تحالف القوات – سكاف “طبخة بشراوية” في مواجهة العائلات الزحلية… – أسامة القادري
أسامة القادري – مناشير
تشهد عاصمة “الكثلكة” مدينة زحلة، حراكاً متسارعاً لملاقاة الاستحقاق البلدي، بمعركة من لائحتين لم تكتملا بعد واحدة من العائلات الزحلية غير الحزبية يرأسها رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب مدعومة من الأقطاب المحلية النائب ميشال ضاهر، والوزير السابق نقولا فتوش، والثانية لائحة حزب القوات اللبنانية بالتحالف مع ميريام طوق سكاف. لتتنافسا على واحد وعشرين مقعداً.
وعلى هذا تدور رحى المعركة البلدية في مدينة زحلة التي لها خصوصيتها، فهي لا تعني فقط الأحزاب المسيحية وأبناء المدينة فحسب، أيضاً ينظر اليها البقاعيون في قرى الأوسط انها محطة مهمة بالنسبة للبقاع أجمع لما لهذه المدينة من تداخل وترابط مع بقية قرى السهل، ولما يتواجد فيها من طوائف واثنيات، فمثلاً يوجد فيها أكثر من 8 الاف صوت شيعي و4 الاف صوت سني، عدا عن الارمن السريان والاشوريين اضافة انها عاصمة البقاعيين الإدارية والحكومية.
فمن هذا المنطلق عمدت القوى السياسية فيها على مر الإستحقاقات السابقة أن تخوض معركة البلديات بما يضمن خصوصية المدينة وفق مشروع انمائي وإداري، لمنع وصول اي بلدية ذات طابع حزبي تتقوقع بين شعارات طائفية حيناً وسياسية أحياناً.
فطابع “الحراك الانتخابي البلدي” اليوم يسير على ايقاع تفرضه “القوات اللبنانية” بفائض قوتها التجييرية لكونها تعتبر من كبرى الأحزاب السياسية المسيحية في المدينة من حيث القدرة على الحشد والتجيير خاصة في الفئات العمرية الشابة تأييداً لخطاب القوة والتطرف، الا انها في زحلة حالياً تحاول إيجاد خطاب لإستنهاض الزحليين من تاريخ الحرب الأهلية وحصار زحلة التي طُويت صفحاته، لمنازلة سياسية بعد فقدانها الخصم السياسي الذي دأبت على شحن جمهورها ضده والتخندق بخطاب ممجوج، واذ تصطدم هذه المرة بإستياء الزحليين من الإسلوب الفوقي في “تسقيط” المرشحين لرئاسة البلدية الواحد تلو الآخر ثم تسحب ترشيحهم دون مراعاة للمرشح نفسه وسط جمهوره وعائلته، وآخر المرشحين الذي رست حتى اللحظة عليه بورصة الترشيحات هو المغترب المهندس سليم غزالة الذي أعلن ترشحه مساء السبت الفائت في مؤتمر صحفي عقده في دارة جده.
لتنطلق مروحة الاتصال والتواصل لإستكمال كل لائحة من 21 عضواً، فلا تخفي فعاليات زحلية ان مسار عملية تشكيل لائحة العائلات تعطي جواً ايجابياً لمراعاتها خصوصية المدينة كـ”عاصمة للبقاع” وتميزها بالتلون الطائفي وانفتاحها على باقي المكونات بعيداً عن التقوقع، خلافاً للألية الحزبية وفرض المرشحين التي أثارت حالة من البلبلة والإمتعاض.
فبعد أن أعلن التيار الوطني الحر عن موقفه عدم خوضه الاستحقاق البلدي من خلفية حزبية تاركاً الخيار للعائلات وعدم تبني اي مرشح، وكذلك الثنائي الشيعي وتيار المستقبل ما ترك القوات في تخبط لخوض المعركة دون خصم سياسي، فجعلها تنتقل فجأة لتستثمر مقابل التوافق في بشري الى تحالف مع سكاف في زحلة بعد أن كان هذا التحالف من “المحرمات”، وتبدل الحديث عن امكانية تحالف القوات مع زغيب لمواجهة لائحة السيدة سكاف أرملة الزعيم الزحلي ايلي سكاف، الى تحالف مع سكاف نفسها في مواجهة زغيب والعائلات.
وتقول اوساط متابعة ان هذا التبدل في التحالف جاء نتيجة “طبخة” أعدتها القوات اللبنانية في بشري بينها وبين النائب وليم طوق شقيق السيدة سكاف، اتفاق لم يعلن عنه بعد بانتظار اتمام الجزء الثاني منه في زحلة.
