مستجدّاتُ غزّة – اسر/ائيل الساخنة .!
رائد عمر – العراق / مناشير
نتنياهو كان اوّل المتفاجئين وبمعيّته اجهزة الشاباك والموساد و “أمان – الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية” وصولاً ومرورا بقيادات الجيش الأخرى، جرّاء الصواريخ الفلسطينية لكتائب القسّام التي تشكل الذراع العسكري لحركة حماس التي دكّت تل ابيب يوم امس، وبعد صمتٍ صاروخيٍ استمرّ لِـ 160 يوماً منذ بدء تراجيديا القتل الجماعي الأسرائيلي لسكّان القُطّاع، وقد جاء الرّد الفلسطيني – الصاروخي المفاجئ لكلّ وسائل الإعلام العالمية والرأي العام، بعد انطباعٍ شبه سيكولوجيٍ ما بأنّ قدرة اطلاق الصواريخ الفلسطينية قد استنفذت وفقدت كمياتها وخزينها طوال المدة السابقة التي انهمرت على عديدٍ من المدن الصهيونية .! وكانت تلكم التصورات والحسابات خاطئةً في ايّ حساباتٍ ما .!
ربما وكأننا ابتعدنا عن جوهر الموضوع، فيوم اوّل امس، فرئيس الوزراء الأسرائيلي لم يخرق اتفاق وقف اطلاق النار فسحب، وانما قد الغاه كلياً من جذوره ولم يحترم توقيع دولته عليه، وكانت الذريعة الفظيعة له هو اجبار وارغام حركة حماس على الإفراج عن كافة الرهائن المحتجزين لديها، تحت القصف الجمعي للآلاف المؤلفة من العوائل الغزيّة التي يجري تشريدها من منطقةٍ الى اخرى وبالعكس ايضاً .!
ثُمّ، وعلى الرغم من أنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية ومعها الصحافة العالمية والعربية قد اجمعت وبشكلٍ مكرر ومُمل بأنّ بقاء والإبقاء على نتنياهو في سدّة الحكم يعتمد على ادامة وديمومة عمليات القصف وقتل فلسطينيي القطاع، والذي في جانبٍ منه لتقليل وتخفيض اعداد سكّان القطّاع، كتمهيد استباقيٍ اوّلي للتهجير اللاحق الذي لم يحظَ بأيّ سيناريو مقبول غربياً وأممياً لحد الآن، والعمل جارٍ على على قدمٍ وساق لنقل وتهجير جماهير القطاع الى جمهورية الصومال، مقابل اغراءات مالية امريكيةٍ تسيل لُعاب الصوماليين مهما كانت ضئيلة .!
في الخلاصة المستخلصة الإفتراضية – الممكنة، فلو كان نتنياهو حريصاً حقّاً على افراج “حماس” عن الرهائن الأسرائيليين المحتجزين لديها، لكانَ بوسعه الإعلان عن اطلاق سراح اعدادٍ مضاعفة وكبيرة من الأسرى الفلسطينيين القابعين خلف قضبان السجون الأسرائيلية ومنذ سنينٍ طوال، لإقناع “حماس” بالإفراج عن الرهائن الصهاينة .!، ولا يغدو الجانب الغريزي والسيكولوجي “الإسرائيلي” للإحتفاظ بالأسرى الفلسطينيين الى مدياتٍ ابعد، هو وحده في عدم استخدامه كورقةٍ مقابل تحرير الرهائن، وانما المسألةُ ابعد من ذلك، حتى بإفتراض قيام حركة حماس بإعدام كافة الرهائن لديها في حال وصولها او ايصالها الى حركة اليأس، والحديثُ لهُ شجون .!