الوساطة المصرية – القطرية … ماهيّتها وخلفيتها – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
لابدّ من الإقرار “وهو ضمنيّاً قائم” بأنّ دولة قطر لا تمتلك أيّ تأثيرات لا على اسرائيل ولا على حركة حماس , في أي محاولةٍ ما لتليين وترطيب ! موقفيهما “او أيٍّ منهما” وصولاً الى هدنةٍ مفترضةٍ من المفترض أن تُتوّج او يبدأ افتتاحها بوقفٍ لإطلاق النار , وثبتَ انعدام هذا التأثير الجزئي – النسبي المُتَصوّر.! .. كل ما تمتلكه قَطَر من اوراق “كأنها بيضاء ناصعة” هو انّها تستضيف اعضاء المكتب السياسي لحماس . وهذه الإستضافة ليست سوى بتكليفٍ امريكي خالص ( وسبق أن المحت ونوّهت لأعضاء المكتب السياسي هذا بأنّها بصدد إخراجهم “ولا نقول طردهم” من الدوحة اذا لم يقدّموا تنازلات ! , وكان ذلك ايضاً بمثابة، تلويح بهزّ العصا – Shake the Stick، بإيعازٍ امريكي، والتراجع عنه ايضاً … ولعلّ الأهمّ من الزاوية النوعية الخاصّة أنّ المقر او مكان اقامة اعضاء المكتب السياسي لحماس في العاصمة القَطرية مليء باللاقطات ووسائل التنصّت في كلّ زواياه وممرّاته “وهذا أمرٌ كتحصيلٍ حاصل لابدّ منه امريكياً وقَطريّاً” , لكنّ السادة اعضاء المكتب على دراية مسبقة بكلّ هذه التفاصيل التي اضحت من البديهيات التي تجاوزها الزمن , بجانب أنّ المركبات والعجلات التي يتنقّلون بها , مزوّدة بكلّ ذلك وحتى سواه .
ليست هنالك أيّ مسحةٍ من الشّك لدى الرأي العام العربي وحتى العالمي , أنّ ما اختيار قَطَر تحديداً للوساطة , ليس سوى انها كولاية امريكية صغيرة او احدى شُعب احدى دوائر المخابرات الأمريكية , ولا يقتصر الأمر على وجود قاعدة “العيديد” الجوية الأمريكية في اراضيها ” التي تؤمّن الحماية لإبقاء نظام الحكم فيها , ولا حتى فقط لأنّ المقاتلات الأمريكية والقطرية سبق وأن قصفت العراق وسوريا وليبيا , بل المسألة اكبر من ذلك من خلال العلاقة الفائقة الحميمية بين السيد أمير قطر وأيّ حكومة امريكية من أيٍّ الحزبين الجمهوري والديمقراطي , وهنا يصعب فصل وعزل الإعتبارات السيكولوجية والغريزية – السياسية والمريضة لنظام الحكم في امارة قطر , وبما هو مُخطّط له مسبقا وبآليّة تنفيذٍ حادّة حافّاتها , وكأنّها سكيّنُ طعنٍ لكلّ ما هو عربي !
أمّا اختيار جمهورية مصر للمشاركة في القيام بهذه الوساطة , فيختلف عن الدَور القَطري ولكن بأقلّ كثيراً عن الرقم 180 درجة , فالحدود المشتركة بين مصر والحدود الجنوبية لغزة عبر ما يُسمى بين محور “فلادلفيا او فيلادلفي !” في الإعلام العربي “الذي كأنه بدون إعلام” والذي تتجاوزه حكومة نتنياهو وفقاً لإتفاقياتٍ سابقة وموثّقة , بالإضافة الى ارتباط مصر بإتفاقية او معاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل وما يترتّب عليها من التزامات مفترضةٍ من كلا الجانبين , والتي غدت كأنها التزام من الجانب المصري فقط لحدّ الآن .! , ومع التشدّد المصري تجاه حكومة نتنياهو والذي لم يؤدّ الى ايّ نتيجةٍ , وهو ما يرسم وينحت علائم استفهام بالإتجاه المضاد او المتضاد لأيّ افتراضات مُتصوّرة نحوَ خارطةٍ طريقٍ من دون معالمٍ للطريق .! , فما الفائدة العملية المرجوّة للإبقاء وحصر الوساطة بين مصر وقطر فقط وتحديداً .!؟ , ولماذا وماذا لم يجر إدخال او ايلاج بعض دولٍ عربيةٍ او اعجميةٍ اخرى في هذه الوساطة .!؟ , لماذا تجاوز وتجاهل دَور السعودية او دولة الإمارات كأنموذجين ” ” من خلال وزنهما النفطي والمالي – السياسي ” في محاولة التأثير على الأزمة القائمة , لولا نواياً ” او نيّاتٍ” مسبقة لإدامة تسخين الأزمة القائمة لما هو أشدّ حرارةً , قد تغدو لها علاقةً ما بنتائج اٌنتخابات الرئاسية الأمريكية , واستثماراً واستغلالاً لحالة الهوس السياسي المريض لنتنياهو , وما يصبّ في مصلحة كارتلات ومصانع سلاح وشركات نفط امريكية , وما عو ابعد من ذلك !