مقاومة الغزاة محببة فرنسياً ومنبوذة لبنانياً
مناشير
ليس سرًّا أنّ شريحة كبيرة من اللبنانيّين لطالما تغنّت بهواها الفرنسي. “الأمّ الحنون” كما توصف، هي بالنسبة إليهم، الترابط معها ثقافيّ وتاريخيّ ويستحقّ التمجيد والاستحسان دائمًا.
هذا للنقاش دائمًا.
لكن لا بدّ من التذكير بحقيقة أخرى يجري عادة إخمادها: تجربة فرنسيّة، تتمثّل في المقـاومة، لم تنتظر حكومة ولا استفتاء شعبيًّا، وخاضت عبء الدفاع عن البلاد ضدّ الغزاة النـازيّين. البرلمان حلّ نفسه، وشارل ديغول يقود من المنفى اللندني، أمّا السلطة الفعليّة فصارت بيد “حكومة فيشي” من العملاء الفرنسيّين المتحالفين مع النـ ـازيّين. حتّى المستعمرات الفرنسيّة في الخارج، كانت تقدّم دعمها للحكم النـ ـازي الجديد.
لم تنتظر المقاومة في المدن والقرى، إذنًا من زعيم سياسي أو حكومة. خلايا شعبيّة صغيرة بدأت تتشكّل فورًا لمقاومة الاحتلال. كمائن ضدّ قوافل الغزاة، تفجيرات، اغتيالات، تجسّس، تعطيل خطوط الإمداد والسكك الحديديّة، وتوزيع بيانات المقـ ـاومة السريّة، وهو نشاط تبلور وتصاعد بعد إنزال الحلفاء في النورماندي، حتّى تحرير باريس في العام 1944.
نتنياهو وعصابته يتصرّفون أسوأ من النـازيّين. وليس سرًّا ما جرى مع “العملاء” الفرنسيّين الذين تعاونوا مع الغزاة النازييّن، أو سهّلوا لهم، أم تواطؤوا معهم،
أو استضافوهم في بيوتهم، أو روّجوا لدعايتهم، أو…
لبنانيًّا، السؤال لماذا يستهول بعض اللبنانيّين حقّ هذه البلاد في التصدّي والدفاع عن نفسها بوجه الغزاة؟ ومن يحاول أداء دور “حكومة فيشي” اللبنانيّة؟ ولماذا الهوى اللبناني بمقـاومة ديغول من لندن، وليس بمقـاومة لبنانيّة متجذّرة في أرضها، وتقاتل من قراها؟
المرفٱ