الاستراتيجية العسكرية الروسية في اوكرانيا – آنيّاً
كتبَ رائد عمر – العراق
على الرغم من التصريحات المتشددة التي طالما و قلّما ! يدلي بها نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ” ديمتري ميدفيديف ” وهو رئيس روسيا سابقا , والتي كان آخرها تأكيده على ضرورة إسقاط نظام ” كييف ” النازي,
إلاّ أنّه وفي ظلّ ال Status Quo – الوضع الراهن , عسكرياً اولاً وسياسياً – دولياً ثانيا , وبالأحرى كلاهما , فالسيد ميدفيديف قد ذهب بعيداً في ذلك ” وهو يدرك مسبقاً لهذا البُعد البعيد ” لكنّ اعتبارات الحرب النفسية والدعاية الإعلامية المصاحبة لمجريات الحرب , فإنها قد تتطلّب ذلك بشكلٍ او بآخر .
مرّت الستراتيجية ” السوقية ” العسكرية الروسية ببعض المراحل ذات المتغيرات التي تمليها ظروف المعارك منذ انطلاقها او بدئها في 24 شباط – فبراير الماضي , إذ ومنذ التراجع عن محاولة التقدّم لإحتلال العاصمة الأوكرانية كييف , وتغيير اتجاه بوصلة التقدم في العمق الأوكراني , واحتلال ومهاجمة بعض المدن الستراتيجية < خاركيف , باخموت , اوديسا , ودونباس وسواهنَّ > والتي شهدت بمجموعها معاركاً ضاريةً وضروس لكلا الجيشين المتقابلين , التي تمكّنت القوات الروسية من انتزاعها وضمّها بإقتدار , وبدَورٍ مشهودٍ لمجموعة فاغنر في معظمها .
دونما استرسالٍ لتفاصيل وجزئيات لأبعاد تلكم المعارك على المستوى العسكري والجيوبوليتيك , فالقيادة الروسية كانت وما انفكّت تستبق النظر وبِبُعدِ نظر عن التطورات والمضاعفات في إدامة هذه الحرب ” الى أمدٍ شبه مجهول ” من قبل الأمريكان وقادة الناتو .. الكرملين ووزارة الدفاع الروسية وهيأة الأركان آثروا إيقاف التقّدّم في العمق الأوكراني واحتلال مزيدٍ من اراضٍ ومدنٍ بعيدةٍ عن العاصمة الأوكرانية , والتي لا تغيير من مسار الحرب , حيثُ إرتأتْ القيادة الروسية جملةً من اسبابٍ مشتركةٍ ممّا تدعو لذلك : –
1 \ منع والحؤول دون اي محاولة التفافٍ مفترضة من الأوكرانيين لأجنحة الفرق والألوية الروسية المنتشرة على امتداد جبهات القتال .
2 \ التركيز على تحصينات الخطوط الدفاعية الروسية والتي لم يستطع الجيش الأوكراني من اختراق او خرق ايٍّ منها لغاية الآن .
3 \ يتّضح من استقراء الفلسفة الحربية للقيادة العسكرية الروسية , انّها حريصة الى اقصى الدرجات لقبول الحدّ الأدنى من الخسائر البشريّة للقوات ” والتي لابدّ من وقوعها في ايّة معركة .
4 \ الرّوس يخطّطون لمدياتٍ بعيدة من خلال تخزين وتصنيع الذخائر والأسلحة , وإدخال الأسلحة الصاروخية التي لم تستخدم في المعارك السابقة , مع تطوير وسائل الدفاع الجوي , حيثُ ما يهيمن على مجريات المعارك بين الطرفين المتصارعين هو ” الدرونز – المُسيّرات القتالية ” والأهداف التي يمكن الوصول اليها , إذ تجري على قدمٍ وساق عمليات التمويه والنقل والخداع على الأهداف والمراكزوالقواعد التي يمكن تحريكها .!
ما وردَ في النقاط المختزلة اعلاه , فأنه ليس من الثوابت , فمن الصعوبة على موسكو تحمّل ديمومة استنزاف دول الناتو والأمريكان لها او لقواتها واقتصادها وسواه , ولابدّ من التحضير لمفاجآت او متغيراتٍ جديدة للتأثير في آليّة الحرب ومساراتها , ولعلّ من اولويات ذلك التهيئة الجارية لعملية عسكرية نوعية جديدة ” وثقيلة الوزن النوعي – عسكرياً ” .! تقوم بها مجموعة فاغنر الجديدة بقيادة العقيد السابق السيد ” اندريه تروشيف ” الذي كان المساعد الأول او الرجل الثاني لِ ” يفغيني بريغوجين ” , والذي حظي هذا الرجل ذو اعلى اوسمة الشجاعة بأستقباله من الرئيس بوتين وتكليفه بقيادة فاغنر من جديد وبأسلوبٍ جديد .!