خبر عاجلمقالات

مفاوضات الأمس بين الأمريكان وايران.. حديثٌ من زاويةٍ مغايرة

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

مفاوضات الأمس بين الأمريكان وايران.. حديثٌ من زاويةٍ مغايرة


كتبَ رائد عمر – العراق
غالبية إنْ لم تكن كافة وسائل الإعلام العالمية والأقليمية والمحلية في تغطيتها للمفاوضات “غير المباشرة” التي جرت بين الوفدين الأمريكي والأيراني في مسقط – عاصمة سلطنة عُمان يوم السبت الفائت , فإنها وكأنها ” ببغاوياً ! ” اعتمدت واستندت ولا نقول تعكّزت على نقل تصريحات وزير الخارجية الأيراني “عراقجي” , والموفد الأمريكي “ستيف ويتكوف” بأنّ المباحثات بينهما كانت بنّاءة ومثمرة , ولا يعرف الرأي العام ولم تكشف الأخبار عمّا اثمرت وماذا انجبت .!؟ , سوى انها سوف تُستأنف في السبت القادم .! ودونما اشارةٍ تلميحيةٍ عن ماهيّة هذه الفترة الفاصلة بين هاتين الجولتين , ولماذا لم تكن أقلّ من ذلك .! , وهل يتطلّب الأمر 7 أيام لإستئناف الحوار .؟
يُلاحظ فيما يُلاحظ أنّ مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الوفدين المتفاوضين لم يكن متكافئاً , حيث مثّل الجانب الإيراني وزير خارجيتهم , في حين رفضت الأدارة الأمريكية ارسال وزير خارجيتها لتلك الأجتماعات وكأنّ ذلك نوعاً من Diplomatic Snub – الإزدراء الدبلوماسي , ولم يُلحظ اعتراض الأيرانيين على ذلك , واكتفى الأمريكان بإرسال الموما اليه موفدهم ستيف ويتكوف , لكنّ الأهم من كلّ ذلك او بموازاته , فإنّ الأخير قد وصل العاصمة العمانية “Direct” قادماً من موسكو , حيث اجتمع شخصياً مع الرئيس بوتين , وهذا اللقاء الروسي – الأمريكي الخاص يومئ ويوحي الى مساومة ادارة ترامب لموسكو لقطع ووقف تحالفها وتعاونها العسكري مع طهران مقابل الضغط الأمريكي على اوكرانيا ووقف المساعدات العسكرية لها , لصالح موسكو , كأداةٍ فعّالة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية.
بِعَودٍ ثانٍ على بدءٍ آخرٍ , فما جرى من اجتماعات السبت الماضي بين الوفدين المعنيّين , حيث يجلس كلّ وفدٍ في غرفةٍ منفصلةٍ عن الوفد الآخر .! وذهاباً وإياباً يتنقّل بينهما وزير الخارجية العماني “الأستاذ بدر بوسعيدي” لنقل الرسائل المتبادلة بينهما “والرد عليها من كلّ طرفٍ الى الآخر” , فكأنها مسألة تدخل او يجري ايلاجها الى ما قد يُصطلح عليه بالكوميديا السياسية , التي تُلخّص وتُعبّر عن حالةٍ او هالةٍ دعائية من البروبوغاندا الفاقدة للمحتوى والمضمون , بجانب ارتباطها الوثيق والعميق بالحالة السيكولوجية لطرفٍ واحد , وقد ارتضت امريكا لنفسها “هذه الحالة وبنفسٍ طويل” أملاً في جرّ الأيرانيين الى المفاوضات المباشرة والساخنة عبر التلويح بالتحشد الجوي الصاروخي والبحري وحتى سواهما .!
بدلاً من كلّ ذلك وارهاصاته , فمن الزاوية الموضوعية التجريدية , كانَ من الأجدى ومن الأحرى اجراء تبادل “مسجاتٍ” مكتوبة عبر مسنجر ومشتقاته من السوشيال ميديا بين الجانبين الأيراني والأمريكي , لكنّ كذلك وأهمّ منه هو اجراء اتصالاتٍ هاتفيةٍ شديدة السريّة بين الطرفين , بغية اختزال واختصار عنصر الوقت وتوظيفه وتجييره للمصلحة الوطنية لكلا الجانبين , كما لا ندّعي ولا نزعم بأنّ مثل هذه الإتصالات الهاتفية الخاصة قد جرت او ستجري لاحقاً , وفق متطلبات الظرف وما حوله من احوالٍ واهوال .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى