نحنُ والمِنطقة وترامب – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
مسبقاً ينبغي التهيّؤ نفسياً في التفكّر لأيّ متغيراتٍ محتملة او مفترضة لما قد تشهده الأوضاع الأقليمية والعربية لمتغيّراتٍ ما او عدمها ! وحتى سلباً افتراضياً كذلك , والمتصلة بالماكنة التدميرية للجيش الأسرائيلي سواءً في مجازر القتل الجمعي في لبنان وغزة , وربما ما قد تفعله لاحقاً تجاه اهدافٍ في دولةٍ عربيةٍ اخرى يتكرّر اسمها كثيرا في هذه الأيام اذا ما ستغدو اجواؤها واراضيها محطّةً متقدمة لصواريخ ومسيّرات بإتجاه اسرائيل , مع تحذيراتٍ من تل ابيب لبغداد في هذا الشأن.
ينبغي التركيز على أنّ قرابة شهرين تحديداً في العشرين من كانون ثاني – يناير من السنة القادمة، التي سوف يتسلّم الرئيس ترامب مهام عمله الرسمية في البيت الأبيض , فهذه المدّة التي يبقيان فيها الثنائي “بايدن وكمالا هاريس” يمارسان الرئاسة في الولايات المتحدة , فقد تتّسم بخطورةٍ ممكنة ومرتقبة الى حدٍ ما لأداء ادوارٍ ومهامٍ مركّبة لعرقلةٍ مسبقة لتوجهات ترامب وبرنامجه الإنتخابي في الحدّ من النزاعات والحروب سواءً في الشرق الأوسط وفي مناطقٍ اخرى خارج المنطقة العربية، عبر تمويل تل ابيب بأسلحةٍ فتّاكة من مستودعات الجيش الأمريكي الخاصة، ودفعها لتوسيع رقعة ونطاق الحرب على لبنان وغزة “وربما إدخال سوريا ضمن هذه القائمة ” وحتى سوى ذلك وبما يشكّل صعاباً وتعقيداتٍ لإعادة السيطرة عليها، وهذا ما يتناغم ويتواءم مع طموحات نتنياهو التوسعية، وكذلك الأمر في محاولة “ادارة بايدن” لتغيير ميزان القوّة لصالح اوكرانيا ضدّ الروّس وايصال النيران الى داخل عمق الأراضي الروسية. نشير الى هذه الإحتمالات الواردة دونما ادلّةٍ مسبقة بالطبع، لكنّ ذلك يندرج ضمن متطلبات اعادة الحسابات على مختلف الصُعُد.
كانَ محسوساً وملموساً مدى الإرتياح السيكولوجي – السوسيولوجي لشرائحٍ واسعة من الجمهور او الرأي العام العربي لفوز ترامب في الإنتخابات الرئاسية، ومنذ الساعات الأوائل خلال الـ 24 ساعة الماضية، لكنّما يتوجّب عدم الإفراط العاطفي في هذا التفاؤل بعودة الرئيس ترامب على المسرح السياسي الدولي “وهذا موجّه على عموم الصعيد الجماهيري وبعض القوى السياسية الرسمية وغير الرسمية في عموم اقطار الوطن العربي”.
لا نطرح جديداً بأنّ أيّ رئيس امريكيٍ او غير امريكي يجري انتخابه، فهو ليس ملزماً بتنفيذ وعوده الأنتخابية كاملةٍ بعد تسنّمه زمام الرئاسة، اذ قد يصطدم بمقتضيات الأمن القومي لبلاده اولاً، ويضطر للخضوع لتأثيرات ومصالح الكارتلات الإحتكارية وشركات صناعة الأسلحة والطائرات “وملحقاتها” بجانب قوى ومراكز الضغط من شركات النفط والدور اليهودي المهيمن على وسائل الإعلام الأمريكية وحتى في المجالات المصرفية ورؤوس الأموال، وهذه اضحت من المسلّمات البديهية على مستوى الرأي العام العالمي، لكنّما اقتضت اعادة الإشارة لها في ظلّ حالة التشويش الإعلامي المسيطر على الفضاء العربي وضبابيته، وما قد يتطلبه ذلك من اعادة حساباتٍ سياسيةٍ ما، وحتى تغيير اتجاه البوصلة الوطنية نحو زاويةٍ اخرى ليست بعيدةً كلّ البُعد .
إنّه التريّث المحسوب بدقّةْ وغير المحسوب على ما يُصطلح عليه بالحياد الإيجابي، وربما التهيّؤ لتدوين وتسجيل مواقف مسبقة وفقاً لمتغيراتٍ مفترضة وقائمة .!