مع زيلينسكي من زاويةٍ نصف مرئيّة .!
رائد عمر – العراق
لا يتورّط ولا يُورط نفسه أيٌّ من رؤساء وزعماء الدول الذين حكوماتهم في حالة حرب او معارك مع ايٍ من الدول الأخرى , < وحتى في الحروب الأهلية والداخلية > : في إعداد وإلقاء خطاب يومي ” اذاعي او متلفز ” تكون مضامينه وفحواه عن مجريات المعارك وتفاصيلها , إذ ذلك غير مضمون البتّة ويخضع للمتغيرات الآنية الحربية ومفاجآتها الغير محسوبة ايضاً وهذه من المسلّمات والبديهيات اللواتي لايمكن الإنحراف عنها ” بأيّ زاويةٍ هندسية او غير هندسية ” .
زيلينسكي اعتادَ او عَوّدَ نفسه ” منذ بدء الحرب مع روسيا في شباط – فبراير لعام 2022 ” أن يلقي خطاباً ليليّاً – فيديوي يتحدث فيه الى الرأي العام الأوكراني , ولتعيد بثّه ” او مقاطعاً منه ” وسائل الإعلام الخارجية .وللحقيقة فإنّ هذه المهمة الخطابية صعبة للغاية لاسيّما انها تحمل مداخلات وتناقضات الوعود بالنصر المؤزر !والمتغيرات التي افرزها الهجوم الأوكراني المضاد وفشله في اكثر من جبهة .
من ابرز هذه الصعوبات التي تورّط الرئيس الأوكراني بها , هي أنْ لم يبقَ او لم يُبقي له من المفردات والتعابير ليلقي بها على مسامع الأوكرانيين , فأثار يوم امس مسألةً قديمةً طالما اصابت الإعلام بنبال الملل .! حيث صرّح واشار على نيته او نيّة اوكرانيا للإنضمام الى حلف الأطلسي , ولكن بعد نهاية الحرب .!
هل يمتلك زيلينسكي صورةً ما على إنهاء الحرب وارغام القوات الروسية للإنسحاب من الأراضي الأوكرانية المحتلة , وهل يمتلك صورةً مقاربة على نهايته شخصياً , سواءً بالبقاء في سدّة الحكم وغير ذلك كذلك من السبل الأخرى .!
كأنّ شبه الإفلاس الفكري بدأ يلعب دوره لدى الرئيس , ومأساته الأخرى في عدم القدرة على التخلّص من هذا الخطاب الفيديوي – الليلي , والذي لايلقيه بالبثّ المباشر للإعتبارات الأمنيّة .