اsرائيل.. والمرحلة الثالثة من حربها .! – رائد عمر
رائد عمر – العراق
لابدّ من الإقرار المسبق او ضمنيّاً، أنّ أيّ مشروعٍ او مرحلةٍ ما، وأيّ جهدٍ اوساطة مفترضة لمحاولة التوصّل لإيقاف هذه الحرب التي كأنها غير قابلة للتوقف ضمن المدى القريب – المنظور، وفق رؤى نتنياهو وقياداته المتطرفة، وبتزكيةٍ مفتوحة ومدعومة من ادارة بايدن الآيلة للتدحرج بإتجاه السقوط، فكلّ هذه المحاولات وبعناوين وتسميات مختلفة، فمُحال أن يُكتب لها حتى الدنوّ من النجاح “غير المطلق” دونما حساباتٍ مسبقة بما يتواءم ويتلائم مع الرؤى الستراتيجية للطرف المقابل او حركة حماس والتنظيمات العسكرية المرتبطة بها، بل وحتى بتجاوزٍ ما للمكتب السياسي لحماس “اسماعيل هنيّة ورفاقه” المقيمين في الدوحة – قطر، لحدّ الآن .!، والذي يتمحور جوهرها الأساس بإنسحاب اسرائيلي مطلق من قطاع غزة مرفقاً بإعلانٍ وتعهد صهيوني بإنتهاء حالة الحرب بالكامل، وهذا غير قابلٍ لا للهضم ولا للمضغ على الصعيد الإسرائيلي في الأفق، الأفق الأرضي اولاً .!
قبل ال 24 ساعة الماضية ونيف، اوعز مكتب نتنياهو للقناة 13 الإسرائيلية بالإعلان او التصريح بأنّ العمليات العسكرية سوف تتوقف في غزة خلال او بعد 10 أيامٍ قادمة، وكان او كأنَّ ذلك بعض إلإيحاء السيكولوجي – الدعائي، للتظاهر بإتجاه “بلا اتجاه” للإقتراب الأفتراضي لإنهاء الحرب، وعلى الرغم من هذا الطرح المتخبّط في الإخراج والإنتاج معاً – قبلَ وبعد إعداد السيناريو، “وفق تفاصيل نتناولها في الأسطر ادناه” فقد سارعت قيادات الجيش وجنرالاته للطلب من حكومة نتنياهو الى تمديد أمد الإنتقال الى المرحلة الثالثة هذه الى ما بعد شهرٍ او نهاية هذا الشهر، ريثما وحيثما تنتهي الإجراءات الهجومية والدفاعية في “رفح” والتي كأنها بمساحة الصين .!
خطّة الأركان الإسرائيلية بما تسميه بالمرحلة الثالثة في انسحاب معظم قَطَعات الجيش “من صنفي المشاة والمشاة الآلي او الميكانيكي” فتستند الى السيطرة العسكرية شبه العامة للدروع الأسرائيلية على عموم وتقاطعات القطّاع ( لكنها وبتحسّب استباقيٍ بحت لثغور ومنافذ وانفاقٍ تكتيكية غير مكتشفة لحماس في الإنقضاض المباغت على جيشهم )، فإنها تبتغي الإبقاء على قواتهم في محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية لرفح، بالإضافة الى ادامة وجود واستحضارات عملية لقواتٍ
مضافة على “ممرّ نتساريم” الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها، وهنا لا نودّ استخدام أيّ من الأمثال العربية – التراثية الساخرة وربما “المُقهقِة” للتهكّم الموضوعي بهذه المرحلة الثالثة لآل صهيون، والتي كأنها في بدايات مرحلتها الأولى بعد هجوم 7 أكتوبر من العام المنصرم.
الرؤى الميدانية للقيادة الأسرائيلية “السياسية والعسكرية” على خارطة الحرب، دونما اعتباراتٍ موضوعيةٍ لخارطة الجيوبوليتيك الحربية الأخرى المتعلّقة “بوحدة الساحات .!” مع احتمالاتٍ قائمة لرفع وتصعيد حرارتها القتالية التسليحية – او الصاروخية، فإنّما يعكس “من زاويةٍ ما او سواها” تأثيرات السيكولوجيا الداخلية والسياسية التي تضرب بأطنابها على مديات تحمّل إتّساعٍ مفترض لمُخ او دماغ نتنياهو “في الشأن الداخلي الأسرائيلي المعارض اولاً !، والقابل للإنفجار وِفقَ هذه السيكولوجيا المشتعلة، والتي ابتعدت عن مساندتها وتزويدها بالوقود السياسي والتسليحي بعض دول الغرب المتحالفة مع السيّد العجوز جو بايدن .!