الخطر القادم الى تركيا.. الـ”فاغنر الروسي” هو “السادات التركية”..
د. خالد العزي
نصح زعيم المعارضة التركية الرئيس أردوغان بالتعلم من التجربة الروسية، وقال يجب أن تأخذ السلطات التركية في الاعتبار محاولة التمرد العسكري في روسيا، و أدلى بهذا التصريح كمال كيليجدار أوغلو زعيم المعارضة المحلية، الذي لفت الانتباه إلى خطر الشركة العسكرية الخاصة(سادات SADAT)، وهي الهيكل شبه العسكري الرائد الذي اكتسب سمعة “الجيش الشخصي” للرئيس رجب طيب أردوغان. لقد قدمت أنقرة مواردها كعمود فقري في مسارح العمليات ذات الأهمية الاستراتيجية منذ عام 2012 ، ومع ذلك كما يشتبه معارضو السلطات، فإن طموحات مؤسسي سادات تمتد الآن إلى ما هو أبعد من سوق الخدمات العسكرية.
بالطبع فأن ظاهرة فاغنر باتت تخيف كل الدول، التي توظف الشركات العسكرية لخدمة مشاريع السلطة من تمددها في داخل المجتمع والانقلاب عليه لان ولاء هذه الشركات للمال والسلطة.
ومن هنا بات واضحا في تصريحات المعارضة التركية بالخوف من دور شركة سادات، التي بات عملها واضحًا في تركيا وقد يشكل خطر فعلي على الرئاسة والدولة معًا، وشدد زعيم المعارضة بان ما حدث في روسيا يجب ان يكون بمثابة درس، لأن فاغنر الروسي هو السادات التركية”.
باتت المعارضة تجاهر بان الخطر على الدولة التركية من هذه الشركة التي تريد تدمير الجمهورية التركية، وتغيير لغتها وعلمها ودستورها لان سادات تضع مصالحها فوق مصالح تركيا.
يرتبط ظهور أول شركة خدمات عسكرية كبرى في تركيا ارتباطًا زمنيًا ببداية المرحلة النشطة من الصراع المسلح في سوريا المجاورة، والتي انحازت خلالها أنقرة إلى فصائل متباينة من المعارضة المحلية، والتي غالبًا ما كانت ذات طبيعة جهادية لا لبس فيها. وأعلن التنظيم الخاص الذي يرأسه أحد المقربين من أردوغان، عدنان تانريفيردي علانية، تمسكه بالمبادئ الإسلامية والولاء غير المشروط للسلطات. وليس من المستغرب أن سادات اكتسبت سمعة كمنصة عسكرية تخدم مصالح الزعيم التركي.
ومن خلال الاطلاع على الأهداف المعلنة لمؤسس “سادات” وهي : مساعدة العالم العربي حتى يصل إلى “مستوى لائق” على الساحة الدولية، تضم محفظة عملاء الشركة التركية PMC اليوم 22 “دولة مسلمة صديقة” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
لقد أثارت ظاهرة جيش المرتزقة ذي العقلية الدينية العديد من الأسئلة من منتقدي أردوغان، ليس فقط داخل الجمهورية ولكن أيضًا خارجها، وهكذا زعمت شبكة رصد البحوث الاسكندنافية ومقرها ستوكهولم، والتي شكلها المنشقون أن أعضاء سادت في سوريا لم يكتفوا بتدريب القوات غير الحكومية المحلية، بل حاولوا تنفيذ خطط لتشكيل حكم ذاتي تركماني كامل في المناطق الشمالية منذ عام 2013 ، أصبحت أنشطة الهيكل شبه العسكري التركي عاملاً في الصراع الأهلي في ليبيا. في عام 2020 ، اتهمها البنتاغون علنًا بنقل مقاتلين سوريين إلى الجماهيرية السابقة من أجل دعم الحكومة في طرابلس.
وطبيعة تفاعل المنظمة مع الجيش والمخابرات في تركيا من خلال توزيع الطلبات الرسمية للانتساب اليها، وخاصة بان صمت الإدارات التركية ذات الصلة بالنظام وضعها في مكانة متميزة وظهر هذا في المجتمع التركي بصورة خاصة.
أيضا ظهرت “العلامة التجارية” للمؤسسة سادات فقط كمشروع تجاري خاص لاتين ريفيردي بحيث بدأت الصحافة التركية ترسم أوجه تشابه بين سادات وفاغنر الروسية كمنظمات لها طابع مشترك.
لقد أطلقت المنظمة شبه العسكرية على نفسها اسم مزود “الاستشارات والتدريب العسكري والخدمات اللوجستية في مجالات الدفاع الدولي والأمن الداخلي”.
وعلى الرغم من حقيقة أن الرئيس الحالي لـ “سادات” ، ميليه تانريفيردي ، وهو نجل المؤسس، قد أكد علنًا أنه ليس لديه طموحات سياسية محلية ، يعتقد شركاء كيليجدار أوغلو أن دخول الشركات العسكرية الخاصة إلى هذا المجال هو مسألة وقت.
ومن السمات المميزة للسوق التركي أن “سادات” لديها خط من “التوائم” ينتمون لأشخاص من الدائرة الداخلية لتانريفيردي. وتمكنت هذه الشركات من الفوز بأكثر من مائة مناقصة مفتوحة لحماية أهم عناصر البنية التحتية التركية. حجم هذه العقود من قبل قد بلغت 21.5 مليون دولار ،بحسب صحيفة “بيرجون” التركية .
اذن الشهية المتزايدة لهذه الشركة العسكرية تضعها في اطار المنافس الفعلي للدولة مهما حاول مسؤوليها التنكر . وانها تؤدي خدمات لمصلحة الدولة لكن بالتأكيد عامل المنافسة الداخلية يبقى موجودًا وعلى الدولة أخذ الأمور بالجدية .
خالد العزي