تصعيد التصعيد الإsرائيلي الجنوني .! — رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
أن تبلغ اعداد الغارات الجوية الإسرائيلية “ليوم امس” اكثر بكثيرٍ من 100 على مدن الجنوب اللبناني والمواقع العسكرية لحزب الله، وكانت خلفيات القصف الصهيوني هذا عشرات المئات ومضاعفاتها على مَرّ الشهور الماضية، فهذا الرقم “اعلاه” الذي يفوق مئة غارةٍ بكثير, فدونما ريب فإنّه رقمٌ كبير وخطير على مساحةٍ جغرافيةٍ ضيّقة ومحدودة , ولم تسبقه هكذا سابقة في العصر الحديث , إلاّ ما حدثَ بأضعافٍ منه في العدوان الثلاثيني على العراق في حرب عام 1991 ولسنا بصدد الإسترسال وخوض غمار تلك الحرب “اعلامياً” مرّةً اخرى … ما يصدّع رؤوس القادة السياسيين والجنرالات الأسرائيليين، سواءً بالصداع النصفي – العسكري , او بالصداع المطلق السياسي , وما بين كلاهما : فكلّما زيدت وتضاعفت اعداد الغارات الجوية للقاصفات والمقاتلات الأسرائيلية , فكلّما قابلتها زيادةٌ بأعداد المُسيّرات وصواريخ الحزب في العمق الأسرائيلي وعلى اهدافٍ عسكريةٍ واستخبارية لم تكن مستهدفة من قبل .! “وبغضّ النظر عن المساندة والتعزيز والتبريكات ! من جَبَهاتٍ أخرى ” .!
التصعيد الأسرائيلي من الجوّ وبالمدفعية البعيدة المدى , لم يعد له تأثيرات ستراتيجية لتغييرٍ ما في مجريات المعركة , وامسى اقرب الى الإعتبارات السيكولوجية والغريزية من زاويةٍ ما .! , طالما لا نتائج فعلية يمكن تحقيقها او بعضٍ منها على الأرض .
المعضلة الكبرى التي يذعنون لها الجنرالات الأسرائيليين هي الصعوبة وشبه الأستحالة في القيام بهجوم جبهوي – ارضي يخترق الحدود اللبنانية (وقد رحّب السيد حسن نصر الله بأيّ هجوم من هذا النوع اذا ما تجرّأت قيادة العدو على القيام به .! ) وهذا التصريح له دلالات وأبعاد عسكرية بحتة , جرّاء الإستعدادات الدفاعية – الصاروخية ” ضد الدروع والمشاة ” التي لم يجر استخدامها بعد , او لم يحن أوانها المنتظر بلهفةٍ من مقاتلي الحزب .! , وما يعزّز ذلك عمليّاً ايضاً هو طبوغرافيا الأراضي اللبنانية المقابلة لحدود اسرائيل وما تتضمّنه من تعقيداتٍ جغرافية في الأرض من مرتفعاتٍ ووديانٍ ملآى بكثافة الأشجار , والتي أقل ما تكون ( مصيدة لدبابات الميركافا الأسرائيلية وجُند اليهود ) بالإضافة الى المواضع والمخابئ العسكرية لمقاتلي الحزب ومتطلباتها في التكتيك التعبوي العسكري .
مكمن الخطر للقيادات العسكرية والأستخبارية الأسرائيلية فإنّما يكمن في عجز الأقمار الصناعية والتجسسية ” الأمريكية والإسرائيلية ” ومعها وسائل وآليات التصوير والأستطلاع الجوي عن الكشف عن المواقع اللواتي تنطلق منها مُسيّرات الحزب التفجيرية , بجانب منظومات ومنصّات الصواريخ التي تدكّ العدو في العمق , وهذا هو مربط الفرس الأسرائيلي البائس في الكشف عن هكذا اهدافٍ غير قابلةٍ للكشف , ويترآى أنّ المعركة ستطول طالما بقيَ نتنياهو على قيد الحياة .! والى حدٍ ما .!