الرفيد (محسوب على سرايا المقاومة) والثاني من ضهر الأحمر (مقرب من الحزب التقدمي الاشتراكي) وللصدف ايضا الثاني شيخ، فتطور الاشكال من حادث سير الى تلاسن وشتم وبعدها الى اقامة حواجز عند الطرفين فعمد البعض على التعدي على المارة وتكسير سياراتهم. مما أخذ بالامور لتهديد استقرار منطقة راشيا وتخبطها في وحل الصراع الطائفي بين “السنة والدروز”، وذلك لغياب الحكمة في معالجة هكذا مشاكل، بدءًاً من عدم حضور نواب المنطقة اليها والقفز فوق الخلافات الشخصية للتجند و ” القوطبة” على اي خلاف في منطقة متنوعة، واعطاء القانون والسلطات الامنية اليد الطولى لوأد اي فتنة تطل الى المنطقة.
على أثرها سارع منسق عام تيار المستقبل محمد هاجر، بعد اتصال الوزير وائل ابو فاعور به، وعمل وفق مروحة اتصالات وتواصل مع القيادات الامنية والعسكرية ومع قوى حزبية لتبريد الاجواء، كذلك عمد الوزير حسن مراد على الاتصال بالداوود وبفعاليات المنطقة لتطويق اذيال المشكلة ووضعها في اطارها الفردي، وتوازياً مع هذا الحراك بالشارع السني، دعا مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي رجال الدين دروز ومسيحيين الى عقد لقاء روحي مفتوح في دار الفتوى لتطويق اي فتنة واي اشكالية تزعزع امن المنطقة ما أدى إلى حصول اجتماعين متتالين في الدار لتحصين الوحدة والعيش المشترك.
ويركز الغالبية ان الحل الجذري يكون بمصالحة مع كافة المتناحرين على أن تتم في مركز دار فتوى راشيا في البيرة التحتا لدرء اي ارتدادات للاشكال، وذلك بعد الإفراج عن الموقوفين وعلى هذا الأساس تواصل المفتي حجازي مع كافة القوى السياسية على اختلافها.
وللغاية ذاتها تواصلا النائب السابق محمد القرعاوي والوزير ابو فاعور وقاما بزيارة مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي وعملا على تذليل العقبات أمام اي مصالحة، واثنيا على دوره ومساعيه، كذلك زار الداوود المفتي حجازي في مكتبه. وأكد الجميع على ضرورة الحفاظ على المنطقة وعدم الانجرار خلف اي تصعيد فتنوي طائفي.
فكشفت هاتين الحادثتين مدى اخفاق البعض والتباين في اسلوب الحلحلة جراء تدخل قوى وفعاليات، خاصة ان المعنيين بالمشكلة (مراد والمستقبل) القادرين في قرى راشيا السنية على التدخل والتهدئة، ليأتي اتصال الغزاوي بالوزير ابو فاعور قبل اتصاله مع المفتي حجازي، وايضاً سجل على نفسه مأخذ ان الشارع الدرزي لا يختصره التقدمي في راشيا، فلبيت الداوود حضور وازن وأن المعنيين بالمشكلة محسوبين على الداوود، وكان لرئيس حركة النضال العربي طارق الداوود دور في تأمين التنازلات والشكاوى، بعد سلسلة اتصالات أجراها مع المفتي حجازي، ومع النائب حسن مراد وفعاليات أخرى مؤثرة ومع عائلات للوصول إلى التنازل عن الادعاءات أمام القضاء بين الطرفين، فاعتبر متابعون في راشيا ان اتصال الغزاوي بابو فاعور دون غيره من القوى السياسية الدرزية يعد “دعسة ناقصة ” لانه كاد ان يعطل الحل لا سيما ان البعض قرأ في ذلك تجاوز لدور المفتي المحلي.
واخرين ابدوا عن استيائهم من طريقة اتصال المفتي حجازي مع شخصيات وفعاليات في المنطقة، واسلوبه بتكليف موظف في دار الفتوى للاتصال بهم. لا الاتصال هو شخصياً بهذه الفعاليات.
فأحدث هذا التباين فوضى احتلت الفراغ وكادت أن تأخذ الأمور نحو الاشتباك الطائفي في جو مشحون بالأزمات وغياب سبل الحل الى أجل غير مسمى.
سيما أن هذا الواقع المتروك خاصة في القرى ذات الغالبية السنية في قضاء راشيا، والذي يعتبر قضاءً متعدد الألوان السياسية والطائفية، ويشكل فيه السنة الوزن العددي الأكبر يليهم الدروز ثم المسيحيين، يجعل الصورة أكثر تكسراً واكثر انعكاساً على ساحة الوطن.