احد قدامى الكتلة الشعبية، قال، “لزحلة خصوصية اعتمدت على قاعدة ان تسند ظهرها على الجبل وتفرد ذراعيها الى السهل الرحب فلا يمكن ان تنغلق على ذاتها وتتحول الى قرية مقفلة في حسابات الاحزاب”
الجمهور السكافي يرفض التحالف
وفي هذا السياق لا تخفي أوساط الكتلة الشعبية رفضها لاسلوب التعالي وتعاطي حزب القوات وسكاف مع المدينة، يقول احد قدامى الكتلة الشعبية التي ترأسها سكاف لـ”مناشير” أن الأحزاب في المدينة ليست هي من ترشح وتفرض مرشحيها على العائلات انما كانت تختار مرشحين من الأشخاص الذين ترشحهم العائلات لا أن تفرض على العائلات مرشحين لا صلة ولا نشاط لهم في المدينة، يضيف “تاريخياً قرار زحلة يصدر من زحلة، كان جوزيف بيك سكاف وايضاً نجله ايلي سكاف يجتمع مع فعاليات المدينة ومع كوادر الكتلة مرارا ليخرج بإسم المرشح وتبنيه، انطلاقاً من اعتباره ان لزحلة خصوصية اعتمدت على قاعدة ان تسند ظهرها على الجبل وتفرد ذراعيها الى السهل الرحب فلا يمكن ان تنغلق على ذاتها وتتحول الى قرية مقفلة في حسابات الاحزاب، لأن ما يحصل اليوم لا علاقة لزحلة به فهو اتفاق بشراوي بين أبناء طوق، غامزاً من قناة أن الاتفاق حصل بين النائب ستريدا طوق جعجع (قوات) وبين شقيق ميريام سكاف النائب وليم طوق في بشري الجبة، ليستكمل هذا الاتفاق بتحالف القوات مع سكاف في زحلة، مقابل فوز لائحة القوات في بشري بالتزكية.
يضيف “العائلات الزحلية وفعاليات المدينة لهم كلمتهم الفصل في صناديق الاقتراع لن يقبلوا ان ينزل عليهم القرار من خارج المدينة، وهذا يرفع من حظوظ فوز لائحة زغيب بكامل أعضاءها، فأكثر وأول من حارب البيوتات السياسية في المدينة هو حزب القوات والتيار الوطني وكانا سبباً في اقفالها”. يستذكر قائلاً “في استحقاق 2016 سكاف خاضت المعركة بمواجهة الاحزاب والزحالنة على قاعدة ان الاحزاب تعمل لتسكير بيت سكاف، على هذا تعاطفت الناس ولرفضهم ان يكون قرار زحلة من خارج المدينة واليوم ابناء المدينة ايضاً سيقولون كلمتهم”.
القوات اللبنانية
وفي الإطار نفسه تشير أوساط قواتية لـ”مناشير” قالت “نخوض معركة انمائية بإمتياز، وزحلة بحاجة الى التغيير في ادارتها المحلية ونسعى الى تطوير العمل الانمائي والخدماتي لذلك معركتنا انمائية وليست سياسية”، وتابع أن القوات لم تفرض على المدينة مرشح، بإعتباره أن جميع المرشحين هم أبناء العائلات ولهم تاريخهم ولديهم الكفاءة، كما لديهم الحق في الترشح، وعن التحالف مع سكاف قال”في الانتخابات ليس هناك محرمات، اين العيب في ذلك ان الكتلة الشعبية في زحلة لها جذورها وموجودة في جميع العائلات، وكذلك القوات اما عن رفض الكتائب لهذا التحالف، قال المصدر القواتي حزب الكتائب رفض التحالف لأسباب حزبية داخلية، كان يفترض ان يشارك بـ 3 أسماء في المقابل تشارك سكاف بسبعة أعضاء ومن ضمنهم عضوان واحد سني واخر شيعي اما القوات بـ11 عضو من ضمنهم الرئيس، وبعد رفض الكتائب أصبحت القوات مجبرة لأن تسمي 14 عضواً بالتشارك مع الكتلة الشعبية.
الثنائي الشيعي
تقول مصادر مقربة من الثنائي الشيعي ان الحزب والحركة لن يرشحوا أحد سيتركون قرار الاقتراع للمواطنين ليختاروا ما يناسب المدينة انمائياً، وبخصوص امكانية ان يصوتوا لمرشحي سكاف في لائحة القوات خاصة ان سكاف هي من ارادت ان تسمي المرشح الشيعي بهدف عدم استفزاز الثنائي، قال المصدر، تحالفها مع القوات لا يلزمنا التصويت لأي من لائحتها، “جمهورنا يعرف ان يختار ويعرف لمن يصوت ولن يقف بوجه العائلات، ومن الطبيعي لن يصوت للقوات مهما كلف الأمر”.
المستقبل
اما تيار المستقبل قال قيادي ان التيار يترك الخيار للمناصرين، لم نرشح احد، والاقتراع متروك لاختيار من هو قادر على ادارة البلدية ويقدم مشروع انمائي متوازن للمدينة، واي تحالف لا يلزمنا.
الكتائب
اما حزب الكتائب تشير مصادره انه غير ملزم أيضاً بتحالف القوات وسكاف، ويترك الامر لمناصريه في التقييم لاي جهة قادرة على انماء زحلة وتراعي خصوصيتها.