خبر عاجلدوليات

البابا الـ266: لمحة عن إرثه المليء بالإصلاحات الروحية

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

البابا الـ266: لمحة عن إرثه المليء بالإصلاحات الروحية

 

مناشير

توفي البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ266، عن عمر يناهز 88 عامًا بعد حياة حافلة بالتغيير والإصلاحات الدينية والإنسانية. في عالم يعج بالصراعات والمآسي، برز البابا فرنسيس كصوتٍ للرحمة والسلام، حيث قدم نفسه كقائدٍ ديني مميز يلتزم بالمبادئ الإنسانية والعمل من أجل العدالة الاجتماعية.

وُلد البابا فرنسيس في 17 كانون الأول 1936 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، باسم خورخي ماريو بيرغوليو. نشأ في أسرة متواضعة حيث كان والده محاسبًا يعمل في السكك الحديدية، ووالدته ريجينا سيفوري ربة منزل كرست حياتها لتربية أبنائها الخمسة. بدأ دراسته في مجال الكيمياء، ثم اختار طريق الكهنوت، لينضم إلى الرهبانية اليسوعية في عام 1958.

خلال سنواته في الرهبنة، درس اللاهوت في تشيلي والأرجنتين، ثم تدرّج في المناصب الدينية ليصبح في النهاية أسقفًا في بوينس آيرس عام 1992. في عام 2001، تم تعيينه كاردينالًا من قبل البابا يوحنا بولس الثاني.

في 13 آذار 2013، تم انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية بعد استقالة البابا بندكتوس السادس عشر. وكان البابا فرنسيس أول بابا من أميركا اللاتينية، واختار اسم “فرنسيس” تكريما للقديس فرنسيس الأسيزي، الذي اشتهر بتواضعه وحبه للفقراء.

منذ انتخابه، أظهر البابا فرنسيس رفضًا للتقاليد الفاخرة في الفاتيكان، متبنيًا أسلوب حياة بسيط يليق بالفقير. قام بإلغاء العديد من البروتوكولات الملكية وفضل العيش في شقة صغيرة، معتبراً أن “شعبي فقير وأنا واحد منهم”.

عُرف البابا فرنسيس بمواقفه الإنسانية، حيث كان دائمًا في مقدمة القضايا العالمية مثل تعزيز الحوار بين الأديان، والدعوة إلى حماية البيئة، وحقوق الإنسان، والتصدي للجشع الاقتصادي. وقع في عام 2019 وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر في أبوظبي لتعزيز التعاون بين المسلمين والمسيحيين. كما كان من أبرز المدافعين عن اللاجئين والمهاجرين، حيث اتخذ مواقف شجاعة لصالحهم.

وفي 2015، أصدر البابا رسالة “كن مسبحًا”، التي طالب فيها بضرورة حماية البيئة والتصدي للتغير المناخي، معتبرًا أن تدمير الطبيعة “خطيئة ضد الله”. كما أدان بقوة الرأسمالية المتوحشة التي تؤدي إلى تفاقم الفقر.

أما على الصعيد الداخلي للكنيسة، دعا البابا فرنسيس إلى إصلاحات تهدف إلى جعل الكنيسة أكثر قربًا من الناس وأقل بيروقراطية. كان أحد أبرز الإصلاحات في الكنيسة السماح للمطلقين الذين تزوجوا مجددًا بتلقي المناولة المقدسة، وأطلق أيضًا سلسلة من الإجراءات لمكافحة الفساد المالي داخل الفاتيكان.

إن البابا فرنسيس يترك خلفه إرثًا عميقًا من الإصلاحات الروحية والإنسانية، حيث كان مدافعًا عن المساواة، السلام، والحوار بين الأديان. رحيله يشكل خسارة كبيرة للكنيسة الكاثوليكية والعالم أجمع، لكن إرثه في نشر قيم الرحمة والعدالة سيستمر في التأثير على الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى